ارتفعت تكلفة شحن البضائع من آسيا إلى الولايات المتحدة فى أكتوبر الماضى، فى ظل سعى الشركات فى أكبر اقتصاد بالعالم إلى إعادة ملء المخزونات المستنزفة قبل موسم العطلات والاستعداد لتفاقم وباء «كوفيد- 19» خلال فصل الشتاء.
وألغت خطوط النقل البحرى بالحاويات مئات الرحلات البحرية فى الأشهر الأولى للوباء؛ نظراً إلى إغلاق الدول فى جميع أنحاء العالم حدودها وتباطؤ التجارة العالمية، لكن حتى إعادة الخدمات إلى وضعها السابق فشل فى إعادة التوازن فى سوق مسئولة عن %90 تقريباً من التجارة العالمية، وفقاً لما نقلته صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
وبحسب اتحاد الشحن الدولى «بيمكو»، قفزت الأسعار طويلة الأمد على الساحل الغربى للولايات المتحدة بنسبة %12.7 خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد زيادة بنسبة %37.2 فى الأول من أكتوبر الجارى، وهى أكبر قفزة تسجل بين ليلة وضحاها منذ عام 2015، لتصبح الأسعار أعلى الآن بنسبة %63.4 مما كانت عليه فى نفس اليوم من عام 2019.
وفى غضون ذلك، ارتفعت أسعار الشحن من آسيا إلى الساحل الشرقى بنسبة %25، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى.
وذكر ديفيد كيرستنز، المحلل لدى مصرف «جيفريز» الاستثمارى الأمريكى، أنَّ الارتفاع الحاد فى الأسعار كان مدفوعاً بارتفاع الطلب على مجموعة واسعة من السلع الآسيوية المصنعة فى الولايات المتحدة؛ حيث وصلت المخزونات الآن إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1990 نتيجة الصدمات التى تعرضت لها سلاسل الإمداد فى بداية العام الجارى.
وأوضح أن الإنتاج الصينى كان خارج الخدمة فعلياً خلال فصل الربيع، بينما ارتفع الطلب فى الولايات المتحدة على التجارة الإلكترونية بشكل خاص منذ ذلك الحين؛ نظراً إلى إنفاق الأفراد بشكل أقل على الخدمات بسبب الوباء.
وتجدر الإشارة إلى أن الناتج المحلى الإجمالى للصين نما بنسبة %4.9 على أساس سنوى فى الربع الثالث، ليسجل بذلك انتعاشاً من انخفاض تاريخى فى بداية عام 2020، كما ارتفعت الصادرات فى كل شهر من الأشهر الأربعة الماضية، لتسجل نمواً نسبته %10 الشهر الماضى، وهى أسرع زيادة لها فى 2020.
ورغم ارتفاع أسعار الشحن طويلة الأمد إلى سواحل الولايات المتحدة بشكل حاد فى الأسابيع الأخيرة، فإنها لا تزال متخلفة كثيراً عن الأسعار الفورية المكافئة.
وأشارت «فاينانشيال تايمز» إلى أن الحكومة الصينية التقت شركات النقل الكبرى، فى سبتمبر الماضى، لمطالبتها بإبقاء الأسعار تحت السيطرة.
كما حذرت اللجنة البحرية الأمريكية من أنها رفعت مستوى التدقيق فى الأسواق وشركات النقل البحرية الفردية وتحالفات الناقلات العالمية الثلاثة استجابة للظروف والتحديات غير العادية الناتجة عن جائحة كوفيد – 19.
وانتعش الطلب على البضائع مع تخفيف قيود الإغلاق، ما تسبب فى انخفاض عدد السفن الخاملة من %12 تقريباً من الأسطول العالمى فى مايو إلى %2 تقريباً حالياً، لكن الانتعاش فى المعروض تأخر عن نمو الطلب، ما يعنى أن المنافسة بين وكلاء الشحن البحرى على المساحة المتوفرة ستظل شرسة حتى مع إعادة استخدام السفن.
وأفادت الصحيفة البريطانية بأن أسعار الشحن إلى أوروبا آخذة فى الارتفاع بشكل تدريجى، لكن ليس بنفس سرعة الارتفاع الخاص بالطرق العابرة للمحيطات، كما تسجل الأسعار من الصين إلى أستراليا والبرازيل
ارتفاعاً أيضاً.