دفعت حالة التعافي التدريجية للقطاع الصناعي عالميًا بدعم من استخدام لقاحات كورونا، بجانب تراجع الدولار، إلى ارتفاع أسعار المعادن بشكل عام، ليأتي النحاس فى المقدمة متذبذبًا بين 9000 و9200 دولار للطن في بورصة لندن للمعادن مع بداية تعاملات الأسبوع الحالي، مقابل 8500 ألف دولار الأسبوع الماضي.
وبحسب تقرير نشرته المجموعة الدولية لدراسات النحاس مؤخرًا، فإن هذه الزيادة تعتبر الأعلى منذ عام 2012، لذلك فإن الطلب على هذا المعدن الصناعي خلال الفترة الحالية دليل على الطفرة الصناعية التي يشهدها العالم والحاجة إليه.
ورصد التقرير أن الإنتاج التشيلي من النحاس يمثل نحو 30 % من إجمالي الإمداد العالمي، مما يجعلها إحدى أهم الدول المنتجة في العالم، لذلك فإن أي تغيير في هذا القطاع في تشيلي له تأثير مباشر على كمية المعروض من النحاس.
أشار التقرير إلى أن ثمة تراجع واضح في أرقام إنتاج النحاس بتشيلي خلال الفترة بين يناير وديسمبر 2020، ويظهر التراجع في معدلات الإنتاج التي كانت 4.8 مليون طن مقارنة بـ 5.6 مليون طن للعام 2019.
ويعود هذا الضعف لتأثير جائحة كورونا في عمل المناجم، وعدم انتظام العمل خلال الموجة الأولى التي ضربت أميركا الجنوبية.
أيضا هبوط إنتاج المناجم في بيرو بـ 16.5 % خلال الفترة بين يناير وسبتمبر 2020، والتراجع الأكبر كان خلال الفصل الثاني من هذا العام بـ 38 %، وذلك نسبة إلى تداعيات جائحة كورونا.
وتسعر السلع والمعادن بالدولار الأمريكي، وعليه فهناك رابط بين سعر العملة الخضراء وأسعار المعادن، فكلما ارتفع الدولار تراجعت المعادن، والعكس.. لذلك فإن استمرار العملة الأميركية في التراجع خلال العام الماضي، وهبوط مؤشر الدولار دون مستوى 90 منذ أبريل 2018، ارتفع النحاس بقوة خلال الفترة نفسها، بحسب محلل مالي.
ولفت التقرير، إلى أن تعافي الاقتصاد الصيني من جائحة كورونا، أدى إلى زيادة الطلب علي النحاس مما يؤثر إيجاباً في توقعات الأسواق بشأن ارتفاع الطلب من أكبر أسواق استهلاك المعدن في العالم.
وأشار تقرير المجموعة الدولية لدراسات النحاس إلى ارتفاع الطلب على نحاس المصافي عالمياً بـ 1.5% خلال الأشهر التسعة من هذا العام.