من المتوقع أن يحصل مشروع بمليارات الدولارات للاستفادة من حقول البترول البكر فى جنوب شرق أفريقيا، على الضوء الأخضر نهاية هذا الأسبوع، مما يسلط الضوء على حقيقة غير مريحة بشأن صناعة الطاقة.
ورغم أن شركة «توتال»، الشركة الكبرى التى تقف وراء المشروع الجديد الممتد بين أوغندا وتنزانيا، تبذل جهودا حثيثة لبدء الانتقال إلى الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية، إلا أن الصناعة تبدو وكأنها غير عازمة على إنهاء شهيتها تجاه البترول فى أى وقت قريب.
وإذا تم قبول فكرة بلوغ الطلب على البترول ذروته بالفعل- وهو رأى مثير للجدل- فمن المتوقع أن يحرق العالم مئات المليارات من براميل البترول فى العقود القادمة، حسبما ذكرت وكالة أنباء «بلومبرج».
وهذا الأمر يحفز عمالقة الطاقة مثل «توتال» أو «رويال داتش شل»، بالإضافة إلى مئات من صغار المستكشفين الذين لا يزالون يعملون لمواصلة البحث، عن المكان التالى لنصب معداتهم الخاصة بالحفر والتنقيب.
وتعتبر شركة «بريتش بتروليوم»، ومقرها لندن، شركة البترول الكبرى الوحيدة التى قطعت شوطا طويلا فى الدعوة إلى إنهاء عصر نمو الطلب على البترول. فقد قالت خلال العام الماضى إن الاستهلاك قد لا يعود إلى المستويات التى كان عليها قبل الجائحة.
ومع ذلك، لا تزال بقية الشركات العاملة فى القطاع تتوقع عقدا آخر على الأقل من نمو الطلب، قبل أن تصل الحاجة العالمية للبترول إلى أقصى حد لها.
وحتى النظرة المستقبلية الأقل تفاؤلا الخاصة بشركة «بريتيش بتروليوم» تظهر عالما سيتم فيه استخدام كثير من البترول.
وقالت وكالة أنباء «بلومبرج» إنه حتى فى ظل سيناريو «بريتش بتروليوم»، حيث تتحقق الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050 وينخفض الطلب على البترول سريعا، سيظل العالم لديه شهية لـ 660 مليار برميل من البترول خلال هذه الفترة، وهذا ليس أقل بكثير من 880 مليار برميل المستهلكة خلال الثلاثين عاما الماضية، وفقا لتقديرات الشركة.
ويرجع ذلك التفاوت بشكل جزئى إلى أن معظم الشركات تتوقع التخلص من الغازات الدفيئة ليس من خلال تخلى العالم عن الوقود الأحفوري، لكن باستخدام تكنولوجيا التقاط وتخزين الانبعاثات أو من خلال زراعة الأشجار لإعادة امتصاص تلك الانبعاثات.
وفى سيناريو «العمل بشكل معتاد» الخاص بشركة «بريتيش بتروليوم»، الذى ينص على تحقيق تقدم محدود فى الاتفاق على تدابير جديدة لخفض الانبعاثات الكربونية، وبالتالى سيشهد الطلب على البترول نموا طفيفا أو لا يشهد أى نمو إضافي، فمن المقرر استخدام ما يصل إلى 1.1 تريليون برميل أخرى بحلول عام 2050.
ويفسر الحجم الهائل للطلب الذى تتوقعه شركات البترول فى مستقبل منخفض الكربون سبب استعداد شركة «توتال» لإنفاق ما يصل إلى 5.1 مليار دولار للتنقيب على طول الشاطئ الممتد لبحيرة ألبرت فى أوغندا وبناء خط أنابيب بطول 1443 كيلومترا (أى ما يعادل 897 ميلا) لنقل البترول الخام من أجل التصدير فى ميناء طنجة فى تنزانيا.
يذكر أن المشروع، المقرر أن يزداد إنتاجه عن مليار برميل، ليس سوى نقطة فى المحيط، مقارنة بمقدار البترول الذى تعتقد شركات البترول أنها لا تزال بإمكانها بيعه فى المستقبل.