تواجه شركات الطيران أسوأ أزماتها منذ بدء أول خدمة تجارية في نقل الركاب قبل 100 عام.
ففى الأسبوع الماضى فقط، أعلنت الخطوط الجوية الأمريكية “أمريكان إيرلاينز” اعتزامها شطب 19 ألف وظيفة، بينما أعلنت شركة الطيران الأسترالية “كانتاس” أنها ستلغى الآلاف من فرص العمل الإضافية وحذرت شركة “آير شاتل” النرويجية من حاجتها إلى حزمة إنقاذ أخرى، بعد أشهر فقط من تأمين خطة إنقاذ أولية.
ويحذر المحللون من أن الأسوأ لم يأت بعد، حيث تتسبب احتمالية نشوب موجة ثانية من الوباء والقواعد الحكومية الصارمة بشأن الحجر الصحي في إعاقة قدرة شركات الطيران على التنبؤ بالطلب.
وأشارت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إلى أن حالة عدم اليقين تتعارض مع صناعة تزدهر على قدرتها على التنبؤ بطلب الركاب على المدى الطويل بشكل دقيق وتعديل جداولها وفقاً لذلك.
وفي هذا الصدد، قال مارك ماندوكا، محلل الطيران في مجموعة “سيتي” المصرفية، إن طاقة شركات الطيران العاملة ستنتقل من صفر إلى 70% في غمضة عين، ثم ستضطر إلى التراجع مرة أخرى.
وأضاف ماندوكا: “هذا العالم الهجين الذي نعيش فيه هو في الواقع الأكثر إيلاما، فعندما تضخ التكاليف ثم توقف الأعمال مرة أخرى وتوقف عمل طرق طيران معينة، ستكون هذه هي اللحظة التي تسجل فيها أسوأ خسارة نقدية”.
بدأت أعداد الركاب المحليين في بعض الأسواق، خاصة في آسيا، في التعافي ببطء من أدنى مستوياتها خلال فترة الإغلاق، فقد عاد السفر الجوي في الصين بالكامل من مستويات قبل تفشي كوفيد-19، في ظل وجود ما يقرب من 15 مليون مقعد محجوز الأسبوع المنتهي في 30 أغسطس الجاري، مما يبرهن على وتيرة الانتعاش الاقتصادي للبلاد.
ولايزال السفر الدولي يعاني، حيث تعمل أسواق عديدة بمستويات أقل بكثير من تلك التي كانت تتمتع بها قبل الوباء، فعلى سبيل المثال حددت الولايات المتحدة إمكانية استخدام خُمس المقاعد فقط المستخدمة في بداية العام، بينما خفضت فيتنام طاقتها الاستيعابية بنسبة 90% بعد تفشي الوباء.
وقال جون جرانت، من شركة استشارات بيانات الطيران OAG، إن شركات النقل القديمة في أوروبا تواجه تحدي متمثل في إعادة بناء الطلب في ظل ثقة المستهلك المتضررة وقيود السفر المفاجئة، بينما تواجه شركات الطيران منخفضة التكلفة تهديدات من المسافرين الذين يلجأون للسيارات الخاصة التي يُنظر إليها على أنها أكثر أماناً ومرونة.