يجرى القطاع السياحى استعدادات مكثفة لاستقبال السياحة الروسية بالتزامن مع قرار الرئيس الروسى بعودة رحلات الطيران لكل المطارات المصرية.
وقال مسئول سياحى بارز لـ«البورصة» إن أبرز الاستعدادات تتعلق بالسلامة وتطبيق التدابير الاحترازية على أعلى مستوى وسيتم تطعيم نحو 31 ألف عامل فى النشاط السياحى قبل نهاية النصف الأول من مايو المقبل بمختلف المناطق السياحية.
وأضاف «خلال الأسبوع الماضى تم تطعيم نحو 10 آلاف عامل فى الفنادق وغيرها من الانشطة السياحية ونستهدف تطعيم كافة عاملى القطاع باعتباره قطاعا يدخل ضمن القطاعات التى تقع فى خطوط المواجهة مع فيروس كورونا».
وقال إن استئناف الرحلات الروسية لمصر بعد توقف لنحو 5 سنوات سينعكس ايجابا على متوسط الاشغالات بنهاية العام الجارى.
وبلغت التدفقات السياحية الروسية لمصر ذروتها فى عام 2014 وتجاوزت 3.1 مليون سائح لكنها تراجعت إلى 2.3 مليون سائح خلال 2015 عقب حادثة الطائرة متروجت والتى نتج عنها توقف الرحلات لمصر.
وقال الطيار محمد منار عنبة وزير الطيران المدنى ان مصر تستقبل أولى الرحلات الروسية بشرم الشيخ والغردقة خلال 10 أيام بعد استئناف حركة الطيران.
وأضاف عنبة فى تصريحات صحفية أن 9 مطارات مصرية حصلت على شهادة الأمان من الجانب الروسى بعد إجراءات التفتيش.
وتقدمت شركات روسية بطلبات لمصر للسماح بالهبوط بمطارى شرم الشيخ والغردقة خلال فبراير الماضى
وتوقع علاء عاقل رئيس غرفة الفنادق بالبحر الأحمر انتعاش الاشغالات السياحية فى المنتجعات والفنادق على ساحل البحر الأحمر مع بدء التدفقات الروسية خلال مايو المقبل.
وأضاف «الاشغالات الفندقية فى الغردقة ستواصل الارتفاع لتتجاوز %40 خلال شهور الصيف وقرب الاشغال التام من الطاقة الفندقية المسموح بتشغيلها خلال شهور الشتاء، ونفس النسب فى شرم الشيخ».
وسمحت وزارة السياحة للفنادق بتشغيل %50 من طاقتها التشغيلية واستقبال النزلاء بدءا من يوليو العام الماضى.
ولا يتوقع رئيس غرفة الفنادق بالبحر الأحمر ان تزيد وزارة السياحة نسب التشغيل فى الفنادق لمواجهة التدفقات السياحية المتوقعة قائلا «القطاع يهتم بالإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا..والفنادق تسابق الزمن لتطعيم العمال».
ورحب القطاع السياحى بعودة حركة الطيران كاملة بين كافة المطارات المصرية والروسية والذى تم إعلانه يوم الجمعة الماضى فى الإتصال التليفونى الذى تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسى من نظيره الروسى الرئيس فلاديمير بوتين.
وقال أحمد الوصيف رئيس إتحاد الغرف السياحية إن قرار عودة الرحلات الروسية توج جهودا مضنية بذلتها الدولة المصرية على أعلى مستوى فى هذا الملف وعلى مدار عدة سنوات.
وأضاف الوصيف أن عودة الطيران الروسى يؤكد أن المطارات المصرية على أعلى مستوى عالمى من الجاهزية لإستقبال الرحلات المختلفة من كل دول العالم.
وأكد الوصيف أن المنتجعات المصرية جاهزة لاستقبال السياحة الروسية حيث تم تطبيق الإجراءات الاحترازية بدقة منذ فترة فى كافة الفنادق والمنتجعات المصرية.
وأشار إلى أن الاتحاد ينسق مع وزارة السياحة والآثار والغرف السياحية الخمس لتشكيل لجان مشتركة تطوف المدن السياحية لمراجعة الأوضاع بالمنتجعات والتأكد من جاهزيتها التامة لاستقبال السياحة الروسية.
وقال الدكتور نادر الببلاوى رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة شركات السياحة إن القرار سيؤدى إلى طفرة سياحية كبيرة بالمقاصد المصرية فى أسرع وقت.
وقال إن الغرفة تراجع استعدادات شركات السياحة والنقل السياحى وغيرها لاستقبال السياحة الروسية التى كانت دائما فى المركز الاول بقائمة الدول المصدرة للسياحة الى مصر.
وأعلن الببلاوى أن اجتماعا سيتم عقده خلال أيام قليلة بين شركات السياحة المصرية العاملة فى السوق الروسى وهيئة تنشيط السياحة لبحث كافة الإستعدادات للعمل فى السوق الروسى وإزالة أية معوقات تواجه الشركات فى هذا الإطار.
وقال المهندس سامى سليمان، رئيس جمعية مستثمرى طابا ونوبيع، إن قطاع السياحة واجه تحديات كبيرة خلال فترة جائحة كورونا، لذلك فإن حرص الحكومة على استمرار دعمه سيعزز من قدرته على التعافى خاصة وأن بعض الفنادق تعثرت بسبب استمرار عمليات الإغلاق لالتزامها بدفع مستحقات العمالة والدولة.
وأضاف سليمان لـ«البورصة» أن موجة جائحة كورونا بدأت تتراجع فى العديد من الدول الأوروبية والعربية وفى مقدمتها مصر، الأمر الذى يتطلب مهاتفة باقى الدول التى تعتبر مصر من الوجهات السياحية الجاذبة لإرسال مواطنيها هى الأخرى.
كانت حركة الطيران بين البلدين قد توقفت إثر تفجير طائرة متروجيت الروسية فوق سيناء فى عام 2015 وهو ما أدى إلى مقتل كل ركابها البالغ عددهم 224 شخصا غالبيتهم من الروس، وهو ما حرم منتجعات البحر الأحمر من ملايين السياح الروس منذ ذلك الحين.
وقال عاطف عبد اللطيف عضو جمعيتى مستثمرى مرسى علم وجنوب سيناء، إن انخفاض أعداد إصابات كورونا فى مصر مقارنة بالدول الأوروبية سيجلب أعدادا كبيرة من السياح الأوروبين خلال الفترة المقبلة وفى مقدمتها روسيا.
وأضاف، أن السوق الروسى من أكبر الأسواق المصدرة للسياحة لمصر، لذلك فإن عودتهم خلال الفترة المقبلة، رسالة مطمئنة للعديد من الدول الأوروبية والآسيوية لإرسال مواطنيها منها دول كازاخستان وأوزباكستان.
وأشار إلى أن قطاع السياحة مرة بفترة قاسية بسبب تخوف عدد كبير من الدول من إرسال مواطنيها إلى أى دولة سياحية، وبالتالى فإن السماح لهم بالسفر خارج بلادهم يحتاج من الدول المستقبلة لهم تهيئة الأجواء لاستقبالهم مجددًا.
وتوقع عبداللطيف انتعاش حركة السياحة بشكل كبير، وهو ما يتطلب الاستعداد والتجهيز وتدريب العاملين بالقطاع السياحى والإسراع فى تطعيمهم والاستمرار فى تشديد تطبيق الإجراءات الاحترازية لضمان استقرار الوضع.