تخوف من الموجة الثانية لـ«كوفيد-19» بعد إعلان الإغلاق الجزئى فى موانئ عالمية
تسبب فيروس «كوفيد19-» فى حالة من عدم اليقين لشركات تصدير الموالح المصرية قبل إنطلاقة الموسم الجديد للتصدير بـ25 يوما تقريبًا، وهو الموسم الثانى للتصدير بعد إنتشار الوباء.
لكن المصدرين لديهم تفاؤل يغلب عليه الحذر حول إمكانية تحقيق مستهدفات الموسم، بدعم من ارتفاع الطلب عبر الأسواق الأوروبية والآسيوية، وبحث الشركات عن عملاء جدد فى دول الخليج وشرق آسيا.
وأعلن المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إنطلاق موسم تصدير الموالح مطلع شهر ديسمبر المقبل.
توقع هيثم السعدنى، رئيس مجلس إدارة شركة السادات «أجرو فروت»، أن يكون موسم تصدير البرتقال جيد فى البداية، لكن الأسعار ستتراجع دوليًا مع بدء تصدير البرتقال الصيفى.
أضاف أن تفشى فيروس كورونا لم يؤثر سوى على الدول التى أغلقت كليًا، خلال الموسم الماضى، كما أن التفشى رفع الطلب على مستوى الكميات والأسعار لدى دول أخرى، ما عوض الموسم فى النهاية.
أشار إلى أن الأسواق التى تستحوذ على النسبة الأكبر من صادرات البرتقال هى روسيا والصين ودول الخليج، لكن موسكو تُعانى مشكلات متعددة حاليًا، بالتزامن مع تراجع قيمة عملتها»الروبل».
أفاد بأن السوق الصينية لديها محصول محلى يكفيها حتى نهاية شهر فبراير المقبل وسيؤثر ذلك على حجم الطلب، بينما ترتفع الفرص فى دول الخليج من بداية الموسم، لكنها سرعان ما تتراجع مع تكثيف التصدير إليه.
قدر إنتاجية البرتقال الصيفى هذا العام بزيادة 40% عن العام الماضى، وتوقع عدم قدرة الأسواق لتسويق كل تلك الكميات، رغم زيادة الطلب.
أشار إلى أن المنتج التركى والإسبانى منافسان قويان لمصر، ويمكن أن يُعوض التراجع المتوقع بالبحث عن عملاء جدد فى أفريقيا وشرق آسيا وبنجلاديش وماليزيا وسنغافورة ودول الخليج.
أوضح أن صادرات الشركة من الموالح سجلت نحو 15 ألف طن الموسم الماضى، وتستهدف الشركة الثبات عند هذا المعدل حال غلق الأسواق، ورغم ذلك فهى تسعى لتحقيق 15% نموًا قدر الإمكان.
قدر أسعار البرتقال حاليًا بما يتراوح بين 400 و450 دولارا للطن، مقابل 320 دولارا للطن فى بداية الموسم الماضى.
قال حسن البشبيشى، نائب رئيس مجلس إدارة شركة جودة للحاصلات الزراعية، إن 30% من صادرات الموالح تتجه للسوق الأوروبى وعادة يبدأ التصدير إليها متأخرًا بخلاف الشحن إلى الدول العربية وروسيا وأوكرانيا.
توقع أن تتأثر صادرات الشركة مع عودة غلق الأسواق الأوروبية مجددًا خاصة وأن الغلق قد يمتد إلى بداية 2021، لكنه سيكون أخف وطأة لحين التخفيف من الإجراءات وتحسن الأوضاع.
أضاف أن روسيا والسعودية والدول العربية وهولندا ضمن قائمة أكبر 5 دول مستوردة للبرتقال من مصر، وتأتى إنجلترا وألمانيا فى ترتيب متأخر.
صدرت الشركة العام الماضى 20 ألف طن موالح، تمثل 22.2% من إجمالى صادرات الشركة، ومن الصعب تحديد مستهدفات بعينها للموسم الجديد، إذ أن التغيرات السريعة والمتتالية التى تمر بها الأسواق وعدم وجود رؤية واضحة تصعب من تبنى مُخططات مستقبلية.
قال إن أسواق الدول العربية وشرق آسيا والصين يمكنها تعويض جزء من تراجع الطلب حال غلق أسواق أوروبا، نظرا لأن بعض الدول العربية مثل السعودية شنت حملة لمقاطعة المنتجات التركية وبالتالى ستحصل مصر على فرصة جيدة.
أوضح أنه حال تعطل وغلق السوق الإسبانى – المنافس للبرتقال المصرى- سيتمكن منتج مصر من الدخول لباقى الأسواق بسهولة وسيعطيه هذا فرصة تنافسية عالية.
أشار إلى أن تفشى فيروس كورونا مجددًا سيعظم الطلب على البرتقال والموالح بشكل عام باعتبارها من المنتجات المكافحة للفيروس، لكن هذا الطلب مرهون بسهولة حركة الملاحة بين الدول.
قال حازم عبد الصادق، مدير التصدير بشركة فود آلاينس للحاصلات الزراعية، إن الاعتماد حاليًا يأتى على على الدول العربية وروسيا، ودائمًا ما تكون الكميات منخفضة خلال الـ4 أسابيع الأولى للتصدير، والتصدير للدول الأوروبية يبدأ خلال الأشهر الأولى من العام الجديد.
أوضح أن السوق الأوروبى حقق زيادة كبيرة فى الطلب على البرتقال المصرى العام الماضى، وقدم أسعارًا جيدة، خاصة إيطاليا وألمانيا وانجلترا، لكن الموسم الحالى توجد صعوبة فى إبرام التعاقدات.
أضاف أن الشركة صدرت العام الماضى نحو 56 ألف طن من الموالح، وتسعى للحفاظ على المعدل نفسه فى الموسم الجديد.
قال عبد الله ثروت، مدير تطوير الأعمال فى شركة بيراميدز أجرو: إن موسم الموالح بدأ بالفعل، لكن أصناف أبوسرة يثير قلقًا وقد يواجه تحديات كبيرة هذا الموسم فى الفترة القصيرة المقبلة، خاصة وأن هذا الصنف شديد الحساسية لظروف الطقس.
أوضح أن صنف أبوسرة مفضل فى السوق المحلى ودول الخليج وبعض الأسواق الآسيوية والأوروبية، فى حين يُفضل الصنف البلدى غالبًا لدى مُصنعى العصائر، وتوقع أن تُطرح أصناف فالنسيا فى نهاية شهر يناير تقريبًا 2021، وتمتلك تلك التشكيلة أكبر حصة فى السوق.
على مستوى الموسم الجديد، قال إن الشركة لا تُخطط للمستقبل كما تفعل عادًة، إذ يُمكن أن تتغير الأوضاع فى أى وقت مع وضع وباء كورونا فى الاعتبار، فالسوق العالمية وعدم اليقين الذى تجلبه الموجة الثانية من الوباء هى محط اهتمامانا الرئيسى حاليًا.
تُصدر بيراميدز فى الغالب إلى أوروبا وآسيا، وستدخل اليابان للمرة الأولى، وتستقبل طلبات تصديرية كبيرة من أوروبا حاليًا، وتوقع ارتفاع الطلب فى دول الشرق الأقصى والمملكة العربية السعودية هذا الموسم.
أشار محسن البلتاجى، رئيس جمعية تنمية وتطوير الصادرات البستانية «هيا»، إلى تغير سلوك العملاء منذ أزمة إنتشار الفيروس، وتحتاج شركات التصدير لمزيدًا من المرونة فى التعامل مع العملاء فى الخارج، للقدرة على مجابهة التغيرات السريعة الممكنة فى الأسواق.
وفقًا للبلتاجى، قاطعت المملكة العربية السعودية استيراد الموالح من تركيا، وهذا يعد فرصة جيدة للموالح المصرية للدخول وتعويض النقص، وبالتالى سترتفع التعاقدات، ولكن نحتاج أولًا للتأكد من أوضاع السوق فى ظل أجواء كورونا.
أضاف: نُصدر كميات كبيرة إلى روسيا أيضًا، لكن مع مقاطعة السعودية لمنتجات تركيا، ستحتاج الأخيرة للتعويض فى أسواق بديلة، وروسيا الأقرب، لذا قد نخسر بعض الكميات فى روسيا. بلغت واردات الموالح فى روسيا أعلى مستوى لها عند 1.6 مليون طن خلال العام 2019، وترتفع بوتيرة شبه ثابتة منذ 2017 عند 1.1 مليون طن، وتستورد من مصر 21% تقريبًا من احتياجاتها السنوية، وبلغت العام الماضى نحو 152 مليون دولار على مستوى القيمة، وفقًا لمكتب التبادل التجارى المصرى فى موسكو.
أوضح أن الوضع وفقًا لذلك قد يجبر المصدرين من مصر على تخفيض الأسعار فى روسيا لمواجهة المنافسة التركية المحتملة بقوة فى الموسم الجديد.
قال أحمد فرحات، رئيس شركة إكسترا جلوبال للحاصلات الزراعية، إن تركيا تُصدر فى العادة كميات صغيرة إلى السعودية، وخروجها من المملكة سيصعب الأمر على مصر فى التصدير إلى روسيا، والتى تعد واحدة من أكبر المستوردين للمحصول من مصر، والاستفادة من السعودية ستكون أقل من الخسائر فى روسيا.