تسارع إيقاع التحول الرقمى لشركات الأدوية جراء تفشى فيروس «كورونا»
تزايد الحديث مطلع العام الجارى عن أهمية التحول الرقمى وتبنى الحكومة المصرية العديد من الإجراءات فى إطار دعم التحول الرقمى واستخدام التقنيات الإلكترونية، وجاءت جائحة كورونا لتحول الحديث عن التحول الرقمى إلى حقائق سارعت العديد من الشركات فى القطاعات الاقتصادية المختلفة إلى تنفيذها على أرض الواقع من خلال إجراءات فعلية لاستخدام التكنولوجيا الإلكترونية لتعزيز التحول الرقمى للبلاد على رأسها قطاع الرعاية الصحية، والذى بدأ فى الاعتماد على التقنيات الصحية الرقمية.
ويتماشى تنامى التكنولوجيات الصحية الرقمية مع النتائج التى كشف عنها مؤشر فيليبس للصحة المستقبلية لعام 2019، ويظهر الاستبيان أنّ 94% من المتخصصين فى مجال الرعاية الصحية فى الصين يستخدمون حالياً شكلاً من أشكال التكنولوجيات الصحية الرقمية أو التطبيقات المرتبطة بالصحة على الهاتف المتحرك، مقارنة بـ85% فى المملكة العربية السعودية و76% فى الولايات المتحدة و48% فى جنوب أفريقيا.
كشف الدكتور مأمون النجار العضو المنتدب لمستشفيات دار الفؤاد، عن استثمار 200 مليون جنيه فى عمليات التحول الرقمى لمستشفيات الشركة، حيث قامت بتدشين نظام يسمى «SAP»، وهو نظام ميكنة كاملة لجميع المعاملات الطبية فى المستشفى من معامل وتحاليل وأشعة وأدوية وجميع التعاملات الأخرى، مضيفاً أنه سيتم إطلاق تطبيق موبايل، خاصة بالمستشفى قبل نهاية العام الجارى.
“النجار”: “دار الفؤاد” تستعد لإطلاق تطبيق موبايل خلال شهرين
وأضاف، أن التطبيق سيقدم جميع الخدمات الخاصة بالمستشفى مع امكانية تقديم الاستشارات الطبية، موضحاً أنه لا يمكن الكشف على المريض والتشخيص عن بُعد أو من خلال الموبايل، حيث يجب أن يعتمد الكشف على فحوصات مباشرة للمريض، بينما تقتصر الخدمة على تقديم استشارات طبية فقط ونصائح للمريض وتوجيهات لما يجب أن يقوم به وإلى أين يتوجه لفحص ما يشكو منه المريض.
وأوضح النجار، أن عملية التحول الرقمى التى تقوم بها الشركة تنقسم إلى مرحلتين الأولى، جار الانتهاء منها خلال العام الحالى، فيما سيتم المرحلة الثانية خلال عام 2021، مشيداً بأهمية التحول الرقمى فى قطاع الصحة خاصة مع المستجدات التى تظهر على الساحة.
وأوضح خالد أبوهيف نائب رئيس مجلس إدارة مستشفيات دار الفؤاد، أن نظام SAP يعمل على الربط بين جميع أطراف المنظومة الطبية بالمستشفى ويسهل من العملية التشغيلية، مشيرًا إلى أن تبنى المستشفى استراتيجة التحول الرقمى جاء تماشيًا مع التغير العالمى بسبب جائحة «كورونا».
وأكد أبوهيف، على أن التطبيق الجديدة تجاوزت تكلفته الاستثمرية حوالى 15 مليون دولار، نظرًا للعائد على الكفاءة التشغيلية التى يقدمها النظام للمستشفى.
وعلى الجانب الآخر تتيح مجموعة مستشفيات كليوباترا خدمة العلاج عن بعد من خلال تطبيقها على الهاتف المحمول، والذى يتيح مناظرة المرضى عن بعد من خلال مكالمات الفيديو فى مختلف التخصصات الطبية، والذى يتيح متابعة حالة المريض بصورة مستمرة مع أكبر نخبة من الخبراء والاستشاريين فى مختلف التخصصات الطبية، فضلاً عن إتاحتها خدمة الحجز للكشف من خلال الموقع الإلكترونى للمجموعة.
وقالت ياسمين نجم مدير علاقات المستثمرين بمجموعة العاشر من رمضان للأدوية «رميدا»، إن الشركة أخذت بزمام المبادرة فى التحول الرقمى من خلال عقد العديد من الفعاليات والملتقيات الإلكترونية مع كبار الاستاذة والاستشاريين فى مختلف المجالات العلاجية.
وأضافت نجم، أن الملتقيات جاءت بهدف التعرف على مستجدات قطاع الأدوية وإتاحة احدث المعلومات والدراسات للسوق والسادة الأطباء والصيادلة وشركاء راميدا، خاصة فى ظل أزمة تفشى وباء «كورونا»، مشيرة إلى أن الشركة من أوائل الشركات التى أهتمت بعقد ندوات وملتقيات إلكترونية عن تأثير علاج كورونا على الصحة النفسية، فضلاً عن ملتقيات إلكترونية للتعرف على الأدوية الجديدة والاتجاهات الدولية لعلاج الفيروس المستجد.
وأوضحت، أن تلك الندوات تمت بالتعاون مع العديد من المؤسسات العلاجية الفعالة والاستاذة الأطباء والجمعيات الطبية التخصصة فى مصر مثل الجمعية العربية لطب الكلى، وجامعة إسكندرية، فضلاً عن كبار الاستاذة والاستشاريين فى مختلف المجالات العلاجية بمصر ومجموعة من الاستشاريين الأجانب.
وترى نجم، أن اتخاذ شركات القطاع الصحى الاتجاه نحو التحول الرقمى ضرورة، مشيرة إلى أنه فى نفس الوقت لا غنى عن العامل البشرى، ولكن التوجه الأصح نحو الأعتماد الرقمى لتجنب التواصل البشرى وتعظيم الاستفادة من الملتقيات الإلكترونية فى ظل جائحة «كورونا».
وقال محمد سبل محلل مالى بقسم البحوث بشركة سيجما لتداول الأوراق المالية، إن شركات الأدوية تبنت استراتيجية التحول الرقمى فى ظل انتشار وباء «كورونا»، لضرورة الحاجة إلى تقليل التواصل البشرى، لافتًا إلى أن الشركات الموزعة مثل «ابن سينا فارما» بدأت بالفعل خطوات جادة من خلال إطلاقها تطبيق «ابن سينا فارما».
وأشار، إلى أن التوجه نحو التكنولوجيا بالنسبة للشركات الموزعة من شأنه أن يعمل على تسهيل العملية التشغيلية للشركة.
ويرى سبل، أن الشركات المصنعة مثل «رميدا» ليست بالضرورة بحاجة إلى إطلاق تطبيقات، نظرًا لطبيعة دورها فى سوق الدواء.
مصادر: “ابن سينا” تسعى إلى تسهيل المعاملات والطلبيات من خلال تطبيقها الإلكترونى
وأطلقت شركة ابن سينا فارما تطبيق الموبايل IBNSINA Pharma mobile app، كخطوة مهمة فى إطار استراتيجيتها المتكاملة للتحول الرقمى والتكنولوجى، حيث يتيح تجربة خدمية متطورة سهلة الاستخدام وآمنة فى ذات الوقت للتيسير على عملاء الشركة فى الحصول على احتياجاتهم من خلال العديد من الخدمات الجديدة لسوق الدواء المصرى، والتى يمكن إجرائها من أى مكان وفى أى وقت.
وكشفت مصادر مطلعة، عن وصول عدد تحميلات التطبيق إلى أكثر من 10 آلاف مرة، وأن الشركة بدأت بالفعل تلقى الطلبات ولكن تواجهها بعض الصعوبات التشغيلية، والتى تعمل على حلها خلال الفترة التجريبية للتطبيق للوصول به إلى أفضل صورة ممكنة، مشيرة إلى أن الشركة تهدف تسهيل المعاملات من خلال التطبيق وتقليل التواصل البشرى.
وأضافت المصادر، أن الشركة تسعى لإتمام تأسيس شركة الرعاية الصحية الجديدة وحصلت بالفعل على الموافقة بالترخيص، فضلاً عن تعيين مجلس إدارتها.
وقال أحمد عبدالغنى، المحلل المالى بشركة شعاع لتداول الأوراق المالية، إن اتجاه شركات الأدوية لإطلاق مواقع وتطبيقات إلكترونية تعد فكرة جيدة ستعمل على خفض التكاليف، وبالتالى زيادة هوامش الربحية.
وأضاف أن الهند والصين اتجهتا لهذه الفكرة بحيث أصبحت كل شركات الأدوية والصيدليات تعمل إلكترونياً عن طريق توفير الأدوية والطلبيات عن طريق التعامل عبر الإنترنت فى ظل تفشى جائحة كورونا وتأثيرها على سير عمل المصانع والشركات.
وأشار عبدالغنى، إلى أن شركات الأدوية تتمتع بنظرة إيجابية فى الفترة المقبلة وحتى بعد انتهاء جائحة كورونا لأن مصر بدأت فى فتح التصدير مرة أخرى للدول الخارجية.
وأردف عبد الغنى، أنه فى حالة تصنيع لقاح لفيروس كورونا المستجد، ستتمتع شركات الأدوية بفرصة جيدة للتصدير للدول المختلفة، خاصة دول أفريقيا.