ربما تكون السويد على وشك نقل مجتمعها الخالي من النقود إلى مستوى جديد، حيث يدفع الوباء عملاتها الورقية والمعدنية إلى الانقراض.
ذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أن محافظ البنك المركزي السويدي، ستيفان إنجفيس، لاحظ مؤخراً أن بعض الشباب السويدي ليست لديهم فكرة عن شكل الأموال الحقيقية بالفعل، مما آثار قلق إنجفيس وآخرين، ليقول بذلك إن المشرعين ربما يحتاجون إلى التدخل قبل فوات الأوان.
ولم يتضح بعد إلى أي مدى يمكن أن يصبح نقص السيولة النقدية خطيراً، وأوضحت “بلومبرج”، أن الانتقال إلى المعاملات الرقمية يأتي بكثير من الفوائد، بما في ذلك نوع الشفافية الذي يجعل أشياء مثل غسيل الأموال والتهرب الضريبي أكثر صعوبة.
ويبدو أن السويد تجاوزت نقطة تحول حاسمة، لكن إذا لم تكن هناك نقود يمكن الاعتماد عليها على الإطلاق، فماذا يحدث إذا فشلت الشبكات الرقمية؟ وماذا عن الهجمات الإلكترونية؟
فمثل هذه الأحداث يمكن أن تحدث أضراراً أكبر بكثير من عمليات السطو على البنوك القديمة، وتحاول السويد الآن معالجة مشكلة الافتقار للسيولة في خضم جائحة كورونا، التي جعلت التعامل مع النقد ذو مخاطر صحية، ونتيجة لذلك أصبحت النقود أقل شيوعاً من أي وقت مضى، وأصبحت طريقة الدفع المفضلة هذه الأيام لا تلامسية تماماً لتحقيق أقصى قدر من السلامة الصحية.
ويقدر بنك “كلارنا” السويدي، أن 73% من مدفوعات البطاقات الخاصة بعملائه أصبحت “لا” تلامسية الآن، بزيادة من 63% قبل الوباء.
وقالت مديرة إحصاءات المستهلك في “كلارنا”، فيفيكا سودرباك، إن الناس لم يعودوا راغبين في لمس العملات المعدنية والفواتير أو الضغط على أي أزرار، موضحة أن تفشي كوفيد-19 سرع هذا الاتجاه.
وأظهرت أحدث البيانات المتاحة أن السويد تمتلك نقوداً متداولة أقل من أي مكان آخر في العالم، فهي تمثل نحو 1% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بـ 8% في الولايات المتحدة، وأكثر من 10% في منطقة اليورو.
ومن بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، لا يستخدم ما يقرب من 3 أرباع السويديين النقود أبداً أو نادراً ما يستخدمونها، وفقًا لدراسة استطلاعية أجريت في يوليو الماضي بتكليف من “Bankomat”.