الطن يرتفع أعلى من 8700 جنيه والطلب الصينى الضخم يفاقم المشكلة
حالة من التخبط تشهدها صناعة الأعلاف فى مصر منذ بداية أزمة فيروس «كورونا»، وتزيد حدتها بمرور الوقت مدفوعة بالأسعار التى وصفها البعض بأنها لم تعد مقبولة بالنسبة لسوق تربية الثروة الحيوانية.
وفقًا لمؤشرات الأسواق الحالية، بلغت أسعار الأعلاف مستوى قياسى جديدا لم تصل إليه قبلًا، إذ ارتفعت إلى 8700 جنيه كسعر الطن فى المتوسط.
أرجع متخصصون ارتفاع أسعار الأعلاف إلى القفزات التى طرأت على أسعار خامات التصنيع العالمية طوال الشهور الماضية، والأزمة التى سببها فيروس «كوفيد-19» فى عمليات الشحن والقرارات التى اتخذتها دول عدة بالغلق الكلى والجزئى.
قال ياسر النجار، تاجر أعلاف، إن أسعار خامات التصنيع فى زيادة مستمرة خلال الأسابيع الأخيرة، وبلغت أسعار الذرة الصفراء 5550 جنيهًا فى الطن، وكسب الفول الصويا 8450 جنيهًا فى الطن، بزيادة تصل إلى 500 جنيه فى الصنفين كمواد خام لتصنيع الأعلاف.
أضاف: السوق يمر بحالة تخبط كبيرة حاليًا، والأسعار الحالية غير مقبولة بالنسبة لمربى الثروة الحيوانية.
تابع: الشركات المنتجة والمسوقة تغير الأسعار بصورة شبه يومية، وكثير من شركات خامات التصنيع تمتنع عن إعلان أسعار البيع اعتمادًا على عدم استقرار أسعار البيع العالمية فى بورصة شيكاجو.
ويسبب عدم الإعلان عن الأسعار بصورة يومية حالة من عدم الاستقرار، ما يدفع البعض للبيع بأعلى من السعر الحقيقى، أو عدم وجود كميات للبيع للبيع حال اتجاه الأسعار العالمية للصعود المباشر، للاستفادة من الأسعار الجديدة.
قال أنور العبد، رئيس مجلس إدارة شركة الأهرام للدواجن، إن الأسعار العالمية لخامات التصنيع فى زيادة مستمرة، وتوقعات المواسم الجديدة للذرة والصويا ليست جيدة بعد، إذ أن تأثيرات الطقس السيئ سيؤثر سلبًا على الإنتاجية، وبالتالى انخفاض المعروض وارتفاع الأسعار.
أضاف: السوق يمر بحالة تخبط منذ بداية 2021، والجميع تخوف من تكثيف العمل حتى لا يقابل خسارة بسبب تراكم الكميات فى المخازن دون بيع حقيقى.
بلغت أسعار كسب الصويا أعلى مستوى لها عند 9100 جنيه فى الطن مع بداية العام الحالى، وكانت أسعار الذرة الصفراء قد تخطت 5500 جنيه وفى وقت سابق من العام الحالى.
تابع العبد: توجه الصين لشراء كميات كبيرة فى الشهور الماضية، مع بقاء توقعات سوق «بكين» متجهة نحو الزيادة، يدفع الأسعار باستمرار نحو الزيادة، وكلما انخفض المتاح للبيع ارتفاع الأسعار، والتكلفة فى المصانع المصرية هى المحدد النهائى، فى حين تحاول المصانع تحمل ما يمكن تحملة لبقاء السوق فى مستوى آمن.
كان موقع «فود بزنس نيوز»، قد نشر أن الطلبات الصينية مرتفعة على الذرة بالأخص هذا العام، ما سبب تفاقم الاسعار، بخلاف ضغط العوامل الأخرى الناجمة عن جائحة كورونا.
وكانت وزارة الزراعة الأمريكية قد توقعت فى تقريرها عن العرض والطلب للعام التسويقى 2020/2021، أن ترتفع واردات الصين من الذرة فوق 17 مليون طن، مقابل 9.9 مليون طن فى العام التسويقى السابق، أو بزيادة «130%».