تجد صادرات الأغذية المصرية المتنوعة من الحاصلات الزراعية والصناعات الغذائية، فرصة جيدة فى السوق الليبية التى تستورد أغذية متنوعة بقيمة تتخطى 4 مليارات دولار سنويًا، وسط مساعى حكومية بين القاهرة وطرابلس لزيادة التقارب على المستوى الاقتصادى خلال الفترة الأخيرة.
قال على عيسى، رئيس جمعية رجال الأعمال، الرئيس السابق للمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إن التوجه نحو ليبيا على المستوى التجارى الاقتصادى يمثل واحدة من الخطوات الايجابية التى يجب أن نلتفت إليها فى الفترة الحالية.
أضاف أن السوق الليبية تستورد أغلب احتياجاتها من الأغذية عبر دول مختلفة حول العالم، ومع استقرار الوضع هناك ستتاح فرص عمل كبيرة على جميع الأصعدة.
وقالت وزارة الزراعة الأمريكية فى تقرير حديث لها عن أسواق الأغذية فى ليبيا، إن طرابلس تمر بمرحلة غير مستقرة على مستوى الإنتاج بشكل عام، وفى قطاعات الأغذية والحاصلات الزراعية على وجه الخصوص، مما يفتح الباب لزيادة الصادرات إليها .
وقدرت وزارة الزراعة الأمريكية، واردات ليبيا السنوية من الأغذية بما يتخطى 4 مليارات دولار سنويًا، منها نحو 1.7 مليار دولار أو (%42) سلعًا موجهة نحو المستهلك مباشرة.
وأشارت إلى استحواذ منتجات الدول الأوروبية على نحو %46 من واردات الأغذية الليبية.
كما تستورد ليبيا منتجات حبوب بقيمة تتخطى مليار دولار سنويًا، وسلعا وأغذية وسيطة بنحو 750 مليون دولار، ومنتجات زراعية بما يقارب 450 مليون دولار سنويًا.
ووفقًا للتقارير الدولية، تراجع حجم استيراد ليبيا من الأغذية من عدة دول منذ عام 2011، فى مقدمتها تونس، إذ انخفض حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى ما دون المليار دينار ليبى مقابل 3.5 مليار فى 2010، وهو ما فتح الباب أمام منتجات تأتى من أسواق أخرى.
أضافت وزارة الزراعة الأمريكية فى تقريرها، أن الزراعة تمثل %1.3 فقط من الناتج المحلى الإجمالى فى ليبيا، وتسببت 3 عوامل رئيسية هى التوترات السياسية فى السنوات الماضية، والتغيرات المناخية، ومحدودية الأراضى الصالحة للزراعة، فى انخفاض الإنتاج الزراعى فى ليبيا، والذى لم يلبى أكثر من %25 من احتياجات السكان السنوية فى 2018، وبالتالى ظهر اعتماد أقوى على المنتجات المستوردة.
وتابعت: «ليبيا سوق يُقدر بمليارات الدولارات، بداية من أغذية الأطفال والتركيبات واللحوم، واللحوم المجمدة والأجبان والمشروبات غير الكحولية والمركزات بخلاف الأطعمة الممتازة والمتخصصة».
وقال أحمد فرحات، رئيس شركة إكسترا جلوبال للحاصلات الزراعية، إن السوق الليبية واحدة من أهم الأسواق بالنسبة لمصر فى الفترة الحالية، إذ إنه من الناحية الجغرافية يتم تصدير المنتجات عبر الحدود برًا، وبتكلفة أقل من السفر إلى أسواق أخرى أبعد.
أضاف أنه إذا كانت أوروبا تستحوذ على %46 من السوق الليبية فى منتجات كثيرة، فإن لمصر فرصة كبيرة لتحل بديلا عنها، خصوصا على مستوى الحاصلات الزراعية الطازجة، والتى يمكن تسهيل عبورها بشكل دائم لتوفير احتياجات المستهلكين.
وقال شريف البلتاجى، رئيس شركة بلكو للحاصلات الزراعية، إن ليبيا لا تتمتع بالأرض الخصبة للتوسع فى القطاع الزراعى بشكل يتلاءم مع احتياجاتها من الأغذية، وكذلك لديها ندرة فى المياه، والوضع التصديرى لمصر فى منتجات عدة يسمح لها بتوسع حجم الأعمال فى طرابلس.
أوضح سعيد المشد، رئيس شركة وايت لاند للصناعات الغذائية، إن الشركة دخلت السوق الليبية قبل 4 سنوات، واعتبرها سوقًا واعدة تحتاج كثيرا من المنتجات فى الفترة المقبلة.
أضاف أن الشركة تهتم بالسوق الليبيى والأسواق المجاورة قبل النظر إلى الأسواق الأوروبية كأسواق معتادة لمصر، بهدف استغلال الفرص المتاحة بها خصوصا على مستوى النقل وقرب المسافة بين البلدين، وتسعى دائمًا للتواصل مع العملاء فى ليبيا عبر المعارض الدولية التى تتواجد بها، كما هو الحال بالنسبة لقارة أفريقيا بالكامل.
وتوقع المشد، مع تحسن الأوضاع فى ليبيا، أن تعود التجارة البينية بين البلدين إلى حال أفضل، خصوصا وسط الدعم الحالى من الحكومة المصرية ومبادرات التقارب المطروحة على الساحة.