عمان تفتقر إلى تسهيلات ائتمانية داعمة من حلفائها الإقليميين.. وديون لبنان كانت الأسوأ
يواجه المستثمرون فى الشرق الأوسط، مجموعة من المخاطر خلال الربع الرابع من عام 2020، بداية من الأزمة البرلمانية فى الكويت، إلى محادثات الديون الصعبة فى لبنان، والتقييمات المترنحة للأسهم السعودية، فضلاً عن حقيقة أن أسعار البترول الخام الحالية لا يمكن أن تساهم فى ضبط موازنات معظم مصدرى الطاقة فى المنطقة.
وفى هذا الصدد، سلطت وكالة أنباء «بلومبرج» الضوء على 6 مخاطر يجب مراقبتها فى الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الحالى، وهى كالآتى:
ضربة البترول
قال مدير محفظة فى صندوق التحوط «نورث أسيت مانجمنت» فى لندن، بيتر كيسلر، إن الدول التى كانت تمول العجز من خلال مبيعات الديون، ربما تقع فى مأزق إذا استمرت أسعار البترول عند المستويات الحالية.
وأشار كيسلر، إلى أن عام 2020 يعتبر عاما استثنائيا، ويمكنهم النجاة خلاله حتى الآن، لكن من غير المؤكد ما إذا كانت تلك الدول لديها خطط قابلة للتطبيق على المدى الطويل إذا لم تعد أسعار البترول إلى مستويات ما قبل 2020.
وسجلت مبيعات الديون فى المنطقة رقماً قياسياً فى الربع السنوى السابق، مع تدافع الحكومات إلى طرح السندات بعد صدمة تفشى فيروس كورونا.
أسواق الأسهم
تفوق أداء معظم دول الخليج العربية فى أسواق الأسهم على نظيراتها الناشئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لكن ما يتشكل ليكون أسوأ ركود اقتصادى على الإطلاق بالنسبة لتلك الدول، قد يتركها معرضة للمخاطر.
قال الرئيس التنفيذى لوحدة الشرق الأوسط فى «نومورا أسيت مانجمنت» فى دبى، طارق فضل الله، إن تقييمات سوق الأسهم، على سبيل المثال فى المملكة العربية السعودية، تظل مرتفعة ومنفصلة إلى حد ما عن الآفاق الاقتصادية الأساسية.
اختبار الديون
تخطط سلطنة عمان، لبيع أول سندات دولية لها منذ أكثر من عام، رغم التهديدات التى تشير إلى إمكانية تراجع تصنيفاتها الائتمانية بشكل أعمق إلى مستوى غير مرغوب فيه.
قال واحد من كبار مديرى وكالة التصنيف الائتمانى «فيتش» ومقرها هونج كونج، وهو جان فريدريش، إن القلق الأكبر فى عمان يتمثل فى فشلها فى تقديم إصلاح مالى مقنع، مما قد يقوض إمكانية وصولها إلى سوق الديون فى وقت تشتد فيه احتياجات التمويل بشكل استثنائى.
بالإضافة إلى ذلك، تفتقر عمان إلى تسهيلات ائتمانية داعمة من حلفائها الإقليميين، كما أن فوارق العائد على بعض الأوراق المالية فى السلطنة قد استقرت بعد تجاوز حاجز الـ 1000 نقطة أساس لفترة وجيزة مقابل سندات الخزانة الأمريكية، وهو الحد الأدنى للديون التى يمكن اعتبارها متعثرة، فى النصف الأول من العام الحالى.
وتجدر الإشارة إلى أن ثمة دول أخرى فى المنطقة تعانى من تصنيف ائتمانى ذى نظرة سلبية، بما فى ذلك العراق والأردن والمغرب.
وضع قاتم
انضمت الكويت إلى مؤشر «إم.إس.سى.أي» للأسواق الناشئة خلال نوفمبر الماضى، فى ظل أجواء يخيم عليها حالة من عدم اليقين، إذ توجد معارضة برلمانية لقانون يسمح للحكومة بالاقتراض، ومنعها من زيادة الديون، رغم أنها تواجه أعلى عجز فى الموازنة فى تاريخها.
كما أن الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أدى اليمين الدستورية يوم الأربعاء، أميراً للبلاد عقب وفاة أخيه غير الشقيق، وتجرى الأمة انتخابات برلمانية فى نهاية العام الحالى.
وقال رئيس استراتيجية الأسهم لدى شركة «تيليمر» ومقرها دبى، حسنين مالك، إن الكويت ستحتاج للتعامل مع عدم اليقين المتعلق بانتخاباتها ومخاوف الخلافة وتقييمات الأسهم باهظة الثمن، والمخلفات الحتمية، بمجرد انحسار تدفقات المؤشر المتعلقة بترقية الأسواق الناشئة.
فى وضع الانتظار
تسبب عدم قدرة لبنان على تشكيل حكومة جديدة، فى تراجع احتمالية التوصل إلى صفقة لإعادة هيكلة ديون البلاد، بعد أن تخلفت عن سداد سندات دولية بقيمة 30 مليار دولار مارس الماضى.
وتجدر الإشارة إلى أن ديون لبنان كانت الأسوأ أداء فى الأسواق الناشئة، الربع الثالث من العام الحالى.
قال فريدريش، من وكالة التصنيف الائتمانى «فيتش»، إن التقدم فى إعادة هيكلة الديون سيتطلب وحدة أكبر بين النخب السياسية والاقتصادية، والتى لاتزال آفاقها غير مؤكدة، رغم التدهور الحاد فى الظروف الاقتصادية والمساعدة المشروطة التى تقدمها المؤسسات الدولية.
بايدن وإيران
منذ توليه منصبه، سعى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى بناء تحالف موحد فى المنطقة ضد إيران، إذ لم تستطع الاتفاقات التى أقامت علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين تقديم الكثير لتعزيز الأسواق، لكن التأثير الجيوسياسى المحتمل قد يثير قلق المستثمرين.
وقال محمد علمى، مدير محفظة الأسواق الناشئة لدى شركة «فيدريتد هيرمس» فى لندن، التى تدير ما يقرب من 630 مليار دولار، إن نتيجة الانتخابات الرئاسية المقررة فى نوفمبر المقبل ستكون هامة فيما يتعلق بالسياسة تجاه إيران واحتمالية إضعاف الدعم القوى لإدارة ترامب للمنطقة فى ضوء فوز المرشح الرئاسى جو بايدن.