مع انطلاق نوافذ صالات عرض السيارات في جميع أنحاء المملكة المتحدة في يونيو الماضي، توافد المشترون على الساحات أو قاموا بتسجيل الدخول إلى مواقع مقارنة السيارات، لكن حدث أمر غير متوقع، حيث توجه المستهلكون إلى الصفوف المخصصة للسيارات المستعملة، بدلا من صفوف الموديلات الجديدة اللامعة.
وبشكل عام، شهد التجار، ممن اعتادوا بيع سيارتين أو ثلاث سيارات مستعملة مقابل كل مركبة جديدة، ارتفاع حجم المبيعات إلى سبعة أو ثمانية سيارات مستعملة.
ولكن بعد أربعة أشهر، يظهر هذا الاتجاه القليل من علامات التراجع، وفقا لما ذكرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
وأظهرت البيانات الصادرة عن سوق السيارات الإلكتروني “Auto Trader”، ارتفاع أسعار السيارات المستعملة بنسبة 7.6% في سبتمبر الماضي مقارنة بالعام السابق، وهي أعلى زيادة شهرية مسجلة، كما أن هذا الارتفاع في الأسعار جاء للشهر الخامس على التوالي، ويرجع السبب في ذلك إلى الحذر من استخدام القطارات والحافلات، مدعومة بنصيحة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المبكرة لتجنب وسائل النقل العام.
وقال إيان بليمر، المدير التجاري لدى “Auto Trader”: “نحن حاليا في وقت يمكن القول فيه إن ملكية السيارة أكثر أهمية مما كانت عليه في أي وقت مضى، حيث يريد الناس استخداما حصريا للسيارة ومساحة شخصية آمنة”، مشيرا إلى أن طلب المستهلكين كان قويا بشكل استثنائي طوال الصيف ولم يظهر أي علامات على التراجع.
لكن هناك عوامل أخرى ظهرت أيضا، حيث أضيف سائقين جدد إلى صفوف مشتري السيارات وهو الأمر الأكثر إثارة للدهشة على الإطلاق، فقد بدأ الأشخاص الأصغر سنا، ممن كانوا يتجنبون السيارات في المدن بسبب تطبيقات الركوب التشاركي قبل الوباء، في حجز اختبارات القيادة بمعدل أعلى بكثير.
وشهدت “ريد”، أكبر مدرسة لتعليم قيادة السيارات في المملكة المتحدة، تضاعف الاستفسارات عبر الإنترنت، وارتفعت حجوزات دورات التعليم خلال الأربعة أسابيع الماضية بنسبة 40% عن العام السابق.
ووجدت “Auto Trader” أن 15% من المشاهدين المسجلين على موقعها الإلكتروني تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاما، مقارنة بـ 6% في العام السابق، كما وجدت أن الطلب على السيارات في كل فئة سعرية وكل عصر أعلى مما كان عليه قبل عام، حتى أن السيارات التي كانت على الطريق منذ عقد تشهد انتعاشا، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 13.4% مقارنة بالعام السابق، وهي أعلى نسبة على الإطلاق.
ويدل مخطط الخردة الوطني لعام 2009 على أن العديد من الطرازات السابقة سحبت من الطرق، وبالتالي فإن السيارات القديمة ليست رخيصة فحسب ولكنها نادرة أيضا.
تشير الأرقام أيضا إلى أن المشترين الحذرين يتجنبون السيارات ذات البطاريات الأكثر تكلفة، خاصة في وقت عدم اليقين، فعند بيع السيارات الجديدة تكون السيارات الكهربائية أغلى بمقدار الخمس تقريبا من منافستها العاملة بالبنزين، ولكن بالنظر إلى الانخفاض المحدود في القيمة، قد تكون تكلفة الطرازات المستعملة ضعف تكلفة العاملة بالبنزين.
وفي الواقع، بينما ترتفع أسعار موديلات البنزين والديزل المستعملة، انخفضت تكلفة شراء سيارة هجينة أو كهربائية مستعملة كل شهر منذ يناير، كما انخفضت الأسعار المماثلة للسيارات الكهربائية بنسبة 5% على أساس سنوي في أغسطس مقارنة بارتفاع بنسبة 6% للسيارات العاملة بالبنزين والديزل.