تراجع أكثر من 150 مليون شخص من الطبقة المتوسطة للطبقة الأدنى العام الماضى
أشارت تقديرات حديثة تستند لبيانات البنك الدولى، إلى أن الطبقة المتوسطة العالمية تراجعت للمرة الأولى منذ عقود العام الماضى؛ بسبب تفشى جائحة كورونا؛ حيث أبلغ نحو ثلثى الأسر فى الاقتصادات النامية عن تعرضهم لخسارة فى الدخل.
وفى دراسة نُشرت مؤخراً، وجد باحثون فى مركز بيو للأبحاث، أنَّ صفوف الطبقة الوسطى العالمية- الدخل المتوسط والدخل المتوسط الأعلى الذين يكسبون 10 إلى 20 دولاراً و20 إلى 50 دولاراً يومياً على التوالي- انخفض بمقدار 90 مليون شخص ليصل إلى نحو 2.5 مليار نسمة العام الماضى.
ويقدر مركز بيو أن هذا التراجع ساعد فى ارتفاع صفوف الفقراء، أو أولئك الذين يعيشون على أقل من 2 دولار يومياً، بمقدار 131 مليون شخص.
وقال مؤلف الدراسة راكيش كوتشار، إنَّ بيانات مركز بيو عن الطبقة الوسطى تقلل من التأثير فى الواقع لأن ما يقدر بنحو 62 مليون شخص من ذوى الدخل المرتفع، أو أولئك الذين يكسبون 50 دولاراً أو أكثر يومياً، تراجعوا إلى الطبقة الوسطى نتيجة للوباء.
ويشير هذا إلى أن عدد الأشخاص الذين دخلوا فى الأزمة كأعضاء فى الطبقة الوسطى العالمية وتراجعوا إلى الطبقة الأدنى فى الواقع تجاوز حاجز الـ150 مليون شخص العام الماضى، أى أكثر من سكان فرنسا وألمانيا مجتمعين، حسبما نقلت وكالة أنباء «بلومبرج».
وذكرت الوكالة أن هذا التأثير قد لا ينتهى أيضاً؛ حيث تتزايد المخاوف بشأن العواقب المحتملة لانتعاش أبطأ فى الاقتصادات الناشئة والاستمرار فى تداعيات الأزمة.
إذا كان تقدير مركز بيو صحيحاً فى بيانات الدخل الفعلية للبنك الدولى التى لا تزال يجرى تجميعها، فسيشكل ذلك نهاية لنمط استمر فى توسع الطبقة الوسطى العالمية دون أن يفشل منذ التسعينيات بفضل النمو السريع للاقتصادات النامية مثل الصين والهند.
وعندما قام مركز بيو بحساب عدد أصحاب الدخل المتوسط فى العالم- أو أولئك الذين يتراوح دخلهم من 10 إلى 20 دولاراً يومياً- فى عام 2011، فوجد أنهم يشكلون 13% من سكان العالم.
وأوضح كوتشار أن هذه النسبة نمت إلى نحو 18% بحلول عام 2019، إذ انضم 50 مليون شخص فى المتوسط سنوياً إلى صفوف الدخل المتوسط على مدار العقد الماضي.
فى ورقة منفصلة نُشرت يوم الاثنين استناداً إلى استطلاعات للرأى شملت 47 ألف أسرة فى 34 دولة نامية يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة تقريباً، وجد باحثون فى البنك الدولى أن 36% من الأسر شهدت فقداناً للوظائف العام الماضي، وشهد ثلثاها تقريباً انخفاض الدخل، وكانت النتيجة أول زيادة فى الفقر العالمى شوهدت منذ الأزمة المالية الآسيوية فى 1997-1998.