ينظر مُصدرو الحرف اليدوية، إلى السوق الأفريقية باعتبارها فرصة واعدة خاصة أن المنتج المصري يحظى بسمعة طيبة، وهو ما يعزز تنافسيته، ويجب استغلال تلك الفرصة، ويقترح بعض المنتجين فى القطاع غير الرسمي تسهيلات إجرائية ومعاملات استثنائية لهم لمراعاة طبيعة القطاع وتشجيعهم على الإنتاج والتصدير تحت مظلة الدولة.
قال وليد الدقيشي، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات اليدوية، مُصدر منسوجات يدوية، إنه حال نجاح المشاركة فى المعارض الدولية الكبرى والمهمة سينتعش القطاع ، لذلك يجب أن يكون ذلك هو الهدف خلال المرحلة المقبلة، خاصة أن القطاع يعتمد بنسبة كبيرة على مبيعات المعارض واكتساب مشترين جدد من خلالها.
وأوضح الدقيشي أن المجلس التصديري يجب أن يُركز مجهوداته خلال المرحلة المقبلة على دراسات الأسواق واحتياجاتها بالتنسيق مع مكاتب التمثيل التجارى، خاصة الأسواق التى تعد فرصة واعدة للمنتجات اليدوية المصرية مثل السوق الأفريقية، والأوروبية.
وأشار إلى أن التصدير منذ بدء جائحة كورونا يعانى تقلبات شديدة، بسبب عدم وجود معارض خارجية وداخلية أيضًا، ونقص السيولة على المستوى العالمي كان له دور في ضعف الطلب.
وقال ياسر رحال، وكيل غرفة الصناعات اليدوية ومصدر زجاج، إن الظروف التي فرضتها الجائحة كان لها أثر كبير على الصادرات خلال الفترة الماضية، كانت الحاجة ملحة للبحث عن أسواق جديدة، خاصة السوق الأفريقى إذ تحظى المنتجات اليدوية المصرية بسمعة طيبة يجب استغلالها.
وأضاف رحال، أن الغرفة أعدت درسات حول السوق الأفريقي للاستفادة منها بالتنسيق مع المجلس التصديري منذ نحو 3 سنوات، بعد التواصل مع مكاتب التمثيل التجاري، و20 سفارة مصرية، للوقوف على احتياجات تلك الدول بشكل واقعي، وكانت الدراسة مبشرة باستعداد السوق الأفريقى لتقبل المنتج المصرى.
أوضح رحال أن الدراسة كشفت عن وجود شعبية وأرضية قوية للمنتج المصرى فى دول غرب أفريقيا، بفضل مجهودات فردية لتجار ومصنعين خان الخليلي وعدد من الحرفيين المصريين.
وتابع بأن الدراسة كانت تستهدف الوقوف على أقوى المعارض الأفريقية حتى تكون المشاركة فيها فعالة، وكذلك معارض الدول المحورية فى إقليمها الخاص.
وتطرقت الدراسة أيضا لسبل التوسع في السوق الأوروبي والاستفادة من تجارب بعض الدول العربية عبر إقامة معارض دائمة بالسفارات المصرية بالتنسيق مع الغرف التجارية الخاصة بكل دولة”.
أضاف أن هذه الدراسة لم تكتمل رغم أهميتها للقطاع بسبب غياب دعم المعارض الخارجية، وكان هناك نوع من أنواع الشراكة آنذاك، لذلك أعدتها الغرفة، ولكنها توقفت بسبب مشكلة تخصصية”.
واقترح الاستفادة بتجربة المملكة المغربية في دعم قطاع الحرف اليدوية، وتقسيم القطاع لشرائح فئات وتقديم الدعم اللازم لكل شريحة بحسب احتياجاتها، مُشددا على ضرورة التعامل مع الحرف اليدوية كونها تراث وسفير ثقافي لمصر وليس مجرد “بيزنس”.
وقال فريد رشدي، الذى يعمل بتصدير المنتجات اليدوية والتراثية وليس مُصنع، إن المعارض الدولية مهمة للغاية بالنسبة للقطاع بالذات، خاصة السلع الثمينة مثل التحف المصنعة من الأحجار الكريمة أو التماثيل المماثلة للتراث الفرعوني والإسلامي.
وأوضح رشدي أن تلك السلع التراثية تعتبر سفيرا ثقافيا لمصر عالميًا، لذلك يجب النظر لها بطريقة مختلفة ويتم دعمها للمشاركة في المعارض.
وأشار إلى أن السوق الأوروبي والأمريكي هو أبرز سوق للمنتجات التراثية والثقافية المصرية، نظرا لامتلاكهم القوى الشرائية التي تناسب تلك السلع فضلا على اهتماماتهم الثقافية بشكل عام.
وطالبت منال القرشي رئيس مجلس إدارة شركة كاندل مانيا، مُصدرة شموع، بإعادة النظر في القوانين المنظمة للتصنيع أو التصدير خاصة بالنسبة للمنتجات الحرفية، إذ أنها تحتاج معاملة خاصة، واستثنائها من شروط إصدار التراخيص التي لا تتناسب مع طبيعة أعمالهم.
وأوضحت أن طبيعة قطاع الحرف اليدوية غير ملوث للبيئة ويمكن استثنائه بشأن السماح له بالتواجد بالكتلة السكنية، لتسهيل التواصل بين عدة حرف مكملة لبعضها.
واقترحت إتاحة تسهيلات خاصة لإصدار تراخيص لمصانع القطاع، وتسهيل تحولهم من القطاع غير الرسمي إلى الرسمي، حتى يتمكنوا من الإنتاج والتصدير، خاصة أن القطاع غير رسمي يضم منتجين ناجحين ومنتجاتهم لها سمعة جيدة داخل مصر وخارجها.