«ما الذى يمكننى فعله وله أثر وذو مغزى أكبر من التبرع بالمال وإرسال شيك؟ وكيف أصبح محسنًا كل يوم؟»
سؤال طرأ على ذهنى، مع هذه الأجواء الروحانية، وفى ظل المسؤولية تجاه الكوارث والأزمات الصحية والاقتصادية.
ولأنى اشعر كالجميع بالحاجة المتزايدة لفعل شيء حيال هذه المشاكل، واذا لم يكن ممكنا لى كما هو ليس ممكناً للجميع تقديم مساهمة مالية فى كل مرة تقع فيها كارثة، فسأحاول عرض بدائل التبرع بالمال وتوضيح كيف أن التبرع بالمال هو أقل وسيلة يمكن أن تحدث بها فرقاً فى حياة الآخرين؟
فلدى كل منا «بنك من الموارد الشخصية».. لكن أولا أود الوقوف على تعريف العمل الخيرى ومعرفة هل هو مرتبط فقط بالتبرع بالمال؟ أم أنه مرتبط فقط بعالم الأثرياء الذين يتبرعون للفقراء؟
فالتعريف الحرفى للعمل الخيرى هو «حب الإنسانية»، وهو ببساطة الرغبة فى تحسين رفاهية الآخرين وهو شيء يمكن أن يفعله كل منا.
فالعمل الخيرى هو العطاء المخطط والمنظم ويمكن أن يأتى بأشكال عديدة، وليست جميعها نقدية.
ولكى أوضح ما أصبو إليه سأبدأ بطرح الإجابة على السؤال: «ما الذى يمكننى فعله وله أثر وذو مغزى أكبر من التبرع بالمال وإرسال شيك؟»
فى الواقع، هناك أشياء كثيرة واختيارات متعددة منها تقديم خبرتك ووقتك وخدماتك وصوتك وتأثيرك وبالطبع أموالك.
وأن تصبح «فاعل خير» يومياً، أمر سهل.. فقط يتطلب منك وضع خطة للطريقة التى تريد أن تستخدمها.
والأمر يتطلب منا التفكير فى الأصول الموجودة فى «بنك الموارد الشخصية» الذى يمكننا مشاركته مع الآخرين.
على سبيل المثال، امرأة تتبرع بثوبها القديم لشابة محتاجة له لحضور حفلة موسيقية.. شخص يقوم برعاية الحيوانات الأليفة للجنود أو النساء العاملات.. شخص يتبرع بالخلايا الجذعية لبنك الخلايا الجذعية أو يتبرع بالدم.. وآخر يمنح قرضا حسنا لأحد الشباب او السيدات المعيلات لبدء مشروع مدر للدخل.
وطوال الوقت، هناك مسارات مختلفة يمكن أن نسلكها فى خدمة الآخرين والقيام بعمل الخير.
و حيث أن لكل منا لديه فى الحياة ما يمكن أن يساهم به فى عمل الخير-بدلا من الأموال فنحن لدينا حوالى 12 كنزا يمكن أن تتبرع منه.
ولنبدأ.. إذ يمكنك استخدام جسمك سواء فى العمل لدى الآخرين ومساعدتهم وحتى التبرع بالأعضاء.. وحتى تبرع سيدة بحليب الثدى للأيتام الأفريقيين المصابين بالإيدز. استخدم أفراد عائلتك فى خدمة الناس.. استخدم جهاز الكمبيوتر الخاص بك فى مساعدة الطلبة الفقراء أو الأشخاص المحتاجين لتعليم أو دعم فنى.. استخدم مواهبك وقدراتك فى تعليم وتدريب وتأهيل ومساعدة الناس.. استخدم الأشياء التى تملكها من سيارة أو موتوسيكل أو نشاط تجارى أو حتى أمتعتك.. استخدم الأشياء التى تملكها ولا تستعملها فى منزلك والتى يحتاجها الاخرون.. استغل وقتك واعمل فيه للآخرين ووفر عليهم تكلفة توظيف احد للقيام بالأعمال.. استخدم مجتمعك وعلاقاتك وأصدقاءك الذين يمكنهم القيام بأشياء لمساعدة آخرين.. استخدم وعيك واهتمامك بقضايا محددة فى الدعوة وتحشيد الناس وأرسل مثلاً بريدًا إلكترونيًا للتوعية.
ويبقى فى الأخير استخدم «القليل من مواردك المالية» فى توفير بعض تكاليف او أعباء لأشخاص فى أشياء محددة مثل التعليم أو الصحة أو التأهيل.
فمن المهم أكثر من أى وقت مضى أن يتحد الناس والمجتمعات معًا لضمان استدامة الرفاه للجميع، وأن «تصبح محسنًا كل يوم» بالتأكيد سيجعل الأمر أسهل من أى وقت مضى.
بقلم / عاطف الشبراوى مستشار وزارة التضامن الاجتماعى للتمكين الاقتصادى وبرنامج فرصة