عبد الجليل: تحفيز الاستثمار يتطلب تقديم تدريبات واستشارات فنية
تحوّل نحو 150 مستوردًا للأدوات الصحية، إلى التصنيع خلال السنوات الأربع الماضية، وسعى الحكومة نحو خفض قيمة الواردات وتشجيع التحول إلى التصنيع.
فى حين يدرس آخرون التوجه نفسه، إلا أنهم فى انتظار ما ستؤول إليه تجربة من سبقهم.
قال أيمن الفخرانى، رئيس مجلس إدارة شركة فاليو للأدوات الصحية، إنه يعمل فى التجارة منذ الثمانينات. وسرعان ما تحول إلى الاستيراد فى التسعينيات، ثم بدأ التفكير فى التصنيع عام 2013 وبدأ الإنتاج عام 2017.
وأضاف لـ «البورصة» أن التوجه الحكومى نحو تحفيز التصنيع المحلى، والحد من الواردات كان له دور فى قراره، إذ بدأ فى رحلات سفر إلى الخارج خصوصا إلى إيطاليا ، واطلع على آليات وتكنولوجيا التصنيع، إلى أن اتفق على شراء خطوط إنتاج عام 2016 من خلال العلاقات التى كوّنها أثناء فترة عمله فى الاستيراد.
وكشف أنه واجه العديد من الصعوبات فى البداية، لأنه اتفق على شراء خطوط الإنتاج قبل تحرير سعر الصرف عام 2016، فى الوقت الذى تم الشراء الفعلى بعد التعويم فى فبراير 2017 بسعر دولار يصل إلى 18 جنيهًا، مما مثل ضربة قوية له فور البدء فى التصنيع.
وأشار الفخرانى، إلى أن من ضمن المعوقات أيضًا نقص المواد الخام ومدخلات الإنتاج المحلية، ومن ثم يصبح لزاما الاعتماد على المنتجات المستوردة بشكل كبير، فضلًا عن نقص الكفاءة اللازمة لاستيعاب طريقة الإنتاج، إذ لم تكن تعمل فى الإنتاج المحلى سوى شركتين عالميتين فقط، بجانب محاولات بدائية أخرى تفتقد إلى القواعد العلمية للتصنيع.
ولفت إلى أن التمويل كان ذاتيا فى البداية، ثم حصلت الشركة على قرض ضمن مبادرة تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتم إنشاء المصنع على قطعة أرض مملوكة له فى مدينة قليوب.
أكد الفخرانى، أن نقص مكونات الإنتاج كان من أبرز العوائق التى واجهت المصنعين خلال السنوات الماضية ، وهو ما بدأت شعبة الأدوات الصحية بغرفة الصناعات الهندسية تسعى لتلافيه المرحلة المقبلة من خلال التوسع فى تصنيع تلك المكونات للحد من الواردات.
واقترح على المستوردين الراغبين فى التحول من الاستيراد إلى التصنيع، العمل فى نشاط تصنيع مكونات ومستلزمات الإنتاج، نظرا لسهولة عملية التسويق.
وأضاف: «من واقع تجربتى فى عملية التحول، التجارة أسهل من الصناعة بشكل كبير.. إلا أن الصناعة تشبه الابن الذى نربيه، لأن الفرحة بخروج منتج للنور أفضل من ملايين الجنيهات».
قال الفخرانى الذى يرأس شعبة الأدوات الصحية بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات ، إن التزامات الصناعات كثيرة.. وقرار واحد يمكن أن يكبّد المستثمر خسائر كبيرة ، بعكس الاستيراد الذى توجد به مصاعب أيضًا ، لكن المستورد يمكن أن يتوقف عن العمل متى أراد.
وأوضح أن جذب المستوردين للتحول إلى التصنيع يتطلب تسويق منتجات الشركات الناشئة والمؤسسة حديثًا، لأن تسويق المنتجات سيفرض إقبالا على شراء مكونات الإنتاح وتشغيل أيدى عاملة، بدلًا من الاقتصدر على عدة مصانع معينة.
كما أشار إلى ضرورة حصول الشركات الصغيرة على جزء من عمليات التوريد للمشروعات القومية الكبرى خلال المرحلة المقبلة، فى ظل انخفاض المبيعات المستهلكين.
قال رئيس مجلس إدارة شركة فاليو للأدوات الصحية، إنه قام بتأجير مصنع فى مدينة العاشر من رمضان، لنقل جزء من عمل المصنع الحالى به، وليكون بالقرب من المصنع الذى ينوى تدشينه فى المدينة الفترة المقبلة، حيث تقدم للحصول على قطعة أرض بها المرحلة الماضية.
من جانبها طالبت شعبة الأدوات الصحية بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، الحكومة بإضافة بند إلى قانون تفضيل المنتج المحلى يسمح بتحديد نسبة من المنتجات التى يتم توريدها إلى المشروعات الحكومية للمصانع المنشأة حديثًا.
وقال فوزى عبد الجليل، رئيس شعبة الأدوات الصحية بغرفة القاهرة التجارية، إنه اتجه إلى التصنيع من خلال تأسيس شركة عائلية عام 2017 عقب تحرير سعر الصرف، بجانب الاستمرار فى التجارة.
وأضاف لـ «البورصة»، أن العائلة كانت تعمل فى مجال التصنيع ثم تحولت إلى التجارة والاستيراد عام 2004 ، ثم من جديد عادت إلى التصنيع منذ 3 سنوات فى ظل تشجيع الحكومة للتصنيع.
وأوضح عبدالجليل، أن مصنع الشركة الذى تمتلكها العائلة يقع فى منطقة البساتين، وتجرى حاليا توسعات لزيادة الطاقة الإنتاجية له من خلال إضافة خط إنتاج جديد لتصنيع مواسير البولى بروبلين.
أضاف أن تحفيز الاستثمار من جانب الحكومة يتطلب تدريبا واستشارات فنية للراغبين فى التحول من الاستيراد إلى التصنيع، فضلًا عن إقامة معارض لتنشيط عملية التسويق وتحقيق الاستمرارية للمصنع.
وأكد أن هذا الدور يجب أن تقوم به وزارة الاستثمار لتحقيق نهضة استثمارية، ليتكامل مع دور هيئة التنمية الصناعية التى يتمثل دورها فى توفير الأراضى الصناعية ومراقبة الجودة فى المصانع.
كما أشار إلى ضرورة أن يتولى إدارة المصنع متخصص فى عملية التصنيع، إذ لا يشترط أن يقوم صاحب رأس المال بمهمة الإدارة المباشرة إذا لم تكن لديه سابقة خبرة، فضلًا عن ضرورة وجود أقسام تطوير فى المصانع لزيادة الإنتاج.