«امتلكت سيارة»..«حولت شقتى لتمليك بدلًا من الإيجار القديم»..«النت لا ينقطع» أبرز المكاسب.. و«الخروج عن الخدمة» و«ضعف الانتشار فى القرى» و«عدم الإخطار بالعمولات» أبرز السلبيات
قال عدد من عملاء القطاع المصرفى إن تجربة انضمامهم للبنوك خلال السنوات الإضافية كانت إيجابية فى المجمل حيث ساعدتهم على إدارة أموالهم، وتحسين قراراتهم المالية، وتسهيل دفع الفواتير لكن الأمر لم يخل من السلبيات المتعلقة بخصم بعض العمولات دون إعلام العميل ما هى تلك المستحقات، وكذلك تعطل الخدمات فى بعض الأحيان.
فى المقابل ذكر مصرفيون إنه مع زيادة الاستثمار فى البنية الرقمية ستختفى الكثير من السلبيات، وأن البنوك تعمل على إتاحة كافة التفاصيل الخاصة بالعمولات والفوائد على موقعها الإلكترونى تنفيذّا لتوجيهات البنك المركزى.
فى بداية قالت سنا احمد، موظفة بأحدى الشركات متعددة الجنسيات، إن أول حساب فتحته فى البنوك كان لتلقى أجرها عن عمل حر قامت به أثناء فترة الدراسة، ولاحظت بعدها إن وجود أموالها فى البنك ساعدها فى تأجيل قرارات الشراء غير الضرورية وبدأت مع الوقت تحسين ادارة مدخراتها عبر المقارنة بين الفوائد فى البنوك، وشراء وثائق صناديق الاستثمار.
وذكرت أن حساب التوفير الذكى الذى أطلقه أحد البنوك الخاصة، والذى يحتسب كم يمكن ادخاره شهريا لشراء سيارة خلال عدد معين من السنوات مع الأخذ فى الاعتبار فائدة الحساب والزيادة فى الأسعار ساعدها فى تملك أول سيارة خاصة بها.
أضافت أنه فى الوقت الحالى، ونظرًا لتعاقد الشركة التى تعمل بها مع أحد أكثر البنوك الأجنبية تطورا فى الخدمات الرقمية، باتت معظم مدفوعاتها رقمية، لكنها مازالت تحتفظ بجزء نقدى نظرًا لأن ماكينات الدفع فى المحال التجارية وأنظمة البنوك أحيانا تخرج عن الخدمة، وأيضًا عدم تواجد تلك الخدمة فى جميع المتاجر.
وقالت دينا أحمد، ربة منزل، إنه نظرًا لطبيعة عمل زوجها التى تضطره للسفر لفترات طويلة، فتحت حساب ليمكنه من تحويل الأموال عليه، وسهًل ذلك المحفظة الرقمية من البنك أكثر، ودون نسبة تذكر مقارنة بانتظار ارسال النقود مع أحد أصدقائه أو الاضطرار للاقتراض من المحيطين.
لكنها ذكرت أن فى أوقات الأعياد والإجازات العامة، تكون كفاءة الخدمات أقل، وأسوأ ما تتعرض له هو ألا تخرج الماكينة أموالا وتخصمها من رصيدها، واضطرارها الانتظار اسبوعين لحين حل المشكلة، لذلك فهى تحاول ان لا تسحب كافة ما تريد على دفعة واحدة، ما يجعلها تستخدم الماكينة لفترة أطول، وهو احيانا ما لا يكون ممكنًا إذا كان هناك طابور طويل خلفها فتضطر لسحب مبلغ صغير والعودة بعد فترة للسحب مرة أخرى.
وقال حسنين حمزاوى، مدير قطاع الموارد البشرية بأحد الشركات الخاصة، إن سجله الائتمانى والتزامه مع البنك فى دفع أقساط بطاقة الائتمان الخاصة، ساعده فى الحصول على قرض شخصى استطاع به شراء شقته التى يقطن بها لكن بنظام الإيجار القديم، قبل التطبيق المنتظر للقانون الجديد.
أوضح أن الأمر لم يستغرق سوى أسبوعين قبل حصوله على موافقة البنك وقبل نهاية الشهر تحولت الأموال لحسابه واستطاع تحويلها للبائع.
“النت ما بيفصلش لما بنسى ادفع الفلوس»، هكذا قالت تقى عبد الله، موظفة بالمبادرة القومية للتوظيف، أضافت أنها بعد بدء العمل من المنزل استيقظت فى أحد أيام وتفاجأت بانقطاع الخدمة لعدم سداد الاشتراك الشهرى، واضطرت للنزول وبدلًا من دفع الفاتورة عبر نقاط شركات الدفع الإلكترونى توجهت للبنك وفعلت الإنترنت البنكى ومن خلاله سددت الاشتراك، «منذ ذلك الحين لم اضطر للنزول وسداد الفواتير».
وذكرت أنه رغم انها تفصيلة صغيرة لكن زادت أهميتها بشدة بعد العمل من المنزل، وسهلت إضافت باقات إضافية عند استهلاك السعات المحددة أو رفع السرعة.
وقالت منى كريم، ربة منزل، إن زوجها توقف عن العمل قبل سن المعاش بفترة واكتفى بوضع جزء من أمواله فى ودائع بالجنيه لدى البنك، وجزء الاخر بالدولار، ونجح فى الحصول على دخل شهرى عبر ودائع الجنيه، واستفاد من الزيادة فى سعر الدولار بعد التعويم، وكذلك من فائدة الـ20% وحاليًا الـ15%.
وقال عرفة محمد، مزارع، إن الحكومة اشترطت فى الفترة الاخيرة تحويل مستحقات المزارعين عن توريد المحاصيل إلى حسابات البنكية لذلك فتح حساب، لكنه ذكر أنه لم يستفد منه بشكل كامل حيث يسحب الأموال ليعيد شراء التقاوى ومستلزمات الانتاج، ويحتفظ بالمتبقى فى منزله حيث انه لا وجود لنقاط البيع او الصراف الآلى بقريتهم التى لا يتعدى سكانها 3 آلاف نسمة فى الغربية.
وقال يحيى بركات، طبيب، إنه يعانى من سوء تواصل مع البنوك، مشيرًا إلى أن البنك لا ينذره بخصم عمولات الحساب او المصاريف الادارية قبل خصمها، ولا يخطره بعدها.
أضاف: احيانا اتفاجأ أن النقود مسحوبة من الحساب قبل سحب قسط القرض وبالتالى يحين استحقاقه واتفاجأ بأنه تم احتساب فوائد تأخير على عدم سداد القسط رغم أنى تركتها فى الحساب، لكن لم يتم سحبها لأنها باتت ناقصة الجزء الذى تم سحبه كمصاريف إدارية سنوية.
أوضح: «لست معترض على دفع مقابل الخدمات، لكن يمكنهم إرسال إشعارات ليمكننى تدبير مواردى، وحتى حين السحب يجب أن يظهر لى العمولة المفروضة على قبل اتمام العملية او وضعها بشكل واضح على الماكينات، فانا لا أعرف لو سحبت من أى بنك آخر كم سيكلفنى ذلك».
وقالت عزة ياسين، موظفة بمبنى التلفزيون، إن تجربتها مع البنوك جيدة فى المجمل، فطوال 10 سنوات حدثت مرات بسيطة انخفاضات غير مبررة فى الحساب وتم استرداد الأموال بمجرد عمل شكوى.
لكنها ذكرت أن البنوك لا تطمئن عملاءها، فعندما أرسلت رسالة برفض تأجيل اقساطها جاءها الرد التلقائى بتلقى الطلب، لكن القسط لم يسحب ما دفعها لإتمام شكاوى عدة لحين سحبه وإزالة الغرامات التى صاحبت ذلك ووالتى لم تكن سبب فيها نظرًا لكون الخطأ من النظام ووجود القسط فى حسابها عند استحقاقه.
أوضحت أنه حينما اشتكت فى البنك المركزى أوضحوا لها أنها مسألة وقت لحين مراجعة البنوك أعمالها وستعود الغرامات للحساب وهو ماحدث، لكن ورغم تكرار ذلك مع عدد من العملاء لم تصدر البنوك رسالة موحدة للتعامل مع تلك الحالات.
وذكرت أن ما حدث كان أمرا طبيعيا وسيكون مروره اسهل لو أن هناك رصدا لمشاكل العملاء وقائمة بالاجابات على الأسئلة المتكررة يتم تحديثها بناء على تصنيف استفسارات العملاء.
وقال كريم سوس، رئيس قطاع التجزئة المصرفية فى البنك الأهلى، إن البنوك توسعت فى تقديم الخدمات الرقمية والقنوات التى تتيح اتمام المعاملات، وتعمل باستمرار على تحديثها، ورغم حدوث بعض الضغط على الخدمات فى بعض الأحيان، لكن مع الوقت وزيادة الاستثمارات فى القطاع ستكون الخدمة أفضل.
أوضح أن تنويع البنوك خدماتها ساهم فى ارتفاع عدد الحسابات النشطة بصورة ملحوظة خلال الفترة الماضية مقارنة بزيادات اسمية فى عدد الحسابات التى تصبح راكدة بعد ذلك.
وذكر أن معظم البنوك تتيح تفاصيل العمولات والعوائد فى مواقعها الالكترونية تنفيذًا لتعليمات البنك المركزى، وأن العقد الموقع مع البنك يشمل ذلك بوضوح، ويجب على موظف البنك توضيحه قبل الحصول على توقيع العميل.
وكشف سوس إن البنك يسعى للانتشار الجغرافى فى القرى ويستهدف الوصول بشبكة فروعه إلى 700 فرع بنهاية عام 2023، مع التركيز على المدن الصناعية الجديدة، ومنطقة صعيد مصر والدلتا، بالإضافة إلى منطقة القناة.
وقالت مصادر مصرفية، إن هناك جهودا لتوحيد فترة حل النزاعات التقنية بين البنوك فى يومين فقط، وذلك يشترط موافقة البنك الراسل والمرسل وشركة بنوك مصر.
أوضحت أن تلك الخطوة ستجعل وقت انتظار عودة النقود فى الحساب أقل، وبعض البنوك فى الوقت الحالى، تصرف لعملاء المرتبات بمجرد تقدمهم بشكوى، وحال التأكد من عدم صحتها تخصم من رصيد الراتب.
أضاف أن نسب الأمية فى الريف تجعل من الصعب انتشار تلك المدفوعات خاصة بين كبار السن.