«الجائحة» أنقذت المبيعات وأعادت الحياة للمتاجر من جديد
شهدت مبيعات الحاسبات المكتبية الجديدة منذ بدء جائحة كورونا تحسناً، مقارنة بالأعوام السابقة، وتراوح النمو فى الإقبال عليها بين 20% و30%.
ساهم فى ذلك بدء عودة المدارس والجامعات واعتماد بعض الجهات الحكومية والخاصة على الشراء المنتظم لتلك الأجهزة بعد قرارات العمل من المنزل.
وأكد عدد من التجار، أن الكثير من أجهزة الحاسبات المكتبية ارتفعت أسعارها بضغط من تزايد الطلب عليها فى الأشهر الماضية.
وتفاوتت نسب زيادة الأسعار بين 10% و20%، خاصة مع تراجع الاستيراد خلال الجائحة، وتتراوح أسعار الأجهزة بين 2500 جنيه و62 ألف جنيه فى بعض موديلات «أبل».
قال محمود الصاوى، مسئول مبيعات بشركة «2Q» للحاسبات بمول «سوق العصر»، إنَّ سوق الحاسبات المكتبية يعانى تراجعاً حاداً منذ عدة سنوات، موضحاً أن نسبة التراجع خلال عامى 2018 و2019 بلغت نحو 70%.
لكن قبلة الحياة عادت مجدداً لهذا السوق فى 2020 مع ارتفاع الطلب على شراء الحاسبات بالتزامن مع جائحة «كورونا».
أضاف أن أغلب مستخدمى الجهاز المكتبى كانوا يعتمدون عليه فى الألعاب وتصفح الإنترنت ومشاهدة الأفلام، لكنَّ الأمر اختلف تماماً مع بدء الجائحة، إذ اعتمد عليه المستخدمون فى تسيير أعمالهم.
تابع: «الكثير من التجار قبل الجائحة كان يفكر فى تغيير نشاطه، إلا أن كورونا أعادت الطلب مرة أخرى على الحاسبات».
وتابع الصاوي: «تتراوح أسعار الأجهزة بين 2500 جنيه فيما فوق الـ100 ألف جنيه فى بعض موديلات أجهزة أبل، وأضاف أنه على وجه التحديد استطاع بيع أكثر من 35 جهازاً خلال 2020 وهو رقم كبير للغاية بخلاف مبيعات اللاب توب.
أشار إلى أن الإقبال متنوع من قبل العملاء على العديد من الموديلات، فالبعض يفضل الامكانيات المحدودة التى لايتجاوز سعرها الـ 3 آلاف جنيه باعتبار أنها تؤدى غرض العمل من المنزل.
أشار إلى أن شركته لديها على سبيل المثال علبة hp موديل PRO VW1 وهو موديل قديم نسبياً يحتوى على ذاكرة 2 جيجا بايت، وهارد ديسك 120 جيجا بـ ألفى جنيه ويصل سعر الجهاز لـ 2500 جنيه حال شراء شاشة خارجية.
واتفق مع الرأى السابق يوسف المحمدى، صاحب محلات “الريادة” للحاسبات بمول “البستان” بوسط البلد، مؤكداً أن حركة بيع الحاسبات بصفة عامة شهدت طفرة غير مسبوقة فى الأشهر القليلة الماضية.
أوضح أن التجار فقدوا الأمل فى عودة الحياة للحاسبات قبل كورونا وقرارات العمل من المنزل، إلا أن الأمر اختلف تماماً منذ مارس الماضى.
أشار المحمدى إلى أن نسبة الاقبال على شراء حاسبات مكتبية بلغت العام الحالى بين15 و30%، وهو أمر أدى لانتعاشة كبيرة فى السوق، وأنه لولا تأخر استيراد الكثير من الشحنات لكانت المبيعات تاريخية.
أضاف أن لديه موديلات متنوعة من الحاسبات المكتبية منذ مطلع العام الحالي، أسعارها بين 3 آلاف جنيه و11 ألف جنيه وأن الإقبال على جميع الفئات تقريباً، فلديه أجهزة مجمعة منها hp PRO 6305 بسعر 2950 جنيهاً، وكذلك Dell Optiplex 7050 MT بسعر 9 آلاف جنيه.
وقال محمود على، مسئول مبيعات بشركة “speed tic” للحاسبات بمول “سفنكس” بالمهندسين، إن العامين الماضيين شهدا أسوأ عامين لسوق الحاسبات بصفة عامة والمكتبية على وجه الخصوص، مؤكداً أن المبيعات شهدت انخفاضاً وصل معدلاته إلى 60% خلالهما.
إلا أن الأمر اختلف تماماً مطلع 2020، إذ تسبب العمل من المنزل بسبب كورونا فى تحريك المبيعات بنسبة كبيرة واعتماد الكثير من الطلبة على أجهزة الحاسبات ساهم أيضاً فى زيادة المبيعات.
وكشف أن مبيعات شركته ارتفعت حوالى 25%، مبيناً أن ارتفاع الطلب على بعض الموديلات المكتبية تسبب فى زيادة أسعارها 5%.
تابع: “الشركات داخل المولات كانت تعانى من تراجع الإقبال وسط ارتفاع تكاليف التشغيل التى تأتى على رأسها الإيجارات، فأقل إيجار فى المول يصل إلى 30 ألف جنيه وهو رقم ضخم وسط ركود كامل فى المبيعات، إلا أن كورونا كانت بمثابة المنقذ لهذه الصناعة”.
ويبلغ متوسط أسعار أجهزة الحاسبات المكتبية لديه، بين 1500 جنيه و7 آلاف جنيه، فلديه Lenovo V520 Tower Desktop بسعر 4 آلاف جنيه، وكذلك جهاز dell إنسبيرون كور تو ديو بـ 1500 جنيه.
اشار على إلى أن بعض التجار لجأ لتقديم خدمة التقسيط لتحفيز العملاء على مزيد من الشراء.
فى سياق متصل، يقول مصطفى العدوي، مسئول مبيعات بشركة red line للحاسبات بمول “سفنكس”، إن شركته تتيح أنظمة التقسيط المباشر للعملاء بمدد تصل لـ12 شهراً وبفائدة 20%، موضحاً أن التقسيط يتاح على الأجهزة المكتبية التى تتجاوز قيمتها الـ 7 آلاف جنيه.
أوضح أن التقسيط حرك المبيعات بشكل كبير أيضاً، بعكس ماكان يحدث فى السابق.
وقال منصور الريعي، مسئول مبيعات بشركة touch للحاسبات بوسط البلد، إن العام الحالى يذكرنا بأعوام ماقبل 2005 والتى كانت ترتفع فيها المبيعات بصورة كبيرة.
من ناحيته، أوضح المهندس خليل حسن خليل، رئيس الشعبة العامة للاقتصاد الرقمى والتكنولوجيا بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن الحاسبات عانت من ركود كبير خلال الفترات الماضية وأسعار المنتجات تضاعفت بعد تعويم الدولار، إلا أن الأمر اختلف نسبياً خلال العام الجارى والذى شهد تحسناً كبيراً فى معدلات الطلب عليها.
على الجانب الآخر، كان المعروض من أجهزة “الديسك توب” الجديدة على مواقع التجارة الإلكترونية بأسعار متفاوتة، فعلى سبيل المثال عرض موقعى سوق دوت كوم وجوميا جهاز ابل اى ماك MNEA2 بـ62 ألف جنيه.
فى حين عرضت المنصات الإلكترونية عدداً من أجهزة الحاسب المكتبية المختلفة الأسعار منها “لينوفو ThinkCenter V520” بـ 6 آلاف جنيه، وDell Optiplex بـ 15 ألف جنيه بذاكرة داخلية 1 تيرابايت، ورامات 8 جيجا، وعرضت أيضاً جهازاً متكاملاً من HP بـ 8400 جنيه.