عام بعد آخر، تزداد توجهات الشركات المصرية نحو دعم أنشطة وبرامج المسئولية المجتمعية فى ظل مساعى الحكومة نحو إحداث تحول جذرى فى مفهوم المسئولية المجتمعية للشركات، عبر الانتقال من مجرد المساهمة فى الأنشطة الخيرية إلى إطلاق مبادرات تنموية مستدامة على المستوى القومى.
ومفهوم المسئولية المجتمعية مفهوم تطوعى، فيه التزام أخلاقى غير مكتوب، تتعدى فيه مسئولية الشركة المفهوم الربحى إلى أن تكون مؤثرة فى المجتمع والبيئة المحيطة بها.
كما أنه لا ينبغى النظر الى المبادرات الاجتماعية بمنظور مادى، ولكن باعتبارها مبادرة ذات قيمة مضافة تعمل على إكساب الشركات حسن النية والثقة والاحترام، مع ضرورة أن تتوافق أنشطة وبرامج المسئولية المجتمعية مع استراتيجية الشركة المقدمة لها وقيمها، الأمر الذى يسهم فى تعزيز التأثير والقيمة بين القائمين على المبادرات والمستهدفين منها، فضلاً عن زيادة الاستدامة للشركات نفسها.
ولعل من أبرز أشكال المشاركة المجتمعية التى تلقى اهتماماً فى مصر تلك التى تتعلق بالتعليم، والتى تميزت بها شركة مصر إيطاليا العقارية، لتظهر التكاتف والتكامل بين القطاعين العام والخاص، وأهمية دور القطاع الخاص فى مساعدة الدولة لمواجهة الصعاب، وخلق مناخ اقتصادى واجتماعى قوى، يجعل الدولة قادرة على مواجهة التحديات فى قطاع التعليم الذى يتطلب المشاركة الجادة، من القطاع الخاص لتحقيق التنمية المستهدفة المستدامة.
وتنبع رؤية مصر إيطاليا العقارية لفكرة المسئولية المجتمعية، من الإيمان القوى بأن عملية التغيير والتطوير فى المجتمع المصرى لن تحدث دون تكاتف المؤسسات والقطاعات معاً.
وباعتبار قطاع التعليم واحداً من أهم القطاعات الحيوية التى تدفع عجلة التطوير والازدهار فى الدولة للأمام، وضعت مصر ايطاليا خطة استراتيجية دعمت بها القطاع من خلال بناء 3 مدارس بتكلفة 35 مليون جنيه.
وبالفعل تم تشغيل مدرسة العسال الخيرية السنة الماضية فى القليوبية بمنطقة طنط الجزيرة وتتكون من 5 أدوار ابتدائى لخدمة أهالى المنطقة وتوفير حق أصيل ودستورى من حقوقهم بالحصول على فرصة تعليم مناسبة.
كما تم تشغيل مدرسة الشهيد أيمن محمد عبدالحميد الكتاتنى برأس سدر فى 2017، وهى مدرسة ثانوية عسكرية لأبناء البدو، وذلك فى نقلة نوعية لمفهوم المشاركة المجتمعية التى تنفذ حسب احتياجات المجتمعات المستهدفة.
وكأول مطور عقارى يقوم بتسليم مشروعه بالعاصمة الإدارية الجديدة، كان لمصر إيطاليا بصمة واضحة ضمن خطتها لدعم منظومة التعليم من خلال انشاء مدرسة العسال الرسمية للغات ابتدائى واعدادى وثانوى، بالعاصمة الإدارية الجديدة، كدليل على أن المشاركة المجتمعية التى تقوم بها مصر إيطاليا شديدة التنوع، من حيث المناطق والمجتمعات المستهدفة، لدعم المجتمع وتلبية احتياجاته المختلفة التى تتغير حسب الظروف التى يمر بها كل مجتمع، وهو ما بدا واضحاً خلال أزمة كورونا، والتى كانت مصر إيطاليا خلالها أول المساهمين فى دعم المجتمع، من خلال التعاون مع العديد من مؤسسات المجتمع المدنى، وتدشين عدد من المبادرات، لدعم احتياجات القطاع الصحى و كبار السن للتخفيف من حدة الآثار السلبية لفيروس كورونا.
لابد وأن نتفق أنّنا نضع وزارة التربية والتعليم فى المواجهة أمام المجتمع حينما تُسند إليها عملية تطوير التعليم بمفردها، خاصّةً فى ظلّ التحدّيات الاقتصادية التى نمر بها الآن، والتى يعيشها العالم أجمع، فنحن نعيش فى وطن واحد وليس فى قرى أو جزر متفرقة، وهو ما يستوجب علينا أن نذيب تلك الفوارق، لتفتح المصانع والشركات والمؤسسات المجتمعية أبوابها على مصراعيها للمشاركة المجتمعية الجادة وخاصة التى تمس أجيال المستقبل فهم أمل بلادنا ومستقبلها.
محمد هانى العسال
الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة مصر إيطاليا العقارية