بدأ منتجو البترول والغاز فى الولايات المتحدة اتباع منافسيهم الأوروبيين فى تحديد أهداف طموحة لخفض الانبعاثات الكربونية، وسط ضغوط المستثمرين المتزايدة بشأن التغيرات المناخية.
وتعهدت شركة “بايونير ناتشورال ريسورسز”، أكبر منتج مستقل للبترول والغاز فى حقل حوض بيرميان، الأسبوع الماضى، بخفض حجم انبعاثات الغازات الدفيئة بمقدار الربع بحلول نهاية العقد.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن تلك الخطوة جاءت فى أعقاب إعلان المنافسين “كونوكو فيلبس” و”أوكسيدنتال بتروليوم” اعتزامهم خفض الانبعاثات الناتجة عن عملياتهم إلى صفر بحلول منتصف القرن، مما يمثل أول تعهد من نوعه تتخذه شركات البترول الأمريكية الكبرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن المنتجين الأمريكيين تخلفوا عن نظرائهم فى أوروبا فيما يتعلق بالالتزامات المناخية، لكن هذه التحركات الأخيرة تشير إلى أن الضغوط المتزايدة من المستثمرين المهتمين بالمناخ تدفعهم إلى اتباع مسار مماثل.
ولقد حددت أكبر شركات الطاقة الأوروبية، بما فى ذلك “شل” و”بريتش بتروليوم” و”إينى” و”إكوينور” و”توتال” و”ربسول”، بالفعل طموحات لخفض الانبعاثات الكربونية إلى الصفر بحلول عام 2050.
وحتى وقت قريب، كان ضغط المساهمين الأمريكيين يأتى إلى حد كبير من المجموعات الدينية والمستثمرين ذوى التركيز الاجتماعى وحفنة من صناديق التقاعد، لكن أصبح هناك الآن مستثمرين مهتمين بشكل كبير بالتغيرات المناخية.
وتختلف الطريقة التى يتطلع بها المنتجون الأمريكيون إلى معالجة الانبعاثات عن نظرائهم الأوروبيين، الذين غطت تعهداتهم عادة ما يسمى بـ”انبعاثات النطاق 3″ التى تنجم عادة عن حرق منتجاتهم، وكذلك الانبعاثات من عملياتهم الخاصة، وبالتالى تعهدت شركات أوروبية عديدة بتحويل نموذج أعمالها لتشمل نسبة متزايدة من أعمال الطاقة المتجددة والكهرباء.
وفى المقابل، أغفلت شركة “كونوكو فيلبس”، أول منتج أمريكى يعلن عن هدف خفض الانبعاثات إلى صفر فى نهاية أكتوبر، “انبعاثات النطاق 3” من أهدافها، مما يشير إلى اعتزامها الاستمرار فى التركيز على أعمالها الأساسية.
بينما قالت “أوكسيدنتال بتروليوم”، إنها ستعمل على محايدة “انبعاثات النطاق 3” عبر تحويل نموذج أعمالها نحو خدمات احتجاز الكربون وعزله بدلاً من مصادر الطاقة المتجددة.
وفى هذا الصدد، قال المحللون إن التركيز على الانبعاثات الكربونية قد يساعد المنتجين الأمريكيين على استعادة المستثمرين بعد أعوام من العوائد الضعيفة.