يعاني سوق العمل في الولايات المتحدة من آلام متنامية مع إعادة فتح الاقتصاد بسرعة، فرغم شعور الاقتصاديين بالتفاؤل تجاه النمو المستقبلي، يواجه أرباب العمل تحديات في التوظيف، بالإضافة إلى اضطرابات في سلسلة الإمداد وارتفاع التكاليف.
وقد أظهر تقرير الوظائف الصادر عن وزارة العمل يوم الجمعة، أن الولايات المتحدة أضافت 266 ألف وظيفة في أبريل فقط، وهو أقل بكثير من المليون وظيفة التي توقعها الاقتصاديون.
كما أنه دون توقعات مزود البيانات العالمي “ريفينيتيف” البالغة 978 ألف وظيفة.
وتشير البيانات إلى أن التعافي من الوباء سيظل متقلبا في الأشهر المقبلة. فرغم ارتفاع فرص العمل، تقول الشركات إنها تواجه مشكلة في توظيف العمال بسبب المخاوف المستمرة من الإصابة بالفيروس ومسئوليات رعاية الأطفال وإعانات البطالة السخية وعوامل أخرى.
كما يشكل النقص العالمي في أشباه الموصلات، وارتفاع تكاليف المواد بشكل قياسي، واختناقات الشحن أيضاً عبئاً على سوق العمل، حسبما ذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”.
قال دانييل تشاو، كبير الاقتصاديين في شركة “جلاسدور”: “في نهاية المطاف، فإن أكبر عائق أمام التعافي الآن هو الوباء، وتقرير اليوم هو مجرد تذكير متواضع بأن الطريق إلى التعافي ليس طريقا مباشرا”.
وفي حين جاءت أرقام الوظائف في أبريل أسوأ من المتوقع، فإنها أظهرت مكاسب ذات مغزى في الترفيه والضيافة، بشكل أساسي في المطاعم، والتي كانت من بين الأكثر تضررا خلال الوباء.
كما تحسنت المشاركة في القوى العاملة، مما يشير إلى أن مزيداً من الأمريكيين يبحثون عن عمل، وثمة علامة إيجابية أخرى وهي ارتفاع متوسط الدخل في الساعة.
وأدت الاضطرابات المستمرة في سلسلة الإمداد إلى إعاقة بعض الشركات في أبريل، ويمكن أن تستمر في تشكيل عائق في الأشهر المقبلة.
كما انخفضت العمالة في قطاع التصنيع، ويرجع ذلك أساساً إلى فقدان الوظائف في إنتاج السيارات وقطع الغيار، وقد يكون ذلك بسبب إغلاق المصانع وانخفاض الإنتاج في معظم شركات صناعة السيارات، التي تضررت بشدة من نقص الرقائق العالمية.
وذكرت “بلومبرج” أن التحولات في سلوك المستهلك مع إعادة فتح الاقتصاد وتوزيع اللقاحات على نطاق أوسع، تفسر بعض خسائر الوظائف التي أعاقت إضافة أكثر قوة إلى كشوف الأجور.
كما أكد تقرير الوظائف أن الانتعاش لا يزال متفاوتا، خاصة بالنسبة للنساء والأقليات، إذ ارتفع معدل البطالة للعمال السود بشكل طفيف إلى 9.7%، وهو أعلى معدل بين أي مجموعة عرقية تم تتبعها. كما تم تسريح النساء من القوى العاملة الشهر الماضي وسط تحديات مستمرة تتعلق برعاية الأطفال وإعادة فتح المدارس.
وفي حديثه عن تقرير الوظائف، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه “من الواضح أن الاقتصاد لا يزال أمامه طريق طويل ليقطعه”، وأن التحفيز المالي لا يزال مطلوبا.
وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، مؤخراً، إن أي تغييرات في السياسة النقدية ستعتمد على شهور من التوظيف القوي.