الناقلة فضلت العبور رغم الرياح القوية فى حين اختارت سفينة أخرى على الأقل البقاء فى خليج السويس
سفن القافلة تجاوزت السرعة القصوى المقررة للعبور فى القناة
السفينة زادات سرعتها فى الحظات الأخيرة لتجنب الجنوح ما ساهم فى سوء الوضع
أعدت وكالة بلومبرج تقريرا موسعا رصدت فيه الدقائق الأخيرة قبل اصطدام سفينة إيفر جيفين بشاطىء القناة وتعطيل الحركة الملاحية عبرها منذ يوم الثلاثاء الماضى.
وقالت الوكالة إن السفينة اختارت الانضمام إلى القافلة المتجهة إلى البحر المتوسط فى الوقت الذى كانت سرعة الرياح فيه 40 عقدة مصحوبة بعواصف رملية بينما رفضت سفينة واحدة على الأقل عبور القناة فى هذا الجو العاصف، وفضلت البقاء فى خليج السويس.
أضافت أن الطاقم اختار أيضا عدم الاعتماد على زوارق السحب فى القناة واكتفى بوجود مرشدين من الهيئة على متن السفينة، رغم وجود ناقلتى حاويات أصغر أمامها ضمن نفس القافلة استعانتا بالقاطرات.
وكشفت أنه رغم وجود مرشدين محليين على متن السفينة إلا أن قواعد القناة تنص بوضوح على أن القبطان ومالك السفينة ومستأجرها هم المسئولون عن أى حوادث.
ووفقا لبيانات بلومبرج بلغت آخر سرعة معروفة للسفينة قبل الحادث 13.5 عقدة فى الساعة 7:28 صباحًا، قبل 12 دقيقة من الجنوح، وهو ما يتجاوز الحد الأقصى للسرعة المسموح بها فى القناة والذى يتراوح بين 7.6 عقدة و8.6 عقدة فى الساعة.
وعندما بدأت السفينة فى الجنوح نحو الرمال زادت سرعتها لتصحيح موقعها لكن كان ذلك بعد فوات الأوان وهو ما أدى لاصطدامها بشكل أكبر بالشاطىء وغرس مقدمة السفينة فى الرمال بشكل أكبر.
لكن بيانات بيانات بلومبرج تظهر أيضًا أن سفينة ميرسك دنفر التي يبلغ طولها 300 متر والتي تسافر خلف إيفر جيفن سجلت أيضًا سرعة قصوى تبلغ 10.6 عقدة في الساعة 7:28 صباحًا، كما أن سفينة كوسكو جالاكسى الأصغر قليلا من إيفر جيفن والتى كانت أمامها أبحرت بسرعة مماثلة على الرغم من استخدامها زورق قطر.
ونقلت الوكالة عن قباطنة السفن والمرشدين المحليين أن الإبحار بالسرعات المذكورة التى تتجاوز السرعة القصوى المقررة ليست أمرا نادر الحدوث فى القناة.
تعليقا على تلك النتائج نقلت الوكالة عن أندرو كينزي، القبطان السابق الذي أبحر بسفينة شحن بطول 300 متر عبر قناة السويس وهو الآن كبير مستشاري المخاطر البحرية في شركة أليانز جلوبال كوربوريت أند سبيشيالتى “إنها قناة صغيرة ، والرياح قاسية للغاية ولديك هامش صغير جدًا للخطأ والعواقب الكبيرة في حالة حدوث أخطاء”.
أضاف لم يكن موقفًا لا يمكن فيه الإبحار، على الرغم من قوة الرياح بما يكفي لإغلاق الموانئ القريبة. واستخدمت بعض السفن القاطرات أو غيرها من المساعدات، بينما مر بعضها الآخر دون وقوع حوادث.
وقالت الشركة التى تدير السفينة، بينهارد شولت شيب مانجمنت، إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحادث كان بسبب الرياح ويجري تحقيق مكثف يشمل وكالات وجهات متعددة. وقال متحدث باسم الشركة إن ذلك سيشمل مقابلات مع القباطنة على متن الناقلة وجميع أفراد الطاقم.
وقال ثيولوجوس جامبيراكيس في بيت تجارة السلع ترافيجورا جروب في أثينا لبلومبرج إنه غالبا غالبًا ما تسافر أكبر السفن مع زورق سحب على مقربة شديدة ، وهو قارب مرافقة لتسهيل العبور.