مع دخول عصر الهيدروكربون إلى حقبته الأخيرة، ينتقل النشاط بشكل متزايد إلى آسيا ويصبح البلاستيك محط اهتمام.
ذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أنه فى ظل تباطؤ الطلب على وقود النقل فى السنوات المقبلة، هناك جيل جديد من مصانع المعالجة ينتشر فى جميع أنحاء المنطقة، حيث تعمل هذه المصافى المتكاملة على تحويل البترول إلى بتروكيماويات، التى تعتبر الركائز الأساسية لكل شيء، بداية من تغليف المواد الغذائية إلى الأجزاء الداخلية للسيارة، وتنتج وقوداً أقل مثل البنزين.
ويتواجد أكبر مصانع المعالجة تلك فى الصين، حيث يتبع ذلك المصنع شركة «رونج شنج» الصينية للبتروكيماويات فى مدينة زهوشان الصينية، حيث افتتح المصنع الذى تصل سعته إلى 800 ألف برميل يوميا فى 2019 وسيصل إلى طاقته الكاملة قبل نهاية العام الجارى، كما تخطط مجموعة، تقودها مؤسسة البترول الهندية، لإنشاء مجمع ضخم لتحويل 1.2 مليون برميل من البترول يومياً إلى مواد كيميائية على الساحل الغربى للبلاد.
والجدير بالذكر، أن شركة «أرامكو السعودية»، كجزء من استراتيجيتها للاستثمار فى آسيا، تمتلك أو تخطط بالفعل للاستحواذ على حصة فى كلا المشروعين.
تعود شعبية مصافى التكرير المتكاملة فى آسيا إلى معدلات النمو الاقتصادى السريعة نسبيا فى المنطقة وحقيقة أنها لاتزال مستورداً صافياً للمواد الخام الأولية، مثل الإيثيلين والبروبيلين.
وتهدد المصانع الضخمة بجعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لمنافسيها الأصغر حجما، فضلاً عن إظهار المرونة فى التنقل بين الوقود والقدرة على معالجة المواد الخام الأقل تكلفة والأكثر تلوثاً.
قال سوشانت جوبتا، مدير البحوث فى آسيا والمحيط الهادئ للتكرير لدى «وودماك»، إنه ليس من المنطقى الآن تشغيل مصفاة مستقلة أو مصنع بتروكيماويات مستقل لهذه المسألة، مشيراً إلى أن المنشآت الأصغر حجماً ستواجه تحديات البيئة الجديدة، فى حين أن هناك أيضاً خطر زيادة الطاقة الاستيعابية.
قالت مجموعة «جولدمان ساكس»، فى مذكرة الشهر الماضى، إن المشروعات الكبرى الجديدة، مقترنة بأسعار البترول المنخفضة، ستؤدى على الأرجح إلى إغلاق المصافى فى الأسواق المتقدمة خلال عامى 2021 – 2022.
وفى هذا الصدد، أشار جوبتا إلى إمكانية إيقاف 1.2 مليون برميل يومياً من طاقة التكرير المستقلة الصينية خلال السنوات القليلة المقبلة، بينما ستتعرض أيضاً المصانع الأبسط فى اليابان وأستراليا إلى ضغوط.
ويتوقع نمو طاقة التكرير العالمية بنسبة %1.7 سنوياً حتى عام 2025، فى حين أن النمو فى الطلب- مع الأخذ فى الاعتبار تأثير كوفيد-19- لن يصل إلا إلى حوالى نصف الإضافات، وفقًا لتقرير حديث صادر عن «بلومبرج إن.إى.إف».
وتعتقد ميشال ميدان، مديرة «برنامج الصين» فى معهد دراسات الطاقة بجامعة أوكسفورد، أن مصافى التكرير الجديدة ستؤدى إلى وفرة فى الطاقة الإنتاجية فى الصين، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن كوفيد-19 يكبح توقعات النمو العالمى وأيضاً زيادة الجهود المبذولة للحد من المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.
المخاطر البيئية
ويُعد ضغط المستهلكين والحكومة للحد من استخدام المواد البلاستيكية التى تؤثر سلباً على محيطات العالم تهديداً يصعب قياسه كمياً للطلب على البتروكيماويات، فقد أشارت بيانات «بلومبرج إن.إى.إف» إلى أن آسيا تستهلك نحو نصف العبوات البلاستيكية فى العالم وتستورد المزيد من النفايات القابلة للتدوير من الولايات المتحدة وأوروبا.
وتستند توقعات الوكالة الدولية للطاقة فيما يخص الطلب على البتروكيماويات على نمو تاريخى قوى.