تجاوز مستوى إنفاق منتجو البترول الصخرى فى أمريكا الشمالية إيراداتهم بكثير فى الربع الثانى من العام الجارى، رغم إجراء تخفيضات كبيرة فى الإنفاق للنجاة من أسوأ انهيار لأسعار البترول منذ عقود.
وقال المحللون فى معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالى إن المشغلين توقفوا عن تشغيل الحفارات وخفضوا العمال وتوقفوا أيضا عن إنتاج البترول، بعد أن أثرت جائحة فيروس كورونا على الطلب العالمى على الطاقة وخفضت أسعار البترول الخام الأمريكى إلى ما دون الصفر فى أبريل الماضى، لكن كل تلك الإجراءات جاءت فى وقت متأخر للغاية عن الموعد المناسب.
وأوضح المعهد، فى تقرير، إن الـ34 منتجا للغاز والبترول الصخرى، ممن خضعوا للدراسة الحديثة، أنفقوا 3.3 مليار دولار على أعمال الحفر ومشاريع أخرى خلال الربع الثانى أكثر مما استطاعوا كسبه من بيع الترول والغاز، وبالتالى يعتبر هذا الأداء الأسوأ بالنسبة للقطاع منذ أعوام.
وقال كلارك ويليامز ديرى، المؤلف الرئيسى للتقرير: «من الناحية المالية، كان أداء الشركات مريعا لسنوات فى ظل طفرة التكسير الهيدروليكى الأمريكية، لكن الربع السنوى الماضى كان قاتما بشكل خاص، فقد غلب عليه انخفاض الأسعار وتراجع الإيرادات وانهيار الاستثمار وتراجع معنويات المستثمرين».
ونقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية عن المعهد إشارته إلى تراجع إيرادات مجموعة المنتجين بنسبة %64 مقارنة بالربع السابق، حيث كان لانخفاض الأسعار أثره، وردا على ذلك، خفضت الشركات الإنفاق الرأسمالى بنسبة %45.
وقامت شركة «إى أوه جى ريسورسز» الأمريكية، وهى أحد أكبر منتجى البترول الصخرى، بخفض نفقاتها الرأسمالية بنسبة %70، لكنها لا تزال تنفق 360 مليون دولار أكثر مما حققته خلال الربع الثانى.
كما أنفقت شركة «كونتيننتال ريسورسز»، بقيادة هارولد هام وهو حليف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، 334 مليون دولار أكثر مما استطاعت جنيه.
وكان قطاع البترول والغاز القطاع الأسوأ أداءا فى مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» منذ عام 2010، فقد خسر %46 من قيمته منذ بداية عام 2020، مقارنة مع ارتفاع سابق يقترب من %5.
وذكرت «فاينانشيال تايمز» أن الأداء المالى السيئ الذى سجله القطاع فى الأعوام الأخيرة يتناقض مع نجاحه المذهل فى أعمال التنقيب والإنتاج، حيث استطاع عمال التنقيب عن البترول الصخرى إنهاء عقودا من انخفاض إنتاج البترول والغاز الأمريكى، مما جعل البلاد أكبر منتج فى العالم.
لكن انهيار الأسعار دمر هذا الإنجاز أيضا، فقد أشارت بيانات إدارة معلومات الطاقة إلى أن إنتاج البترول الأمريكى، الذى سجل مستوى قياسى مرتفع بالقرب من 13 مليون برميل يوميا فى يداية العام الجارى، بلغ أقل من 11 مليون برميل يوميا فى يوليو.
وقالت شركة «هاينز أند بونى» القانونية التى تتعقب حالات إفلاس منتجى البترول، إن 36 منتج أعلنوا إفلاسهم منذ بداية العام، تاركين ديونا بقيمة 50 مليار دولار خلفهم.