بعد إغلاق دام عدة أشهر، بسبب القيود المفروضة للحد من تفشي وباء كورونا، أعادت المطاعم في برلين ومعظم أنحاء ألمانيا فتح أبوابها أمام رواد المطاعم في الهواء الطلق خلال الأسبوع الماضي، وانتشرت طاولاتهم المطوية على الأرصفة.
لكن العملاء في العاصمة الألمانية التي تنتعش ببطء ليسوا هم المشكلة، بل إن المشكلة الأساسية تكمن في من سيخدمهم.
يعيق نقص الموظفين في جميع أنحاء أوروبا خطط إعادة فتح الفنادق والمطاعم والمقاهي، مما يهدد بعرقلة الانتعاش الاقتصادي المتوقع في ظل تسارع معدلات الحصول على اللقاح وتخفيف القيود الوبائية بشكل أكبر، وفقاً لصحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
ويقول بعض المديرين في القطاع إنهم قد يرفعون الأجور لجذب العمال، وهو الأمر الذي يزيد من الضغوط التضخمية قصيرة الأجل.
وأوضحت الصحيفة أن قطاع الضيافة يعاني مشكلات مماثلة في الدول الأخرى التي كانت أسرع في رفع إجراءات مكافحة الوباء.
ففي الولايات المتحدة، ألقي اللوم على إعانات البطالة المرتفعة في منع الناس عن العودة إلى العمل، في حين فقدت المقاهي البريطانية الموظفين القادمين من دول الاتحاد الأوروبي الذين عادوا إلى أوطانهم بعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.
أما في ألمانيا، فتمتلك المطاعم عدداً لا يحصى من النظريات المتعلقة بأسباب صعوبة العثور على الموظفين، بدءاً من العمال المهاجرين الذين غادروا بسبب الوباء ولم يعودوا بعد أو انتقلوا إلى قطاعات أخرى أو لديهم مخاوف بشأن فرض أطول للإغلاق أو الشعور بالإحباط من ظروف العمل.
وانخفض العدد الإجمالي للأشخاص العاملين في المطاعم والفنادق الألمانية من 2.4 مليون شخص قبل الوباء إلى نحو 2 مليون شخص في سبتمبر الماضي.
ومن بين هؤلاء العاملين، هناك ما يقرب من 600 ألف عامل كانوا لا يزالون مدرجين في برنامج مخططات الإجازة قصير الأجل الذي طُبق في البلاد في يناير الماضي.
وذكرت الصحيفة أن مشكلة العاملين في القطاع الذي أغلق بشكل كبير لسبعة أشهر أن العديد منهم يعملون لحسابهم الخاص أو في الوظائف الهامشية التي لا يدفعون بموجلها أي ضرائب ولا يتأهلون للإجازة.
وحتى أولئك الذين حصلوا على إجازة لم يتلقوا سوى ثلثي أجرهم، كما يتعين عليهم الصمود دون المكافآت الإضافية التي يكسبونها من الإكراميات والعمل الإضافي، ما يجعل كثيرين يضطرون إلى البحث في مكان آخر.
ومع ذلك، هناك تفاؤل بعودة الكثيرين إلى العمل مرة أخرى، فطبيعة العمل لا تتعلق بتكدس الأرفف بل بعمل الأفراد.
ورغم ركود سوق العمل، توقعت الاقتصادية في “أليانز”، كاتارينا أوتيرموهل، أن المطاعم والفنادق والمقاهي قد تواجه صعوبة في العثور على موظفين لبعض الوقت.
وقالت: “الأمر لا يتعلق بقطاع مستدام من حيث ما إن كان بإمكانه البقاء مفتوحا، ماذا لو ارتفعت مستويات العدوى مرة أخرى وكان لابد من إغلاق القطاع؟ قد يفضل الناس البقاء في وظائف أخرى”.