توقع محللون ماليون للقطاع الاستهلاكى، أن يشهد العام الحالى انفراجة وتحسنا تدريجيا فى أداء شركات قطاع الأغذية والمشروبات بدافع عودة الحياة الطبيعية فيه بشكل شبه كامل، مع عدم وجود أية إجراءات احترازية حتى الآن مقارنة بالعام الماضى.
لكن أبرز ما مثل تحديًا أمام جميع الشركات، هو انتظام العمليات التعليمية بالمدارس والجامعات.
وقالت أمنية الحمامى، محلل القطاع الاستهلاكى بشركة نعيم لتداول الأوراق المالية، إن هناك مجموعة من المحفزات تدفع للتفاؤل بأداء قطاع شركات الأغذية والمشروبات خلال العام الحالى، أبرزها عودة الأنماط الاستهلاكية لمستويات شبه طبيعية مقارنة بعام تفشى الجائحة، وانخفاض حدة الإجراءات الاحترازية التى ظهرت خلال نهاية الربع الأول من العام الماضى.
وأوضحت أن انخفاض معدلات البطالة وفقدان الوظائف وتحسن تكلفة التمويل مع خفض أسعار الفائدة العام الماضى، يعد من أبرز محفزات نمو القطاع أو العودة على الأقل لمستويات ما قبل الجائحة فى الوقت الحالى، بالإضافة إلى زيادة الحد الأدنى للأجور والمعاشات بداية من يوليو المقبل، إذ من المتوقع أن يتم توجيه هذه الزيادة للاستهلاك الغذائى.
أضافت الحمامى، أن أبرز التحديات فى مواجهة الصناعات الغذائية حاليًا ارتفاع أسعار المواد الخام بعد تعافى الاقتصادات من آثار جائحة كورونا، مثل لبن البودرة وزيت النخيل والسكر ومواد التغليف، وهو ما قد تتغلب عليه الشركات بزيادة هامشية تدريجية فى أسعار المنتجات وإضافة منتجات جديدة أكثر ملائمة للمستهلك.
وكشف رامى الغزالى، مدير علاقات المستثمرين بشركة عبور لاند، أن الشركة أطلقت 9 أصناف جديدة من منتجى الجبن المخلوط «المفرودة» واللبن المُحلى، مع بداية العام الحالى، متوقعا أن تشهد إيرادات الشركة خلال العام الحالى زيادة مع عودة الحياة الطبيعية.
وأشار إلى أن السوق لم يعد حتى الآن لمستويات الطلب ما قبل الجائحة، لأسباب مختلفة، منها عدم انتظام الدراسة بشكلها الطبيعى الذى مازال يمثل تحديًا أمام سوق الصناعات الغذائية.
وسجلت الشركة صافى ربح بلغ 310.36 مليون جنيه منذ بداية يناير حتى نهاية ديسمبر الماضى، مقابل 295.28 مليون جنيه أرباحاً خلال العام السابق له 2019.
وارتفعت مبيعات الشركة خلال العام الماضى لتسجل 2.74 مليار جنيه بنهاية ديسمبر، مقابل 2.59 مليار جنيه خلال العام السابق له.
وذكر هانى برزى، رئيس مجلس إدارة شركة إيديتا للصناعات الغذائية، أن العام الماضى شهد تأثيرًا كبيرًا على شركات الأغذية نتيجة فترات الإغلاق والإجراءات الاحترازية، موضحًا أن الآثار الاقتصادية مازالت تظهر حتى الآن.
وأكد أن ثمة تحديات كبيرة حاليًا فى نقل المواد الخام للمصانع وعدم عودة الأنماط الاستهلاكية لطبيعتها بسبب انتشار الوباء محليًا ودوليًا، موضحاً أن تعافى السوق سيحدث بشكل تدريجى.
وذكرت بحوث بلتون فى تقرير لها، أن طلب المستهلكين بدأ فى الانتعاش خلال العام الحالى مع خروج الاقتصادات المحلية والعالمية من آثار عام الجائحة، وتوقعت انتعاشًا قويًا فى الإيرادات خلال الربع الأول تحديدًا.
كما توقعت بلتون أن تستمر شركة جهينة، فى تسجيل نمو قوى فى الأرباح خلال الربع الأول مدفوعًا بشكل أساسى بانخفاض تكاليف التمويل بنسبة %30 بعد خفض أسعار الفائدة)، على أن يظل هامش الربح الإجمالى (GPM) ثابتًا على أساس سنوى عند %30.5، منخفضًا من %33.5.
ورجح تقرير «بلتون» أن تشهد شركة دومتى للصناعات الغذائية، انخفاضًا بنسبة %19 على أساس سنوى فى صافى الربح إلى 26 مليون جنيه فى الربع الأول، مدفوعة بانكماش الهامش وانخفاض متوقع بنسبة %6 على أساس سنوى فى الإيرادات.
وأضافت أن أسعار المواد الخام الرئيسية المختلفة ارتفعت بشكل كبير فى الربع الأول من العام الحالى، لا سيما زيت النخيل الذى يمثل نحو 25 – %30 من تكاليف المواد الخام للجبن، والتى ارتفعت أكثر من %50 خلال الربع الأول.
وحققت دومتى، أرباحاً بلغت 157.97 مليون جنيه العام الماضى، مقابل أرباح بلغت 156.16 مليون جنيه فى 2019.
وبلغت مبيعات الشركة العام الماضى 2.99 مليار جنيه، مقابل مبيعات بلغت 2.66 مليار جنيه فى 2019.