اتخذت ليبيا خطوة كبيرة نحو إحياء صناعة البترول المنهارة من خلال إعادة فتح أكبر حقولها البترولية، مما يمثل مشكلة جديدة بالنسبة لمنظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها “أوبك بلس”، التى تحاول الحد من الإمدادات العالمية.
وأوضح بيان حديث، صدر اليوم الأحد، أن المؤسسة الوطنية للبترول، شركة الطاقة الليبية الحكومية، تخلصت من القوة القاهرة المؤثرة في حقل الشرارة البترولي، حيث أصدرت تعليمات لمشغلي الحقل باستئناف عمليات الإنتاج.
ونقلت بلومبرج عن مصدر مطلع، رفض الكشف عن هويته، إن الحقل سيضخ في البداية 40 ألف برميل من البترول الخام يوميا، قبل أن تصل طاقته إلى نحو 300 ألف برميل في 10 أيام، مما قد يضاعف إجمالي إنتاج ليبيا إلى نحو 600 ألف برميل يومياً.
وأوضحت الوكالة، أن إعادة فتح حقل الشرارة جاء بعد هدنة في الحرب الأهلية الليبية طويلة الأمد، التي أدت بالفعل إلى بدء الإنتاج في العديد من حقول البترول والموانئ في الشرق بعد إغلاق شبه كامل منذ يناير الماضي.
وقال بيل فارين برايس، مدير شركة “إنفيروس” لتحليلات الطاقة، إن إعادة إنتاج البترول الليبي تكتسب زخما أسرع مما توقعه معظم الناس، كما أن احتمالية زيادة الصادرات الليبية تعد رياحا معاكسة إضافية لأوبك في وقت تكافح فيه بالفعل مع طلب أضعف من المتوقع مع اشتداد الموجة الثانية من كوفيد-19″.
وقالت المؤسسة الوطنية للبترول، ومقرها العاصمة الليبية طرابلس، إنها توصلت إلى اتفاق شرف مع الميليشيات المعروفة باسم حرس المنشآت البترولية التي كانت تقع بالقرب من الشرارة، موضحة أن تلك الميليشيات ملزمة بإنهاء كل العقبات التي تعيق العمليات الميدانية.
كانت ليبيا تنتج 1.2 مليون برميل يومياً العام الماضي، لكن بعد محاصرة خليفة حفتر، القائد المدعوم من روسيا، للموانئ والحقول في منتصف يناير أثناء محاولته الإطاحة بالحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، أصبحت ليبيا تضخ أقل من 100 ألف برميل يومياً منذ ذلك الحين، معظمها من الحقول البحرية.