رغم تسارع وتيرة الانتعاش الاقتصادى فى الولايات المتحدة، فقد خفَّض الأمريكيون قروض بطاقات الائتمان بمقدار 49 مليار دولار فى الربع الأول.
ويعتبر هذا تطوراً وصفه الباحثون فى البنك الاحتياطى الفيدرالى بأنه «مربك» و«هائل» فى سياق الانتعاش الاقتصادى.
وأظهر تقرير صدر مؤخراً عن بنك الاحتياطى الفيدرالى فى نيويورك، أنَّ إجمالى ديون الأسر الأمريكية سجل مستوى قياسياً يقدر بـ14.6 تريليون دولار فى الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021، بزيادة 0.6% على الربع الرابع من العام الماضى؛ حيث ظلت قروض الرهن العقارى قريبة من مستويات مرتفعة، وارتفعت أرصدة قروض السيارات والقروض الطلابية.
ومع ذلك، انخفضت أرصدة بطاقات الائتمان الأمريكية بثانى أكبر مبلغ فى سلسلة إحصائية تعود إلى عام 1999، ولم يتجاوزها سوى الانخفاض البالغ 76 مليار دولار فى الربع الثانى من العام الماضى؛ حيث أدى الوباء إلى إغلاق الاقتصاد الأمريكى، بحسب الاحتياطى الفيدرالى فى نيويورك.
قال باحثو الاحتياطى الفيدرالى فى نيويورك فى منشور عبر المدونة: «أحد التغييرات الأكثر إرباكاً فى أرصدة الديون هى تلك المتعلقة ببطاقات الائتمان؛ حيث يعتبر الانخفاض المسجل فى الربع الأول من العام ملحوظاً.. فهو يتناقض بحدة مع الانتعاش الجارى فى قطاع التجزئة فى ظل إعادة فتح الاقتصاد الأمريكى واستئناف السفر».
وساعد الانخفاض فى أرصدة بطاقات الائتمان على تعويض الزيادات فى أرصدة قروض السيارات وقروض الطلاب، الأمر الذى أدى إلى انخفاض الأرصدة غير السكنية بمقدار 18 مليار دولار عن الربع السابق، حسبما نقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
كما بلغت قروض الرهن العقاري، بما فى ذلك عمليات إعادة التمويل، ما قيمته 1.1 تريليون دولار، أى أقل بقليل من الرقم القياسى المسجل فى الربع الرابع من العام الماضى؛ حيث ارتفعت أرصدة الرهن العقارى بمقدار 117 مليار دولار لتصل إلى 10.2 تريليون دولار.
وحذر باحثو الفيدرالى فى نيويورك، فى منشور على المدونة، من أن التأثير «المتنوع وغير المنتظم» للوباء على الجهات المقترضة المستهلكة يعنى ضرورة تفسير انخفاض أرصدة بطاقات الائتمان لكن بحذر.
لكنهم أضافوا أن «أحجام مبيعات التجزئة المرتفعة تشير إلى أن ضوابط تحفيزية وبرامج تحمل وزيادة ثقة المستهلك والطلب المكبوت بإمكانها دعم الاستهلاك ومساعدة المقترضين على تقليل أرصدة الديون الباهظة الثمن».
ويبدو أن كلاً من الأسر ذات الدخل المرتفع والأسر ذات الدخل المنخفض كانت تسدد ديون بطاقات الائتمان، لكن الشباب الأصغر سناً كانوا يقترضون أكثر ببطاقاتهم الائتمانية فى الأشهر الأخيرة على عكس المقترضين الأكبر سناً، وفقاً لباحثى الاحتياطى الفيدرالى. ويعتقد الباحثون أن هذا الأمر يعكس، إلى حد ما، الاستجابة التفاضلية للمخاطر الناجمة عن الفيروس نفسه؛ حيث بدأ الشباب الأصغر سناً فى استئناف أنشطتهم الخارجية، فى حين أن كبار السن ظلوا على الأرجح حذرين بشأن المخاطر واختاروا البقاء فى المنزل.
فى الوقت نفسه، تراجعت حالات الإعسار المتعلقة بالقروض الاستهلاكية إلى ما دون مستوياتها فى بداية الوباء؛ حيث أشار الاحتياطى الفيدرالى فى نيويورك إلى أن 3.1% من ديون الأسر المعلقة كانت عند مرحلة ما من الإعسار، وهو ما يقل بنسبة 1.5% عن الربع الأول من عام 2020.