تأثرت أسعار خامات مواد الدهانات، بمتغيرات ارتفاع أسعار مشتقات البترول التي تدخل في تصنيع تلك الخامات، فضلًا عن ارتفاع الطلب الصيني على مشتقات البترول، وهو ما خلق أزمة كبيرة في السوق العالمي، انعكست على قطاع الدهانات محليًا.
قال وليد ممدوح، مدير قطاع سلاسل الإمداد بشركة دهانات ناشيونال، إن أسعار الخامات ارتفعت بشكل كبير جدا منذ يناير الماضي وحتى الآن، مما أربك القطاع وتسبب في الحصول على الخامات بصعوبة شديدة رغم ارتفاع الأسعار.
أضاف لـ”البورصة” أن أسعار الخامات ارتفعت بنسب تتراوح بين 15% إلى 50%، وارتفعت أسعار النولون بنسب جنونية وصلت 300% على أقل تقدير.
وأشار إلى أنه رغم ارتفاع الأسعار، إلا أن التوريدات القادمة من شرق آسيا تتأخر لشهرين أو ثلاثة، وكذلك القادمة من أوروبا، وهو ما خلق أزمة عالمية وليست محلية فقط.
ووصف ممدوح، أزمة نقص الخامات الحالية بأنها تعد أسوأ أزمة تمر بها القطاعات الصناعية خلال السنوات العشر الأخيرة، ولا يوجد تفسير لهذا الوضع الجنوني.
وذكر أن الشركات الصغيرة والمتوسطة وبعض الشركات الكبيرة، اضطرت مؤخرا لزيادة أسعارها، وستظهر الزيادة في السوق خلال الشهر المقبل.
وبعض الشركات الكبرى تحاول مقاومة زيادة الأسعار وامتصاص الزيادة، لأن السوق يعاني ركودا بالفعل ولن يتقبل الزيادة الجديدة.
أما على صعيد التعبئة والتغليف، قال ممدوح إن بعض شركات التعبئة والتغليف أبلغت مصانع الدهانات أنها سترفع أسعارها بدءا من أبريل المقبل، تأثرا بارتفاع أسعار خامات التعبئة والتغليف أيضا.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار البترول مؤخرا، انعكس على أسعار مشتقاته وهي أحد أبرز أسباب ارتفاع أسعار الخامات، إذ تعتمد الصناعة بشكل أساسي على الميثانول والإيثانول.
وارتفعت أسعار النفط ليصل برنت إلى مستوى 70 دولارا للبرميل.
وتشير بيانات تسارع التعافي الاقتصادي الصيني في بداية 2021 إلى دعم الطلب على الطاقة لدى أكبر مستورد للنفط في العالم، وبالتالي رفعت الأسعار.
وأظهرت البيانات أن نمو الناتج الصناعي الصيني تسارع في يناير وفبراير، متجاوزا التوقعات، في حين ارتفع إنتاج مصافي التكرير 15% مقارنة بالفترة نفسها قبل عام.
وقال كريم الحديدي، رئيس مجلس إدارة شركة اكسترا الدهانات والبويات، إن أسعار خامات الدهانات ارتفعت بمعدلات كبيرة منذ مطلع 2021.
فمثلا مادة هارد ريزين التي يتم استيرادها من تركيا والصين ارتفع سعرها بما يزيد عن 25%، فضلا على الزيادات التي شهدتها الخامات الأخرى مثل الإيثانول والإيثانول.
وأشار الحديدي، إلى أن الأسعار النهائية ستتأثر حتما بارتفاع أسعار الخامات، لتوفير السيولة اللازمة لاستمرارية عمل المصانع، إذ لم تعد تتحمل ارتفاع أسعار الخامات.
وتطرق إلى أن الموردين المحليين للخامات يرفعون أسعار منتجاتهم حتى وإن كانت مخزنة بالسعر القديم.. لذلك لا يوجد مفر من رفع أسعار الدهانات نفسها.
وبعض مصانع الخامات العالمية متوقفة عن الإنتاج بسبب الموجة الثالثة لكورونا في بعض البلدان، وهو ما عمق الأزمة.