يواصل المستهلكون الأمريكيون سداد رسوم بطاقات ائتمانهم الخاصة، نظرا لكبح الوباء لفرص الإنفاق، ومع ذلك تقلق البنوك قلقة آفاق واحدة من أكثر أعمالها ربحية.
بلغ إجمالى قروض البطاقات، التى تحتفظ بها البنوك الأمريكية، 755 مليار دولار فى الأسبوع الأخير من أكتوبر، أى ما يقل بمقدار 100 مليار دولار عما كانت عليه عندما تفشى الوباء، كما انخفضت الأرصدة على مدار ثلاثة من الأربعة أسابيع الماضية، وفقا لبيانات مجلس الاحتياطى الفيدرالى.
قال مات كوموس، نائب رئيس الأبحاث فى وكالة للائتمان الاستهلاكى الأمريكى «ترانس يونيون»، التى تجمع البيانات عن كل بطاقة ائتمانية فى الولايات المتحدة، إن المستهلكين لا ينفقون أموالهم على المطاعم والأفلام، كما أن السفر يشكل جزء كبير من الانخفاض أيضا.
وأشار إلى أن شيكات التحفيز الحكومية ومزايا التأمين التكميلية وإمكانية أخذ إجازات من أجل سداد قروض الرهن العقارى ساعدت المستهلكين على سداد أرصدتهم.
وأضاف: «اعتدنا أن نشهد ارتفاعا جيدا فى العطلات، لكن دراستنا الاستطلاعية تشير إلى وجود الكثير من التردد فى الإنفاق، وبالتأكيد سأكون مندهشا إذا كان الإنفاق فى عيد الميلاد ضعيفا، لكن من الصعب حقا التنبؤ بالأمر».
وأوضحت البيانات الصادرة عن «ترانس يونيون» أن عدد الأمريكيين، الذين فتحوا حسابات بطاقات جديدة، انخفض بشكل حاد إلى 8.6 مليون شخص فى الربع الثالث، بانخفاض %50 تقريبا عن العام السابق.
كان لانخفاض قروض البطاقات تأثير كبير بالفعل على البنوك الأمريكية، التى تعتبر البطاقات ذات معدلات الفائدة المرتفعة المحرك الرئيسى للربح، وفقا لما نقلته صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
وانخفضت عائدات البطاقات التابعة لمجموعة «سيتى جروب» المصرفية، أحد البنوك الأكثر اعتمادا على امتياز البطاقات، بنسبة %18 فى الربع الثالث مقارنة بالربع ذاته من عام 2019، وذلك نتيجة لانخفاض الإنفاق بنسبة %10 والقروض بنسبة %12، كما انخفضت أرباح البطاقات الائتمانية بنسبة %30. والجدير بالذكر أن البطاقات الائتمانية تمثل ربع إيرادات «سيتى جروب» وشريحة أكبر من أرباحها.
وقال مايك مايو، كبير المحللين المصرفيين لدى «ويلز فارجو»: «كما هو الحال مع كوفيد-19، تسير الأمور مع الإنفاق ببطاقة الائتمان، فالأمر يشير إلى شعور بألم بالنسبة لربحية البنوك، لكنه يجب أن يكون ألما عابرا يستمر حتى تنتهى الحرب على الوباء»، متوقعا شتاء مظلم قادم بالنسبة للبنوك، يليه صيف أكثر إشراقا.
وتظهر بيانات «ترانس يونيون» متوسط أرصدة بطاقات الائتمان فى جميع أنحاء الولايات المتحدة بلغ ما يزيد قليلا عن 5000 دولار فى نهاية سبتمبر الماضى، بانخفاض عن ما يقرب من 5700 دولار فى العام السابق.
وأشارت «فاينانشيال تايمز» إلى أن التوقعات الخاصة بالربع الرابع من عام 2020 تعتمد بشكل جزئى على مسار الاقتصاد، وسط ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 إلى مستويات قياسية جديدة، فضلا عن اعتمادها على ثقة المستهلك فى ظل هذه الخلفية.
وقالت إيوانا مارينيسكو، أستاذة الاقتصاد فى كلية السياسات والممارسات الاجتماعية بجامعة بنسلفانيا، إن استخدام البطاقات الائتمانية ربما يرتفع قريبا، مشيرا إلى أن ضرورة التميز بين مستويات الدخل، خاصة أن الأفراد الذين لا ينفقون كثيرا يكونون عادة من ذوى الدخل المرتفع، لأن الكثير مما ينفقونه يكون على الطيران وما إلى ذلك.
وأوضحت أن الأشخاص ذوى الدخل المنخفض حصلوا على زيادة كبيرة فى الدخل، لكن الآن، وبعد انتهاء المساعدات الفيدرالية، يمكن توقع زيادة أرصدة بطاقات الائتمان.
وأضافت: «نحن نمر بفترة مظلمة ليس فقط بالنسبة لذوى الدخل المنخفض، بل أيضا بالنسبة للشركات».