توقع تقرير صادر عن سيتى بنك تعافى نمو الاقتصاد المصرى إلى 5.4% خلال العام المالى المقبل، مقابل 4.6% العام المالى الحالى.
وقال إن السؤال الذى سيظل موجودًا على المدى المتوسط هو إلى أى حد ستدفع الحكومة النمو لمستويات أعلى عبر تنفيذ الإصلاحات الهيكلية، خاصة مع التوجه نحو الخصخصة لتشجيع استثمارات أكثر فى قطاع الزراعة والصناعة، وسيدعم ذلك جهود التوحيد المالى عبر تعزيز الإيرادات.
أضاف: «وكذلك تعزيز مرونة سعر الصرف فى 2021، للاستفادة من الدروس التاريخية»، وأوضح أن الانكماش الطفيف فى الربع الثانى من 2020 يكشف أن تداعيات كورونا على الاقتصاد ستكون محدودة، فضلاً عن التعافى المنتظر لقطاع السياحة فى النصف الثانى من 2021، بعد تطوير اللقاح.
أضاف: «سيكون ذلك مدعومًا بارتفاع الاستهلاك وبعض التعافى فى إيرادات قناة السويس على خلفية ارتفاع أسعار البترول العالمية وتطورات البنية التحتية، ورغم توقع سيتى بنك تراجع عجز الميزان الجارى خلال 2021، لكنه يرى ضرورة ارتفاع معدلات توافد السياح ليظهر تحسن أكبر.
أشار إلى أن مصر نجحت بسهولة فى تمويل احتياجاتها الخارجية عبر المقرضين الدوليين، رغم أن الوصول لتلك التمويلات سيكون أصعب قليلاً فى 2021، ويتطلب المزيد من الوصول لأسواق المال العالمية، فى ظل أن الاحتياطيات رغم تعافيها جزئياً لكن مستوياتها أقل من ذروتها فى 2019 عند 45 مليار دولار.
وفى ظل استمرار الحكومة فى خفض عجز الموازنة ببطء وبشكل مستمر، سيكون التركيز على السياسة النقدية، ولذلك يعد الإطار المستهدف للتضخم المتوقع إعلانه بنهاية 2020 مهمًا.
أضاف أنه مع الأخذ فى الاعتبار الارتفاع الكبير للتضخم فى اعقاب تحرير سعر الصرف، لم يكن الوصول لمعدل تضخم ما بين 6 و12% أمر صعب حتى مع خفض البنك المركزى لأسعار الفائدة.
وأشار إلى أن الإطار الذى يمثل تحديًا أكبر عند 6% مع نطاق أضيق، ما سيؤكد التزام البنك المركزى بتدشين نظام قائم على استهداف التضخم، حتى إذا كان مجال إجراء المزيد من خفض الفائدة محدود أكثر.
وأشار إلى أن ذلك سيكون له تداعيات خاصة على نظام سعر الصرف، وبنهاية 2020، ومن خلال نظرة البنك المركزى وصندوق النقد، فإن الجنيه ليس مقيماً بأكثر من قيمته، متوقعًا استقراره حتى نهاية النصف الأول من 2021.
وذكر أن مصر مرت بـ3 دورات للنمو منذ 1980 بلغت ذروتها فى 1983 و1998 و2008 وهى الآن فى الدورة الرابعة، ورغم توقعات سيتى بنك بتباطؤ النمو العام الحالى لكنه لا يرى أن ذلك سيدوم، وأن النمو سيعاود الارتفاع فى 2021.