اقتباسات:
تعتبر الشركات الفردية ضرورية لإنتاج حلول رائدة – مثل التطورات في علاجات السرطان والمسافة التي قطعتها “تسلا” في مسيرة السيارات الكهربائية.
يمكن للحكومات تحديد مجالات تكنولوجية معينة مثل أسر الكربون أو البطاريات الكهربائية أو لقاحات السرطان ودعوة الشركات للتقدم بطلب للتعاون في مشاريع محددة.
افتتاحية صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
خلال الحرب العالمية الثانية، لم يكن لدى الولايات المتحدة وبريطانيا أي مخاوف بشأن تجاوز مبادئ المنافسة العادية، وفي محاولة يائسة لتحسين دفاعاتها الجوية، أجبرت بريطانيا رائد الطائرات فرانك ويتل، على العمل مع روفر، ورولز رويس، ثم سلمت تصميمات محركاتها إلى الأمريكيين لإنتاج كميات كبيرة، وبعد كل شىء، كان مستقبل العالم على المحك.
ويستحق هذا المثال الدراسة اليوم مع شروع السلطات في حملة ضد السلوك المناهض للمنافسة من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى وشركات ضخمة أخرى، وتحتاج هذه المشكلات إلى معالجة، كما فعل الاتحاد الأوروبي مؤخراً في قضية رائدة بقيمة 875 مليون يورو ضد شركات صناعة السيارات الألمانية لتواطوئها في تأخير نشر تكنولوجيا الانبعاثات النظيفة.
لكن السلطات بحاجة أيضاً إلى التأكد من أن جهودها لا تثني التعاون الذي تشتد الحاجة إليه لحل المشاكل الملحة لتغير المناخ والصحة العالمية، وتعتبر الشركات الفردية ضرورية لإنتاج حلول رائدة – مثل التطورات في علاجات السرطان والمسافة التي قطعتها “تسلا” في مسيرة السيارات الكهربائية.
وتكون بعض المشاكل ملحة للغاية ولا تحتمل عملية التجربة والخطأ التي لا مفر منها، وأجبر كوفيد 19 بعض الحكومات على إعادة التفكير في نهجها تجاه المنافسة والسياسة الصناعية، وخلال الإغلاق الأول في بريطانيا العام الماضى، وجدت صناعة الألبان في المملكة المتحدة نفسها في أزمة لأنه عادة ما يكون لديها ثلاث سلاسل توريد منفصلة لا تتواصل.
وشهدت المزارع التي عادة ما تزود قطاع الضيافة المغلق انخفاضاً حاداً في الطلب، في حين لم تتمكن المتاجر الكبرى ومعالجات الألبان من الحصول على ما يكفي، لكنهم كانوا مرعوبين من العمل معاً لحل المشكلة لأن ثماني شركات سبق تغريمها 50 مليون جنيه إسترلينى؛ بسبب تحديد الأسعار، تم حل المشكلة في النهاية عندما منحت حكومة بريطانيا أعضاء القطاع إذناً خاصاً لإجراء استطلاع رأي للمنتجين ومشاركة النتائج حتى تتم موازنة العرض والطلب.
وفي الوقت نفسه، استندت الولايات المتحدة إلى قانون الإنتاج الدفاعي لعام 1950 لتسريع إنتاج اللقاح، ومنعت بشكل مثير للجدل تصدير الإمدادات الرئيسية، وطلبت من المصنعين تأجيل المنتجات الأخرى وحتى سلمت السيطرة على مصنع المورد إلى شركة جونسون آند جونسون بعد أخطاء دمرت ملايين الجرعات، وهذه دروس ينبغي تطبيقها على نطاق أوسع.
هناك عدة طرق للقيام بذلك إذ يمكن للحكومات تحديد مجالات تكنولوجية معينة مثل أسر الكربون (عملية أسرِ ثنائي أكسيد الكربون بهدف الوصول إلى إمكانية احتجازه تحت الأرض) أو البطاريات الكهربائية أو لقاحات السرطان ودعوة الشركات للتقدم بطلب للتعاون في مشاريع محددة، ويجب أن تكون الموافقات محدودة زمنياً، ولكنها قابلة للتجديد، ويجب على السلطات أن تطلب التدخل في قرارات الترخيص والتسعير، وقد يكون الخيار الآخر هو وضع عملية موافقات مسبقة التي من شأنها أن تسمح للشركات التي ترغب في التعاون بإخطار حكوماتها وتلقي التوجيه بشأن ما إذا كانت الحكومات ستعارض خططها أم لا.