استطاعت شركة “تسلا”، صانع السيارات المبتكر الذي أسسه رجل الأعمال إيلون ماسك قبل 17 عاما، اتخاذ خطوة هامة يوم الأثنين، حيث أندرج اسم الشركة في مؤشر “ستاندرد آند بورز 500، وهو أحد أشهر مؤشرات الأسهم العالمية، في إجراء من شأنه أن يوسع قاعدة مستثمريها بشكل كبير.
ذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن إعلان دخول تسلا لمؤشر الأسهم العالمي في 21 ديسمبر المقبل، جاء عقب شهور من التكهنات وانتكاسة مؤقتة واحدة، لكن التوقعات ساهمت في دفع ما يقرب من خمسة أضعاف الصعود في سهم “تسلا” هذا العام إلى ما يقرب من 390 مليار دولار، مما يجعلها أكبر شركة تضاف إلى المؤشر على الإطلاق، كما أنها ستصبح واحدة من أكثر مكونات المؤشر نفوذا.
وأوضحت أن هذا الأمر كبير لدرجة أن شركة “ستاندرد آند بورز 500 داو جونز” قالت إنها تسعى للحصول على تعليقات من مجتمع الاستثمار لتحديد ما إذا كان يجب إضافة “تسلا” دفعة واحدة أو في دفعتين منفصلتين، بينما سيتم تسمية الشركة التي ستحل محلها “تسلا” في المؤشر في وقت لاحق.
وكتب جوزيف أوشا، المحلل في شركة “جي.إم.بي سيكيوريتز”، في مذكرة للعملاء، أن أخبار إدراج “تسلا” في مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” من المحتمل بالطبع أن يؤدي إلى ارتفاع في أسهم الشركة اليوم.
وقال: “نعتقد أنه لا يزال هناك اتجاه إيجابي، ولكن يجب تقييم شركة تسلا بشكل مماثل لفئة الشركات الفتاكه الأخرى- أي ذات القدرة التنافسية العالية- مثل أبل، بدلا من مقارنتها بشركات السيارات الأخرى”.
وعززت “تسلا” مكانتها كشركة رائدة في صناعة السيارات الكهربائية على مستوى العالم، رغم اشتداد المنافسة بشكل بطئ،. فقد استطاعت الشركة التغلب على تحديات عديدة، بما في ذلك أزمات الإنتاج الشديدة ومعدلات حرق الأموال الهائلة والمخاوف المتعلقة بالطلب على المركبات العاملة بالبطاريات في صناعة تهيمن عليها السيارات العاملة بالغاز.
وفي منتصف سبتمبر، أعلنت “تسلا” تحقيق ربح ربع سنوي للمرة الخامسة على التوالي، مما أدى إلى تهدئة النقاد الذين شككوا في قدرتها على جني الأموال.
تطلعات عالمية
وتتمثل مهمة إيلون ماسك الأخيرة في جعل “تسلا” أكثر من مجرد لاعب عالمي في أسواق مثل آسيا وأوروبا، فقد افتتحت الشركة مؤخرا مصنعا في شنغهاي، وتعمل على تشييد مصنع في برلين، كما أنها تمتلك أيضا مصنعا أمريكيا ثانيا قيد الإنشاء بالقرب من مدينة أوستن التابعة لولاية تكساس الأمريكية.
ويعتزم ماسك ترسيخ ميزة المحرك الأول في سوق المركبات الكهربائية، حيث تتحول صناعة السيارات بأكملها إلى تبني المحركات الكهربائية، هذا فضلا عن أن تقييم “تسلا”، في 13 نوفمبر، كان أكبر من “فولكس فاجن” و “تويوتا موتور” و “جنرال موتورز” مجتمعة.