من المرجح، أن تكون المرحلة المقبلة من الانتعاش الاقتصادى، مدفوعة بالاستثمار في البنية التحتية التي تدعم إنتاج السلع الأساسية الكثيفة، مما قد يمهد الطريق لمزيد من المكاسب عبر المساحات الصناعية في الأشهر المقبلة.
يأتي هذا التنبؤ في وقت يراقب فيه المتعاملون في السوق، عن كثب، قوة الانتعاش الاقتصادي العالمي، إذ تكافح العديد من الدول مع ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا المميت.
وذكرت شبكة “سي.إن.بي.سي” الإخبارية الأمريكية، أن جائحة “كوفيد-19” دفعت المتنبئين إلى إصدار توقعات اقتصادية مريعة هذا العام. فقد حذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يوم الأربعاء، من أن التوقعات الاقتصادية لاتزال غير مؤكدة على الإطلاق.
وكانت هناك دلائل على أن الانتعاش الاقتصادي ربما يكتسب زخماً، في الوقت الذي أبلغ فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم عن نمو الناتج الصناعي بأعلى مستوى له في 8 أشهر خلال أغسطس الماضي.
ونشرت الصين، التي كانت تتخذ وضع التعافي منذ شهور حتى الآن، بيانات اقتصادية الأسبوع الماضي أظهرت خلالها تسارع نمو الناتج الصناعي إلى 5.6% في أغسطس، مقارنة بالعام السابق، مما عزز الآراء التي تفيد باستمرار تعافي الطلب في بكين، حيث تساعد الحوافز الحكومية على تغذية الانتعاش.
وقال رئيس أبحاث السلع في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في “سيتي بنك”، ماكس لايتون، لشبكة “سي.إن.بي.سي” عبر الهاتف: “لقد رأينا بالفعل طلباً كثيفاً على المعادن في الصين”.
وأضاف: “كان أمراً مذهلاً تماماً كيف انتعشت الصين في الجانب الإنشائي للأشياء”، مشيراً إلى الارتفاع المذهل الذي شهدته منطقة السلع الصناعية نتيجة لذلك.
وحدد لايتون، 3 محفزات كبيرة يمكن أن يتتبعهم مستثمرو السلع حتى نهاية العام، وهي أخبار لقاح كورونا وقوة الانتعاش الاقتصادى في الصين وحجم حزمة التحفيزات الأمريكية.
قال مدير أبحاث لدى “WisdomTree Investments” ومقرها نيويورك، نيتش شاه : “أعتقد أن الكثير من التحفيز سيكون مدفوعاً بالبنية التحتية، نحن نعلم بالفعل أن هناك عجزاً هائلاً في البنية التحتية في الكثير من الدول المتقدمة وهو ما يمكن معالجته في هذه الفترة”.
وتابع شاه، قائلاً: “لماذا نهدر أزمة جيدة؟ يمكنك في الواقع الحصول على الكثير من برامج البنية التحتية التي طال انتظارها لعقود زمنية”، مشيراً إلى أنه لا يشعر بالتفاؤل تجاه إمكانية حدوث انتعاش كبير على شكل حرف” V”، ولكن حتى بعض الانتعاش سيكون مفيداً للمجال الصناعي.
وتجدر الإشارة إلى أن الانتعاش على شكل حرف” V” يدل على انخفاض حاد في النشاط الاقتصادي ثم انتعاش مفاجئ، وقال رئيس قسم الأخبار في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى “ستاندرد أند بورز بلاتس”، آندي كريتشلو، في تصريحات أدلى بها لهيئة “سي.إن.بي.سي” الشهر الماضي: “في النهاية، إذا نظرت إلى استجابة الاقتصادات لأزمة كورونا، فكان لدينا استجابة مالية، وكان لدينا بنوك مركزية خفضت أسعار الفائدة، وكان لدينا بنوك مركزية تضخ المزيد من الأموال في الاقتصادات، وبالنسبة للمرحلة القادمة فستكون استثمار ضخم في البنية التحتية وسيكون ذلك على مستوى العالم”.
وبالتطلع إلى عام 2021، يعتقد كريتشلو، أن بعض أكبر الاقتصادات في العالم قد تعلن قريباً عن تطورات كبيرة في البنية التحتية، وربما تقود الصين والهند والولايات المتحدة هذه المشاريع، مشيراً إلى أن المرشحين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة تعهدوا بإنفاق الكثير من الأموال على البنية التحتية، وهو ما يجب أن يكون جيداً بالنسبة للطلب على البترول والسلع في جميع المجالات.