أمريكا قدمت مساعدات عسكرية لمصر بأكثر من 50 مليار دولار منذ عام 1978
كوهين: نقدّر أهمية الأمن المائي لمصر.. والولايات المتحدة تدعم جهود الحلول التفاوضية بين مصر وإثيوبيا والسودان
1.5 مليار دولار حجم استثمارات شركات الولايات المتحدة في مصر العام الماضى
العقارات والاتصالات والتصنيع والخدمات المالية قطاعات تبحث شركات أمريكية الاستثمار فيها بمصر
نقدر دور مصر في وقف إطلاق النار في غزة
عشرات الشركات الأمريكية سجّلت للمشاركة في معرض الدفاع المصري EDEX 2021
قال السفير الأمريكى بالقاهرة جوناثان كوهين، إن الولايات المتحدة تدعم جهود الحلول التفاوضية بين مصر وإثيوبيا والسودان لحل خلافاتهم حول سد النهضة، وتقدّر أهمية الأمن المائي لمصر.
أضاف كوهين، في مقابلة مع “البورصة”: “لتأكيد التزامنا بمعالجة هذه القضية، عيّن وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين السفير جيفري فيلتمان مبعوثًا خاصًا للقرن الأفريقي، وتتمثل إحدى مسؤولياته في قيادة جهودنا بشأن سد النهضة” .
أضاف كوهين أن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر أمر حيوي للدولتين وتمتد على مدى عقود، وكان التعاون عبر إدارات ثمانية رؤساء أمريكيين على أجندة واسعة بدأت بدور مصر الريادي في تعزيز السلام في الشرق الأوسط.
وقال ” خلال الفترة التي قضيتها في مصر، عملنا معًا بشكل وثيق على القضايا الإقليمية، والأمن البحري، وترويج التجارة والاستثمار، والقضايا البيئية، ومكافحة الإرهاب، والتعليم، والتبادلات الثقافية ومجموعة متنوعة من القضايا الأخرى”.
كما أكد الرئيس جو بايدن أن حقوق الإنسان ستكون في قلب السياسات الخارجية للولايات المتحدة مع جميع شركائها، بما في ذلك مع مصر ونحن منخرطون في نقاشات جادة رفيعة المستوى في هذا الصدد.
أضاف أن الولايات المتحدة تقدر الخطوات الأخيرة التي اتخذتها مصر لتحسين الحرية الدينية، بما في ذلك الموافقة على طلبات ترخيص الكنائس غير المسجلة وبناء كنائس جديدة، وتحسين احترام حقوق المرأة، ومكافحة ختان الإناث.
ووصف كوهين الإصلاحات الاقتصادية في مصر بأنها ” مثيرة للإعجاب” ، كما تتفق الولايات المتحدة مع صندوق النقد الدولي على أن الإجراءات المالية والنقدية الحكيمة التي اتخذتها مصر في الوقت المناسب استجابة لأزمة كوفيد-19ساعدت في حماية الاستقرار الاقتصادى وثقة المستثمرين.
أضاف “نتوقع نموًا اقتصاديًا قويًا في السنة المالية القادمة، ونعتقد أن الاقتصاد يمكن أن يتسارع أكثر إذا واصلت الحكومة جهودها لتحسين مناخ الأعمال” .
أوضح كوهين أن مصر تعد أكبر سوق لتصدير السلع والخدمات في إفريقيا للولايات المتحدة، ورابع أكبر سوق في الشرق الأوسط.
كما نمت التجارة الأمريكية المصرية بنحو 76% من 2016 إلى 2019، من أقل من 5 مليارات دولار إلى ما يقرب من 8.8 مليار دولار في 2019. بلغت الصادرات الأمريكية إلى مصر 5.5 مليار دولار في عام 2019، بزيادة 57% منذ عام 2016. وبلغت الصادرات المصرية إلى الولايات المتحدة 3.3 مليار دولار في عام 2019، أي أكثر من ضعف قيمتها في عام 2016، وفقا لكوهين.
أوضح أن ذلك النمو يعكس تركيز الإدارة الأمريكية على تسهيل الشراكات بين الولايات المتحدة والشركات المصرية وتعزيز التجارة الثنائية، ويوجد مجال لمزيد من النمو مع خروج البلدين من الوباء.
أوضح أن الشركات الأمريكية استثمرت 1.5 مليار دولار في مصر في عام 2020، مما جعل الولايات المتحدة خامس أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر في مصر العام الماضي ، وكانت فى المركز الثالث عام 2019.
وتتركز الكثير من الاستثمارات في قطاع النفط والغاز، لكن الشركات الأمريكية تستكشف قطاعات أخرى وتريد الاستثمار في العقارات والاتصالات السلكية واللاسلكية والتصنيع والخدمات المالية.
كما تحظى أكثر من 1400 شركة مصرية خارج قطاع النفط والغاز بدعم الاستثمار الأجنبي المباشر الأمريكي، مما يدعم عشرات الآلاف من الوظائف في مصر.
وذكر كوهين أن إجراء إصلاحات تيسير التجارة وإزالة الحواجز غير الجمركية أمام التجارة بما في ذلك الحواجز الإدارية والفنية مما يساعد على تحفيز نمو الصادرات المصرية.
أضاف كوهين أنه يمكن للشركات المصرية أيضًا استكشاف فرص تصدير منتجات وخدمات جديدة ذات قيمة مضافة. ويمكن للسياسات المحلية التي تشجع الابتكار وتبني التقنيات الجديدة أن تساعد الشركات المصرية على الاستفادة من الفرص الجديدة حول العالم.
وقال إن بلاده تشجع مصر على تحسين حماية حقوق الملكية الفكرية، باعتبارها قضية مهمة للشركات الأمريكية، بجانب ذلك توجد حاجة إلى مزيد من العمل لخفض التعريفات الجمركية والحواجز غير الجمركية، وتقليل الإجراءات البيروقراطية، وتسريع معاملات التجارة.كما أنه من المهم ضمان تكافؤ الفرص للقطاع الخاص عندما يتعلق الأمر بالمنافسة ضد الشركات المدعومة من الحكومة.
وبسؤاله عن تقييم الولايات المتحدة لدور مصر في وقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل، قال كوهين إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وجه الشكر في محادثته الشهر الماضي مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي على الدبلوماسية الناجحة والتنسيق بين مصر والولايات المتحدة لإنهاء الأعمال العدائية الأخيرة فى إسرائيل وغزة وضمان عدم تكرار العنف.
وبحث الرئيسان الحاجة الماسة لضمان وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين في غزة ودعم جهود إعادة البناء بطريقة تفيد كافة المواطنين وليس حماس.
كما نقل وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن تقدير الرئيس بايدن لدول مصر خلال لقائه بالرئيس المصري لجهود الوساطة المصرية الحاسمة ودعم وقف إطلاق النار.
وناقشوا سبل إعادة بناء غزة، ونتطلع إلى استمرار الجهود للمضي قدمًا نحو المفاوضات من أجل حل الدولتين.
وأوضح كوهين أن الولايات المتحدة قدمت لمصر أكثر من 50 مليار دولار من المساعدات العسكرية و30 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية منذ عام 1978.
أضاف أن “المساعدات العسكرية تدعم الأمن البحري والحدودي لمصر وحربنا المشتركة ضد الإرهاب، كما أعتقد أن هذا التعاون الوثيق سيستمر”.
قال كوهين إن عشرات الشركات الأمريكية سجلت للمشاركة في الدورة الجديدة لمعرض الدفاع المصري EDEX 2021.
أكد كوهين أنه تم تمثيل الصناعة الأمريكية بشكل جيد خلال الدورة الافتتاحية للمعرض عام 2018، ومازالت الولايات المتحدة تعمل على تحديد الأنظمة التي يمكن تقديمها في المعرض.
وبخصوص عودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس ومخططات الولايات المتحدة لزيادة التمويل المخصص للدول النامية (بما في ذلك مصر) من أجل التكيف مع تغير المناخ، قال كوهين إن المبعوث الرئاسي الخاص للمناخ جون كيري، دعا خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، إلى زيادة الطموح العالمي بشأن إزالة الكربون لتجنب العواقب الكارثية مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وشدد كيري على التزام الحكومة الأمريكية بمساعدة مصر في الوصول إلى التمويل والتكنولوجيا الخضراء واستثمارات القطاع الخاص الأمريكي لتحقيق أهدافها المناخية.
أوضح أن الولايات المتحدة ساندت مصر لمواجهة جائحو كوفيد-19 عبر التبرع بمليارات الدولارات ومئات الملايين من جرعات اللقاح لمحاربة الجائحة من خلال مبادرة كوفاكس، إحدى مبادرات منظمة الصحة العالمية.
أضاف :”التزمنا بالتبرع باللقاحات مباشرة للدول الشريكة مثل مصر. وفي أغسطس العام الماضي، تبرعت حكومة الولايات المتحدة ، من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ، بـ 250 جهاز تنفس لاستخدامها في وحدات العناية المركزة في المستشفيات المصرية”.
كما قدمت الولايات المتحدة الدعم والمساعدة الفنية لوزارة التضامن الاجتماعي، ووزارة الصحة والسكان، والهلال الأحمر المصري لدعم استجابتهم للوباء.
وبخصوص خطط الولايات المتحدة لتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين قال كوهين إن الولايات المتحدة قدمت لمصر ما يزيد عن 100 مليون دولار تم إنفاقها في الحفاظ على أهم المواقع الأثرية في مصر وحمايتها، مثل أبو الهول ومعبد كوم أمبو في أسوان وسراديب كوم الشقافة في الإسكندرية.
في الفنون والسينما والموسيقى والتعليم تقوم بتوسيع التبادلات الثقافية، وفيما يتعلق بالفنون ستشارك الولايات المتحدة مع Art d’Egypte التي ستجمع في أكتوبر أعمال الفنانين المعاصرين أمام منطقة الأهرامات التاريخية.
وفي مجال السينما، دخلنا في شراكة مع مهرجان الجونة السينمائي ومهرجان القاهرة السينمائي ، وسيتم هذا العام استضافة ورشة عمل لتصميم الأزياء لمصممي الأزياء المحترفين في الفيلم المصري.
أكد كوهين أن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر تُعد أمرًا حيويًا لكلا البلدين، ولا تزال روابطنا الاقتصادية والاجتماعية والصحية والسياسية والثقافية تزداد عمقاً، وهذا ما تسعى البعثة الدبلوماسية المؤلفة من 1700 شخص لتحقيقه منذ أن وصلت مصر قبل أكثر من عام ونصف.