اهتمام متزايد من قبل صناديق الأسهم الخاصة بشركات التكنولوجيا المالية
قالت شركة أبحاث الاستثمار «تليمر»، إنَّ عدد السكان الهائل الذين لا يتعاملون مع البنوك فى مصر والاقتصاد الذى يهيمن عليه النقد يقدم فرصة قوية لشركات التكنولوجيا المالية خاصة مع تحسن تدفقات التمويل للقطاع والدعم القوى من البنك المركزى.
أوضحت أن حوالى ثلثى سكان مصر ليس لديهم حساب مصرفى، وتغلغل الكاش فى الاقتصاد من بين أعلى المعدلات فى الأسواق الناشئة.
تابع: «فى الوقت نفسه، تعد كثافة التكنولوجيا المالية أقل بكثير من أى مكان آخر، ويشارك ما يقرب من نصف المشاركين فى الصناعة فى قطاع المدفوعات. لذلم تم تصنيفها كواحدة من أفضل الأسواق الناشئة فى مؤشر جاذبية التكنولوجيا المالية لدينا».
أضافت: «ومع تحسن البيئة التنظيمية ونظراً إلى المنافسة المحدودة، يجب أن تسجل شركات التكنولوجيا المالية الناجحة نمواً حاداً. وتشير صفقات التمويل الكبيرة فى القطاع مؤخراً إلى أن مستثمرى الأسهم الخاصة يشاركون هذا الرأى بشكل متزايد».
الشمول المالى المنخفض فى مصر فرصة مقنعة لشركات التكنولوجيا المالية
وذكرت «تليمر»، أنَّ الشمول المالى فى مصر ضعيف مقارنة بالأسواق الناشئة فنحو ثلث البالغين لديهم حسابات بنكية، مقابل ثلاثة أرباع عينة الأسواق الناشئة لديها. كما أن الوصول إلى أجهزة الصراف الآلى وبطاقات الائتمان منخفض أيضاً، وكذلك عدد فروع البنوك. ويعتمد الاقتصاد المصرى بشدة على النقد، فحجم النقود المتداولة (بالنسبة للودائع المصرفية) أعلى بكثير مما هو عليه فى الأسواق الناشئة الأخرى.
تغلغل التكنولوجيا المالية يتخلف عن الأسواق الناشئة المماثلة
وقالت إنَّ قطاع التكنولوجيا المالية فى مصر أصغر بكثير من الأسواق الأخرى، مقدرًة أن عدد شركات التكنولوجيا المالية التى تعمل بشكل فعلى (نسبة إلى حجم السكان) هو ربع النسبة فى كينيا وجنوب أفريقيا، وأقل بنحو 50% من النسبة فى فى نيجيريا.
سيطرة المدفوعات على التكنولوجيا المالية فى مصر
وتهيمن على عالم التكنولوجيا المالية فى مصر شركات المدفوعات التى تشكل 48% من إجمالى النشاط (مقابل 32% متوسط الأسواق الناشئة).
وبدأت البنوك الرقمية أيضاً فى جذب الانتباه؛ على سبيل المثال، جمعت شركة Telda مؤخراً 5 ملايين دولار فى جولة تمويل ما قبل التأسيس.
«المركزى» يدفع نشاط التكنولوجيا المالية فى مصر
أشارت إلى أن إنشاء منصة فينتك- مصر، من قبل البنك المركزى المصرى فى عام 2019 وتضم 3 مشاريع أساسية هى ساند بوكس، الذى يوفر مؤقتاً مساحة اختبار افتراضية لشركات التكنولوجيا المالية فى ظل بيئة تنظيمية محددة، وكذلك منصة فينتك- هاب التى تعتمد على التكنولوجيا وتعمل كمتجر شامل لجميع شركات التكنولوجيا المالية، ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية لهذه المبادرة فى إنشاء الروابط، والتى يمكن أن تعزز الشراكات عبر شركات التكنولوجيا المالية.
والمشروع الثالث هو صندوق الابتكار فى التكنولوجيا المالية، ودوره توفير التمويل الضرورى لبناء نظام بيئى سليم لبدء التشغيل.
ويخطط البنك المركزى لإطلاق أداة استثمارية بقيمة مليار جنيه مصرى (65 مليون دولار أمريكي) لدعم شركات التكنولوجيا المالية. سيتم تأسيسها من خلال الأذرع الاستثمارية للبنوك التجارية.
تمويل الشركات الناشئة فى مصر ينمو بقوة.. لكن التكنولوجيا المالية متباطئة
فى عام 2020، حققت الشركات الناشئة فى مصر تمويلاً قياسياً لرأس المال المخاطر بقيمة 190 مليون دولار، وسجل حجم تمويل رأس المال الاستثمارى معدل نمو سنوياً مركباً لمدة 5 سنوات تجاوز 100%. ومع ذلك، انخفض عدد صفقات من 133 فى عام 2019 إلى 114 فى عام 2020، وأرجعت ذلك إلى التحديات التى فرضها فيروس كورونا.
وأشارت إلى أن التكنولوجيا المالية استحوذت على 8% فقط من إجمالى تلك التمويلات أى 15 مليون دولار أمريكي، وتعد تلك النسبة أقل بكثير من متوسط 23% فى أفريقيا.
لكن التقرير ذكر أن شركات التكنولوجيا المالية بدأت تجذب مزيداً من التمويلات مؤخراً ضارباً مثالاً بأبرز الصفقات بينها «باى موب Paymob» التى حصدت 15 مليون دولار و«تيلدا Telda» (الخدمات المصرفية الرقمية، 5 مليون دولار أمريكي)، و«دايرة» المتخصصة فى الإقراض، 3 ملايين دولار.
عوامل النجاح الرئيسية لشركات التكنولوجيا المالية فى مصر
ورصد التقرير آراء 23 شركة تكنولوجيا مالية فى مصر، حول أبرز عوامل نجاح النشاط فى مصر وتمثلت بشكل أساسى فى أن مستويات الاختراق المالى منخفضة جداً، ما يعنى أن هناك سوقاً مستهدفاً كبيراً، بجانب وجود فرص لإبرام شراكات استراتيجية تسهم فى تنويع مزيج منتجاتها، وتحسين جودة خدماتها و/ أو توسيع قاعدة عملائها.
أوضح: «على سبيل المثال، دخلت (باى تابس PayTabs) فى شراكة مع Visa لتقديم حلول قبول الدفع اللاتلامسي، وأطلقت شركة رصيدى محفظتها الرقمية من خلال شراكة مع بنك الشركة المصرفية SAIB، وتطبيق خزنة مع بنك أبوظبى الإسلامى-مصر، ودخلت فاليو فى شراكة مع ماستركارد ومستشفى السعودى الألمانى لتقديم برامج الدفع بالتقسيط لتعزيز القدرة على تحمل تكاليف الرعاية الصحية».
التوسع الجغرافى وتقديم منتجات جديدة على رأس أولويات الشركات
وقالت 15 شركة رصد التقرير آراءها أن أولوياتها خلال الفترة المقبلة تتمثل فى التوسع الجغرافى ليمتد نشاطها إلى إفريقيا وتقديم منتجات جديدة، وكذلك الاستثمار فى البنية التكنولوجيا، وتحسين تجربة المستخدم والدخول فى شراكات استراتيجية.
وقال التقرير إن شركة «كريديت جو» تسعى للتوسع فى السوق الأفريقى، فيما تستهدف شركة Liwwa المتخصصة فى الإقراض إطلاق خدماتها فى تركيا وإثيوبيا.
وذكر أن تقديم منتجات وخدمات جديدة من بين أولويات شركات التكنولوجيا المالية فى الحصول على حصة أكبر من محافظ عملائها، ومن المحتمل أن تكون فى قطاعات ذات مستويات منخفضة من المنافسة.
ما أبرز التحديات التى تواجه شركات التكنولوجيا المالية فى مصر؟
وأشار التقرير إلى أنه رغم الفرص الهائلة لا تزال معظم شركات التكنولوجيا المالية فى مصر فى المراحل الأولى من التطور، واعتبر أن الاقتصاد غير الرسمى العقبة الرئيسية، إذ يعمل به أكثر من نصف القوى العاملة فى مصر ما يرفع مستوى استخدام النقد فى الاقتصاد المصرى.
أوضح أن الوضع يزداد حدة فى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، التى يبلغ عددها حوالى 2.5 مليون وتوظف ثلاثة أرباع القوة العاملة. تفضل هذه الشركات التعامل نقداً لعدة أسباب، تشمل التهرب الضريبى.
كما تعد الثقافة المالية أحد التحديات، فوفقاً لمسح ستاندرد آند بورز، فإن 27% فقط من سكان مصر لديهم ثقافة مالية، وهو ما يُعرَّف بأنه معرفة بأحد هذه المفاهيم الأربعة: 1) تنويع المخاطر، 2) التضخم، 3) الفائدة البسيطة، 4) الفائدة المركبة.
«فورى» تفتح شهية الشركات للاكتتاب العام
وأشار إلى اعتزام شركات مثل اى فينانس، وابتكار القابضة وأمان القابضة للطرح فى البورصة خلال عام إلى عامين.
أوضح التقرير: «لم يكن هناك العديد من الاكتتابات العامة الأولية فى مجال التكنولوجيا المالية فى مصر سابقاً، لكن الأداء القوى لشركة فورى منذ طرحها فى أغسطس 2019 يشجع الشركات الأخرى على التفكير فى الإدراج العام».
أضاف: «وذلك شأنه أن يوسع الفرص المتاحة للمستثمرين فى الأسهم المدرجة ويوفر فرص الاستثمار قبل الاكتتاب العام للأسهم الخاصة».