70% من المستجيبين انخفض دخلهم و30% فقدوا وظائفهم
استطاعت دراسة استطلاعية حديثة، شملت 30 ألف أسرة في 9 دول، توضيح حجم الضرر الاقتصادي الناتج عن تفشي جائحة فيروس كورونا في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
وبحسب الاستطلاع الذي أجراه باحثون كثيرون، من بينهم باحثون من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وجامعة ييل، وجامعة نورث وسترن، أفاد 70% في المتوسط من المستطلعين بانخفاض الدخل في الأشهر الأولى من تفشي الوباء العام الماضي، في حين أشار 30% إلى فقدان الوظائف، و45% قالوا إنهم تعرضوا لخسارة أو انخفاض وجبات الطعام.
وحذر الاستطلاع، من معاناة الفقراء في الأساس من صعوبات مروعة، وإذا استمرت الآثار فسيدخل عشرات الملايين من الأسر الضعيفة، بالفعل، إلى براثن الفقر.
ورغم أن مقاييس مثل الناتج المحلي الإجمالي والبطالة تشير إلى أن الوباء كان له تأثير أقل حدة في الاقتصادات النامية مقارنة بالعالم الغني، فإنَّ هذا الأمر يرجع جزئياً إلى أن البيانات الرسمية غالباً ما تفشل في التقاط المستويات العالية من النشاط غير الرسمي لهذه الاقتصادات.
ويقدر صندوق النقد الدولي، انكماش الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة الدول السبع الكبرى من الاقتصادات المتقدمة الرئيسية بنسبة 5.9% العام الماضي، مقارنة بمتوسط انكماش قدره 3.3% في الاقتصادات الناشئة والنامية، حسبما نقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
ولكن مؤلفو الدراسة الحديثة، قالوا إن بياناتهم تظهر تراجعاً حاداً في معدلات التوظيف والدخل في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، بشكل ينافس أو يتخطى حاجز الخسائر الاقتصادية التي تعرضت لها الولايات المتحدة والدول الغنية الأخرى.
ولاحظ مؤلفو الدراسة، أن أكثر من ربع النشاط الاقتصادي ونصف العمال في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية يعملون في القطاع غير الرسمي.
وأشاروا إلى أن الارتفاع الحاد في انعدام الأمن الغذائي بين الأطفال، كان أمراً مقلقاً بشكل خاص؛ نظراً إلى الآثار السلبية الكبيرة المحتملة على المدى الطويل لنقص التغذية على نتائج الحياة اللاحقة.
ففي كينيا، على سبيل المثال، وجد الاستطلاع زيادة بنسبة 38% في معدل البالغين الذين فاتتهم وجبات، وزيادة بنسبة 69% بين الأطفال.
وقال الاقتصادي المشارك في الدراسة الحديثة، إدوارد ميجيل، إنَّ ثمة مزيجاً مقلقاً حقاً؛ حيث يتأثر الأطفال للغاية، في ظل إغلاق المدارس وانخفاض دخل الأسرة وفقدان الوجبات وفقدان الوصول إلى الرعاية الصحية، مضيفاً: “إذا كنت شخصاً كينياً فقيراً تفقد وظيفتك، فليس هناك شبكة أمان وليس لديك مدخرات”.
وقال ميجيل، إن نتائج الاستطلاعات تتفق تماماً مع تقرير البنك الدولي، الذي حذر في أكتوبر الماضي من أن الوباء سيدفع ما يتراوح بين 88 مليوناً و115 مليون شخص إلى براثن الفقر المدقع في عام 2020، ما يتسبب في أول زيادة في الفقر العالمي منذ عام 1998.
يذكر أن الدراسة الحديثة استخدمت البيانات التي تم جمعها من حوالي 100 ألف شخص في بوركينا فاسو، وغانا، وكينيا، ورواندا، وسيراليون، وبنجلاديش، ونيبال، والفلبين، وكولومبيا، بين شهري أبريل ويونيو من العام الماضي.
وقال التقرير: “في حين أن حجم التأثيرات يختلف باختلاف الإعدادات، تكشف البيانات عن صورة متسقة للضائقة الاقتصادية المتزايدة التي تمتد على نطاق جميع الطبقات الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية”.