يكافح السيراميك المصرى تحت نار المنافسة مع المنتج الصينى، وهو ما أرجعه مُصنعون لانخفاض قيمة التكلفة الصناعية للمنتج فى الصين مقارنة بمصر.
فصناعة السيراميك فى مصر محملة بأعباء عدة أبرزها تكلفة الطاقة وتكلفة النقل، الأمر الذى يجعل القطاع فى حاجة ماسة إلى دعم.
قال المهندس وجيه بسادة، عضو المجلس التصديرى لمواد البناء والصناعات المعدنية، إن صادرات السيراميك تعانى من المنافسة بالأسواق الخارجية مع المنتج الصينى فى ظل انخفاض أسعار الأخير بنسبة 15% عن نظيره المصرى.
وأشار إلى أن أسعار المنتج الصينى أرخص من المنتج المصرى بنحو 0.5 دولار فى المتر، وهو ما يمثل 15% فى إجمالى السعر، فى حين اتجه الجانب الصينى إلى البيع بأى وسيلة خلال الفترة الحالية فى ظل تراجع الطلب.
وانخفضت صادرات السيراميك بنحو 33%، خلال الفترة من (يناير/ يوليو) من العام الجارى لتسجل ما قيمته 65 مليون دولار مقارنة بنحو 97 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.
أوضح بسادة، أن المنافسة على أشدها فى مختلف الدول الأفريقية. ويحتاج الجانب المصرى لخفض تكلفة الإنتاج بهدف الحافظ على الأسواق التصديرية، ومراجعة أسعار الطاقة وتكلفة الإنتاج فى ظل ارتفاع أسعار بعض الخامات مثل الطفلة وزيادة أسعار النقل بنسبة 50%.
وأكد ضرورة ألا يزيد سعر الغاز بمصانع السيراميك عن 3 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية كحد أقصى لكى تقدر المصانع المحلية على المنافسة، فضلا عن أهمية خفض المصروفات فى الموانئ على السلع المصدرة والتى تصل إلى 10% من سعر المنتج.
وتابع: «الدول المنافسة تخفض مصروفات الفحص والتفريغ فى الموانئ على صادراتها لكى تقدر على المنافسة خارجيا».
أكد بسادة، أهمية إدراج منتج السيراميك ضمن برنامج المساندة التصديرية لدعم وجود المنتج المصرى فى السوق العالمية ولكى يقدر على مواصلة منافسته خارجيا، موضحا أن ارتفاع أسعار النقل أصبح يمثل عبئا على الصناعة، فى ظل ارتفاع كافة عناصر تكلفة الإنتاج وعدم وجود آلية واضحة لضبط الأسعار.
أضاف أن قطاع السيراميك يعتمد على النقل، منذ بداية دورة الإنتاج إذ يجرى نقل كافة الخامات المحجرية التى تستخدم فى الصناعة بداية من الطفلة والحجر الجيرى والرمل الزجاجى وصولا إلى مواد التعبئة والتغليف وكذلك نقل المنتج النهائي.
وقال فاروق مصطفى، رئيس مجلس إدارة شركة سيراميكا فينيسا، إن منافسة المنتج المصرى مع نظيره المنتج الصينى والتركى، أصبحت أكثر شراسة مما كانت عليه قبل جائحة كورونا العالمية.
أضاف: «بالنسبة للصين فإنها ترغب فى تعويض فترة الإغلاق أثناء الجائحة، لذلك يقدم مصدروها تسهيلات فى السداد وخصومات كبيرة فى الأسعار.
أما تركيا، فإن مصدريها نجحوا فى الاستفادة من انهيار سعر الليرة التركية، بالتوازى مع الحوافز التى تمنحها الحكومة لهم، وتسببت تلك العوامل فى إخراج المنتج المصرى من بعض الأسواق، فى الدول العربية والأفريقية».
أشار مصطفى، إلى أن أحد سبل الدعم التى تقدمها الصين لمصدريها، وتمنحهم قدرة تنافسية قوية داخل السوق الأفريقى، هو تحمل الحكومة الصينية لـ50% من تكلفة الشحن إلى كل الدول الأفريقية، فى الوقت الذى يعد فيه سعر الشحن من مصر لأفريقيا، أغلى من الشحن لدول عدة.
وأضاف أن خفض تكلفة الطاقة سواء الكهرباء أو الغاز، سيحل جزءا كبيرا من مشكلة صادرات السيراميك المصرية، بالإضافة إلى أن تقديم دعم ثابت لصناعة السيراميك، سيمكن المصدرين من تخفيض التكلفة الصناعية للمنتج، ومن ثم تنافسيته عالميا.