مبروك: تشجيع الاستثمار في صناعة مكونات الإنتاج أصبح ضروريا
انعكس ارتفاع أسعار النحاس عالميا، على تكاليف صناعة الأجهزة الكهربائية، وتسبب في ارتفاع السعر النهائي بالأسواق، وذلك بالتوازي مع ارتفاع أسعار خامات أخرى، منها الاستنالس والصاج.
واقترح المجتمع الصناعي، تركيز جهود الدولة خلال المرحلة المقبلة، على تشجيع الاستثمار في مكونات التصنيع لتخفيف حدة التغيرات العالمية على الصناعة المحلية.
قال حسن مبروك، رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية باتحاد الصناعات المصرية، إن أسعار الأجهزة الكهربائية ستشهد ارتفاعا بنسبة 7%، خلال المرحلة المقبلة، تأثرا بارتفاع أسعار الخامات.
وأوضح لـ” البورصة” أن أسعار الخامات ومنها الاستانلس والصاج والنحاس، شهدت ارتفاعات ملحوظة في البورصات العالمية، وهو ما سينعكس على المنتجات المحلية.
أشار مبروك، إلى أن القطاع الصناعي المحلي، أصبح في أمس الحاجة، لافتتاح مصانع متخصصة في صناعة الخامات ومكونات الإنتاج، وهو ما سيكون له تأثير إيجابي على السوق المصري.
أضاف أن المضي في هذا الاتجاه سيعمق المنتج المحلي، بما يزيد من تنافسيته محليا وعالميا، ويقلل فاتورة الواردات، مقترحا توجيه الاستثمارات الجديدة نحو احتياجات السوق، وأبرز بنود الفاتورة الاستيرادية.
ومن أبرز احتياجات السوق في الوقت الحالي، الصاج، والاستانلس، ومحابس البوتاجازات النحاسية.
طالب رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية باتحاد الصناعات، بوضع خطة قصيرة الأجل وأخرى طويلة الأجل، لضبط السوق المحلي، وتكون الأولوية للمنتجات التي يمكن تصنيعها في المستقبل القريب، بالتوازي مع بدء تنفيذ خطط نرى انعاكسها على السوق خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ولفت إلى أن الشركات تسعى خلال الفترة الحالية إلى تحقيق التكامل الصناعي مع المشروعات الصغيرة لتوفير جميع الاحتياجات محليًا، والأمر لا يقتصر فقط على المنتجات النحاسية بل كل المنتجات التي يتم استيرادها.
وقال المهندس محمد جنيدي رئيس شركة “جي ام سي للاستشارات المالية والصناعية”، إن الشركة حريصة على زيادة نسبة المكون المحلي فى منتجاتها للاستفادة من المميزات التي تمنحها الدولة وهي أولوية التوريد للجهات الحكومية ، والحصول على مساندة تصديرية أعلى.
جنيدي: “جي إم سي” تتواصل مع عدد من المشروعات الصغيرة لتغطية احتياجاتها
أضاف أن منتج النحاس فى الأجهزة الكهربائية والمنزلية قليل. وحال إقامة مشروع لتصنيع تلك المنتجات ستكون التكلفة مرتفعة جدًا على المدى القريب والبعيد.. لذلك تتواصل الشركة مع عدد من المشروعات الصغيرة مخصصة فى هذا الغرض لتصنيع احتياجاتها.
وأشار إلى أن الافران والثلاجات والغسالات، تحتاج إلى قطع نحاسية صغيرة بجانب الأسلاك ومواسير نحاسية بأقطار محددة.. لذلك فإن تخصيص مصنع لتوفير تلك الاحتياجات سيضمن تلبية احتياجات المصانع ، خصوصا أنه حال اضطراب السوق العالمي تصعب عملية الاستيراد، كما حدث مع بداية جائحة كورونا.
وفيما يخص الزيادة الكبيرة فى الأسعار العالمية للنحاس، أوضح جنيدي، أن الزيادة فى أحد عناصر الإنتاج ولو بمعدل 1% يكون لها مردود على السعر النهائي للمنتج .. وبالتالي تتأثر القدرة التنافسية فى السوقين المحلي والتصديري.
وأوضح أن الشركة تمتلك حوالى 5 خطوط إنتاج مخصصة للأجهزة الكهربائية والمنزلية بنفس العلامة التجارية، بين سخانات، وثلاجات، وجميع السلع المعمرة.
وتعتمد الشركة فى عملياتها الإنتاجية على الخامات المحلية، بما يمثل %99 من مكونات السخانات.
وبالنسبة للبوتاجازات، فإنها تعتمد على الخامات المحلية بنحو %100.. وتستورد بعض خامات تصنيع الغسالات من إيطاليا.
وقال المهندس بهاء ديمتري، نائب رئيس مجلس الإدارة للتدريب والتطوير بشركة فريش للأجهزة الكهربائية، إن ارتفاع أسعار النحاس يصعد بتكلفة الإنتاج بنسب متفاوتة من منتج لآخر من 5 ـ 15%.
أضاف أن النحاس يدخل في تكوين الأجهزة الكهربائية وترتفع نسبته في البوتاجازات والتكييفات والثلاجات في مواسير التبريد، كما يدخل في منتجات متنوعة.
أضاف، أنه رغم ارتفاع التكلفة إلا أن الشركة تحاول امتصاص هذه الزيادة وعدم تحميلها على أسعار المنتجات؛ حتى لا ترهق المستهلك في ظل تراجع القدرة الشرائية وانكماش الطلب.
أشار ديمتري، إلى أن الزيادة في أسعار الخامات جاءت نتيجة ارتفاع أسعارها عالميًا ، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الشحن، والندرة في الحاويات الناقلة للبضائع في الخطوط الملاحية بين الدول خلال الفترة الحالية.
وتوقع تراجع أسعار الخامات عالميا، خلال النصف الثاني من العام الحالي، وعودة الاستقرار مرة أخرى.
وقال محمود شكري، نائب رئيس شركة رويال بالاس، إن أسعار النحاس ارتفعت من 70 ألف جنيه للطن خلال 2020 ، إلى 195 ألف جنيه حاليا، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الصاج والاستانلس.
أضاف أن ارتفاع أسعار نولون الشحن، بالتوازي مع ارتفاع أسعار الخامات، أثر على سعر المنتج النهائي، إذ ارتفعت أسعار المنتجات بالأسواق بنحو 5% منذ بداية العام، وسترتفع مجددا بنسبة 30%.
وستظهر هذة الزيادة السعرية في السوق فور انتهاء المخزون القديم، سواء الخامات القديمة لدى المصانع أو المنتجات القديمة المطروحة بالأسواق.
واقترح شكري، أن تسعى الدولة لتشجيع الاستثمار في صناعة خامات ومكونات إنتاج الأجهزة الكهربائية، كنوع من أنواع الدعم غير المباشر حتى لا تتأثر الصناعة المحلية بمتغيرات السوق العالمي، وأيضا لترشيد تكلفة النقل التي أصبحت باهظة جدا منذ عدة أشهر.