أدى استمرار التداعيات السلبية لفيروس كورونا، إلى تراجع مبيعات محصول البطاطا فى الفترة الحالية، وذلك بسبب غلق عدد من الأسواق الأوروبية ضمن الإجراءات الاحترازية من جهة، وتراجع القوى الشرائية من جهة أخرى.
وأكد عدد من الشركات المصدرة والمزارعين، أنَّ استمرار تراجع المبيعات خلال الفترة المقبلة سيكبدهم خسائر فادحة، مطالبين الحكومة بمساعدتهم على توفير فرص تسويقية محلياً وخارجياً.
وقال إيهاب شرف، رئيس مجلس إدارة شركة «ITC» لتصدير الحاصلات الزراعية، إنَّ استمرار انتشار فيروس كورونا أثر على حجم صادرات البطاطا الحلوة، خاصة فى الأسواق الأوروبية التى تعد من أهم الأسواق المستوردة لها.
أشار «شرف» إلى أن الشركة صدرت ما يقرب من 500 طن من محصول البطاطا الحلوة خلال العام الماضى، وكان بمخططها زيادة صادراتها خلال العام الحالى إلى 1500 طن، أو تحقيق معدل العام الماضى نفسه، لكنَّ الفترة الحالية لا تبشر بالوصول لذلك.
أضاف أن الشركة تستهدف تصدير نحو 1000 طن من محصول البطاطا الحلوشة، لكنَّ الظروف الحالية دفعتها إلى طرح %40 من المحصول بالأسواق المحلية؛ نظراً إلى تراجع الطلب عليها من قبل الأسواق الخارجية.
أضاف أن شركة «ITC» منذ عام 2015 ومتخصصة فى تصدير الحاصلات الزراعية وبدأت بالتصدير مطلع عام 2016، من «البطاطا الحلوة، العنب، البرتقال، البطاطس، قرع العسل، المانجو، والفراولة».
من جانبه، قال رضا محمد، المدير العام للشركة جراند إيجيبت أجرو لتصدير الحاصلات الزراعية، إنَّ صادرات محصول البطاطا الحلوة للشركة انخفضت مع بداية العام الجارى لتسجل 180 طناً، مقابل 600 طن العام الماضى.
وذكر أن عدداً كبيراً من الشركات المستوردة ألغت تعاقداتها مع المصدرين خلال الفترة الماضية؛ نظراً إلى استمرار إغلاق الأسواق الخارجية؛ بسبب استمرار تفشى الفيروس.
أوضح أن أسعار البطاطا الحلوة تراجعت خلال العام الحالى لتسجل 480 دولاراً للطن الواحد، مقابل 900 دولار خلال العام الماضى، بتراجع نسبته %46.
أكد أن الشركة تعتمد، حالياً، بنسبة %100 على التجار والمزارعين لتوريد الكميات المطلوبة للتصدير من البطاطا الحلوة الطازجة للمحطة.
وتأسست شركة جراند إيجيبت أجرو لتصدير الحاصلات الزراعية عام 2008، وتمتلك 3800 فدان بمحافظة المنيا والنوبارية الجديدة، لإنتاج البرتقال والثوم والبصل الذهبى والأخضر، والخرشوف، فضلاً عن محطة لفرز وتعبئة الحاصلات الزراعية بمدينة النوبارية بطاقة إنتاجية تقدر بنحو 220 طناً يومياً.
وقال فتحى محروس، أحد تجار البطاطا بمحافظة كفر الشيخ، على الرغم من بداية موسم البطاطا وقلة المعروض حالياً، فإنَّ السوق يعانى حالة ركود شديدة؛ بسبب تراجع الطلب من قبل الشركات المصدرة.
وأضاف لـ«البورصة»، أن سعر طن البطاطا الحلوة المخصص للتصدير تراجع بنسبة %47 ليتراوح حالياً بين 1300 و1500 جنيه للطن، مقارنة بـ5 آلاف العام الماضى سعر التوريد للشركات المصدرة.
وأشار إلى أن أغلب المزارعين كثفوا زراعة البطاطا هذا العام على زعم ارتفاع سعرها، مقارنة بالعام الماضى، لذلك إذا لم تتدخل الحكومة خلال الأسبوعين المقبلين وتوفير فرص تسويقية فسيتراجع السعر إلى ما دون الـ500 جنيه للطن والمزيد من الخسائر للمزارعين.
وقال أحمد أبوالمجد، مزارع بطاطا، إنَّ ارتفاع الأسعار العام الماضى رغب عدداً كبيراً من المزارعين فى التوسع فى الزراعة؛ لجنى ربح أعلى؛ نظراً إلى انخفاض أسعار المحاصيل الأخرى مثل الأرز والذرة.
وأضاف «أبوالمجد» لـ«البورصة»، أن عدداً من الشركات المصدرة تعاقدت قبل بداية الموسم مع المزارعين لزراعة البطاطا بسعر 5 آلاف جنيه للطن من أرضه، ومع اقتراب جنى المحصول تم إخطارهم بخفض السعر لـ3 آلاف جنيه لظروف غلق بعض الأسوق التصديرية بحسب الشركات.
وذكر أن ميعاد حصاد محصول البطاطا نهاية الأسبوع الجارى، وفى حالة التأخير سيؤدى إلى تلفها وقد تتغير مواصفاتها من حيث الحجم أو الشكل، الأمر الذى يؤثر سلباً على الفرص التصديرية.