القباج: التربية الأسرية الإيجابية التزام دستورى وقانونى فى المقام الأول لوزارة التضامن
أطلقت وزارة التضامن الاجتماعى برنامج التربية الأسرية الإيجابية، بالتعاون مع منظمة اليونيسف وبدعم من الاتحاد الأوروبى.
وشهد الإطلاق مشاركة كل من السفير كريستيان برجر رئيس بعثة الاتحاد الاوروبى فى مصر وجيريمى هوبكنز ممثل منظمة اليونيسف فى مصر، والدكتورة سحر السنباطى الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، وعدد من الخبراء، بالإضافة إلى مشاركة منظمات المجتمع المدنى المعنيين بقضايا الطفولة والأسرة.
ويقدم البرنامج للأسر الأكثر احتياجا جلسات مجتمعية جماعية بشأن مجالات التربية الإيجابية، ومنها سبل الرعاية السليمة، والدعم النفسى والاجتماعى، والصحة، والتغذية، والتعلم والنمو المعرفى، والتأديب الإيجابى، حيث تكتسب الأسر من خلالها المعرفة بشأن زواج الأطفال، والعنف، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث المعروف بختان الإناث، والتعليم.
وقالت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، إن مصر تشهد عصرًا جديدًا من الإيجابية والبناء والاستثمار فى البشر، وكذلك عصر يعيد العلاقة الإيجابية بين الأسرة وأولادها.
وأشارت إلى أن التربية الأسرية الإيجابية بالنسبة لوزارة التضامن الاجتماعى التزام دستورى وقانونى فى المقام الأول، كما أنها أحد أبعاد التنمية المستدامة والحماية الاجتماعية للأسرة المصرية خاصة الأسر الأولى بالرعاية.
وأضافت القباج، أن أهم محاور التربية الأسرية الإيجابية التى تتبناها وزارة التضامن الاجتماعى تتمثل في الرعاية الاولية، والتنمية المبكرة للطفل، والتنشئة الاجتماعية، التنمية العاطفية والنفسية للطفل، وضبط السلوك بالطرق الإيجابية.
ولفتت إلى أن مصر حققت تطورًا كبيرًا في مجال مؤشرات التنمية الخاصة بالطفولة فى العقدين الأخيرين، حيث وصلت نسبة التحاق الأطفال بالمرحلة الابتدائية حوالى 99%، وانخفاض معدلات وفيات الأطفال قبل الخامسة إلى 19.5 لكل ألف مولود علم 2017، بالإضافة إلى تغطية التطعيمات الأساسية للأطفال.
ووجهت القباج الشكر لليونيسف والاتحاد الأوروبى والمجلس القومى للأمومة والطفولة، معربة عن سعادتها للعمل معهم وبرنامج التربية الأسرية الإيجابية ماهو إلا خبرات مجمعة ونحن بصدد عصر ذهبى لمصر، وفيه قيم إيجابية جديدة مستندة على حقوق الانسان، وحقوق الطفل جزء لا يتجزأ عنها.
وأوضحت أن الملاحظات والتعليقات الواردة من الآباء والأخصائيين الاجتماعيين المشاركين فى البرنامج إيجابية للغاية.
تابعت: “يسرنا أن نرى الأسر أيضًا تتفاعل بسهولة مع منصة RapiPro التى تم اختبارها بالفعل من أكثر من مائة ألف أسرة”.
ومن جانبها، قالت الدكتورة سحر السنباطى، الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة “علينا قبل أن نربى أطفالنا أن نربى أنفسنا أولًا”.
وأشارت إلى أنه آن الأوان أن نفتح ملف التربية الأسرية الإيجابية والتعامل معه بطريقة صحيحة.
وأضافت أن هناك أفرعا كثيرة سيعمل من خلالها المجلس القومى للطفولة والأمومة مع وزارة التضامن الاجتماعى، مشيرة إلى أن تدشين برنامج التربية الأسرية الإيجابية سيكون أسلوب حياة من أجل مستقبل مصر، لأنه لكى يتم بناء بلادنا بطريقة صحيحة علينا أن نعلم أطفالنا بطريقة صحيحة.
ومن جانبه، قال جيريمى هوبكنز، ممثل اليونيسف فى مصر: “إن التفاعل الإيجابى بين الوالدين والطفل يعد مطلبًا أساسيًا لتحقيق النماء فى مرحلة الطفولة المبكرة ولمنع العنف ضد الأطفال”.
كما أظهرت الأدلة أن الأطفال الذين يحصلون على الاهتمام والرعاية والعاطفة، فضلًا عن التأديب غير العنيف والمتواصل هم أكثر ميلًا لتحقيق كامل إمكاناتهم التنموية.
وأضاف: “كما أنهم يتعلمون مهارات التواصل الاجتماعى، ويسهمون إسهامًا هادفًا ومثمرًا في مجتمعاتهم، ويزيد أيضًا احتمال نقلهم لهذه المهارات إلى أطفالهم”.
وعن دور الاتحاد الأوروبى فى دعم تلك الجهود المبذولة من أجل رفاهية الأطفال فى مصر، صرّح السفير كريستيان برجر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبى فى مصر: “يستثمر الاتحاد الأوروبى والدول الأعضاء موارد كبيرة في جميع أنحاء العالم من أجل دعم البرامج التي تهدف إلى تغيير حياة الأطفال، ويشمل ذلك مصر بشبابها وأطفالها”.
وتابع قائلا: “خلال التعاون القائم بين الاتحاد الأوروبى ومصر، نفتخر بأننا نسهم في نهج يعزز “التربية الإيجابية” باعتبارها وسيلة تمكينية لتحقيق نماء الطفل وحمايته من العنف”.
وأوضح أن هذا النوع من الدعم اكتسب أهمية بالغة فى الوقت الراهن خلال جائحة “كورونا”، حيث يكون الأطفال والنشء من بين أكثر المتضررين، وبالتعاون مع شركائنا في الحكومة والمجتمع المدنى واليونيسف، لا يزال الاتحاد الأوروبى ملتزما بتعزيز وحماية حقوق الطفل فى مصر.
وقد وُضع البرنامج الذي تم إطلاقه اليوم استنادًا إلى إطار مفاهيمى للبرنامج يشمل البحوث القائمة على الأدلة، وبرامج بناء القدرات، وتطوير مجموعة الأدوات من خلال نهج تشاركى والاتصالات الرقمية عبر منصة “RapidPro” ورقمنة مجموعة الأدوات.
وأشارت البحوث بشأن التربية الإيجابية إلى أن جميع الأولاد والفتيات تقريبًا، قد التحقوا بالمدارس، مع وجود ما يقرب من 2% فقط بدون تعليم، غير أن أوجه القصور فى معارف الوالدين ومواقفهم وممارستهم المتعلقة بالرضاعة الطبيعية وغسل اليدين والنظافة الصحية للفم والتنوع الغذائى منتشرة على نطاق واسع.
وأوضحت أن توعية الآباء والأمهات لأبنائهم من البنين بأهمية التعليم فى المساعدة على إيجاد فرص عمل أفضل لهم فى المستقبل بلغت الضعف، مقارنة ببناتهم.
ويذكر أن برنامج التربية الأسرية الإيجابية الذى تقوده وزارة التضامن الاجتماعى يعد جزءاً من أولويات الحكومة المتنامية إزاء التربية الإيجابية باعتبارها تدخلًا استراتيجيًا من أجل تعزيز رفاه الأطفال والأسر فى مصر.