يزيد التهديد المتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المضطربة، من الضغط على الشركات لتحمل أعباء الديون الرخيصة، إذ يحذر مصرفيون من أن تعطيل الأسواق المالية قد يحرمهم من إمكانية الحصول على الأموال بشروط ميسرة.
وبدأ إصدار سندات الشركات بقوة فى سبتمبر، بعد أن جمعت الشركات ما يصل إلى 210 مليارات دولار فى أغسطس- وهو رقم قياسى بالنسبة لذلك الشهر- مستفيدة من معدلات الفائدة المنخفضة للغاية، التى ازداد جاذبيتها فى ظل ارتفاع حالة عدم اليقين السياسى، وفقاً لما نقلته صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
قال رئيس اتحاد الديون ذات التصنيف الاستثمارى فى بنك «جولدمان ساكس»، جونى فاين، إن الانتخابات المقررة فى 3 نوفمبر المقبل تعتبر عامل خطر، كلما اقتربت من نهاية العام.
وجمعت شركات، منها «نستلة» و»جنرال موتورز» و»يام براندز»، ما يصل إلى 46 مليار دولار من مبيعات السندات هذا الأسبوع حتى الآن، فى حين كانت الأموال التى جُمعت فى أغسطس أكثر من 60 مليار دولار وهى أعلى بكثير من مستوى الشهر السابق الهادئ تقليدياً.
يأتى الإفراط فى اللجوء للسندات مع تزايد المخاوف بشأن نتيجة التصويت، مع احتمالية اقتراب النتيجة فى مصلحة أى من المرشحين، مما قد يؤدى إلى نزاع طويل الأمد من شأنه التأثير على أسواق المال.
وتمتعت العديد من إصدارات سندات الشركات الأخيرة بطلب قوى من قبل المستثمرين الباحثين عن عوائد أعلى بعد أن خفض الاحتياطى الفيدرالى أسعار الفائدة الأساسية للتخفيف من الآثار الاقتصادية لتفشى كوفيد-19.
وذكرت «فاينانشيال تايمز»، أن هذه القوة النارية ساعدت فى تحسين ظروف التمويل بالنسبة للشركات، مع مجموعة من الصفقات الأخيرة التى سجلت تكاليف اقتراض منخفضة بشكل قياسى.
وأشار المصرفيون إلى أن جهات الإصدار تشعر بالقلق أيضاً من إمكانية عودة ظهور حالات الإصابة بفيروس كورونا فى أشهر الشتاء الباردة، مما يصدم الأسواق ويجعل صفقات الديون أكثر صعوبة.
وتجدر الإشارة إلى أن البنوك الاستثمارية رحبت بالزيادة فى إصدار السندات منذ مارس، وجمعت تلك البنوك رسوماً قياسية خلال النصف الأول من العام مقابل تقديم مشورتها للشركات بشأن عمليات الدمج وجمع الأموال.
وخلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة فى نوفمبر 2016، ارتفعت العوائد على سندات الشركات ذات الدرجة الاستثمارية بشكل حاد فى أعقاب المنافسة، مما يعنى ضمنا تكاليف تمويل أكبر- إذ بدأ المستثمرون فى وضع احتمالية نمو أقوى وتضخم أعلى فى الحسبان فى ظل رئاسة ترامب.
وقال دومينيك توبلان، رئيس استراتيجية الائتمان الأمريكية فى بنك «بى إن بى باريبا»: «فى عام 2016، جلبت الجهات المصدرة السندات قبل الانتخابات، بدلاً من المخاطرة بإيجاد نفسك فى بيئة غير مواتية كما هى الآن»، مشيراً إلى أن استراتيجية مماثلة يجب أن تؤتى ثمارها هذه المرة.