المهندس: تعثر المصانع لا يقتصر على الشق المالي وإنما لافتقادها التطور التكنولوجي
القاضي: يجب ضمان تصنيع كميات كبيرة من المستلزمات محليًا لتغطية الاستثمارات
جابر: قطاع الطباعة والتغليف متعطش للاستثمار في الورق الأبيض و”التتراباك”
عبد الحميد: نحتاج معارض سلبية للرخام والجرانيت بهدف تحقيق التواصل المباشر
الجزايرلي: متبقيات المبيدات في المحاصيل تضر بسمعة الصناعات الغذائية
قالت قيادات الغرف باتحاد الصناعات المصرية، إن توطين صناعة مستلزمات الإنتاج يحتاج لسوق يستوعب تلك المنتجات ويتيح القدرة على التسويق حتى يؤتي التوطين ثماره، بجانب تحقيق التكامل بين الصناع وربطهم ببعض من خلال المعارض السلبية غير الهادفة للربح.
أكد رؤساء الغرف، على وجود فرص استثمارية عديدة في هذا المجال، فضلا عن أن كثيرا من المنتجات النهائية مازالت لا تغطي احتياجات السوق بالكامل، وإنتاجها محليا يحد من الفاتورة الاستيرادية
قال محمد المهندس رئيس غرفة الصناعات الهندسية، إن الغرفة تلعب دورا في تحقيق التكامل بين الشعب المختلفة، خصوصا أن لديها شعبة للصناعات المغذية بإمكانها خدمة باقي الشعب.
أضاف أن الغرفة ترصد احتياجات المصانع من مستلزمات الإنتاج وتتيح هذه البيانات للغير، لبحث إمكانية إنتاجها محليا من مصانع أخرى .. الأمر الذي يقلل الواردات تدريجيًا، ويوفر العملة الصعبة، ويُشغل المصانع المتعثرة.
وأوضح أن تعثر بعض المصانع لا يقتصر على الشق المالي فقط، بل هناك مصانع تتعثر لافتقادها التطور التكنولوجي أو القدرة على مواكبة أحدث صيحات التكنولوجيا، وأخرى تتعثر بسبب ضعف طاقتها الإنتاجية مقارنة بمصنع أجنبي مُصدر لمصر، مما يضعف تنافسية المحلي وعدم قدرته على التسويق.
وذكر المهندس، أن معرض “صناع مصر” وهو لا يهدف للربح، وكان يقام قبل جائحة كورونا العالمية أنه يساهم في عملية ربط الصناع ببعضهم البعض، وتعريفهم بالمنتجات المصرية، حتى تتم عملية التكامل البيني، وهو معرض هام نسعى لإعادة إحيائه.
وقال عبد المنعم القاضي، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات ، إن الشرط الأول والأهم لتصنيع مستلزمات الإنتاج محليًا هو وجود سوق وطلب يسمح بعملية التصنيع، من خلال إعداد دراسة جدوى للسوق.
كما يجب تصنيع كميات كبيرة من المنتج تسمح بتغطية الاستثمارات التي تم ضخها من قبل المستثمرين، وتوجيهها للسوق المحلي أو التصديري حال وجود طلب خارجي أيضًا.
أضاف أن 80 شركة تورّد منتجاتها الأصلية إلى الشركات المحلية، ويمكن أن يتم التوجه لتصنيع تلك المنتجات في مصر بدلًا من استيرادها من قبل تلك الشركات.
وأهم المنتجات التي يمكن تصنيعها محليًا هي الكراسي والزجاج.
وتابع القاضي الذي يرأس شركة القاضى للخراطيم والمواسير، أن مبيعات قطع غيار السيارات ارتفعت خلال الفترة الماضية بعد أن عانت لأشهر من التأثر بفيروس كورونا.
وقال أحمد جابر رئيس غرفة الطباعة والتغليف باتحاد الصناعات، إن القطاع بحاجة إلى ضخ مزيد من الاستثمارات في صناعة الورق الأبيض الذي يستخدم في الكتب والكراسات والكشكول والمطبوعات بمختلف أنواعها، خصوصا أن مصر تستورد نحو 60% من احتياجات استهلاك السوق.
وأشار إلى وجود شركة واحدة حاليا منتجة للورق لدورة تصنيعية كاملة وهي شركة قنا للورق ، وذلك بعدما تحولت شركة إدفو من تصنيع ورق الكتابة إلى ورق الكرافت الذي يستخدم في الأكياس الورقية ومنتجات التغليف.
أضاف جابر، أن الصناعات الغذائية تعتمد على استيراد مواد التعبئة (تتراباك) المستخدمة في الألبان والعصائر، مؤكدًا أهمية توجيه الشركات المحلية للاستثمار في هذا المجال أو جذب استثمارات أجنبية لها.
وأوضح أن قطاع الورق ومواد التغليف (تتراباك) يحتاج إلى استثمارات ضخمة وتكنولوجيا تصنيعية عالية، فضلا عن قطاع الأحبار، إذ يتم استيراد 50ـ 60% من استهلاك السوق.
ولفت إلى أن الغرفة لديها دراسات فنية جاهزة عن حجم احتياج السوق لخامات التعبئة (تتراباك)، وهي متاحة للشركات التي ترغب في الاستثمار في هذا القطاع لتلبية احتياجات السوق.
ومن جانبه، قال المهندس أحمد عبد الحميد رئيس غرفة مواد البناء باتحاد الصناعات، إن قطاع مواد البناء لا يجد صعوبة في توفير الخامات ،إذ يتوافر غالبيتها محليا نظرا لغنى مصر بالثروات الطبيعية بالأحجار والرمال والطفلة والمحاجر.. لكن ثمة صعوبة في توفير قطع غيار الماكينات في خطوط إنتاجها المستوردة من الخارج ونسبة صغيرة من مدخلات الإنتاج.
وأكد عبدالحميد، أهمية إقامة معارض سلبية؛ لتستعرض كل شركة الأجزاء والخامات وقطع الغيار التي تحتاجها، إذ تحتاج صناعة السيراميك والرخام إلى القواطع والسنفرة وغيرها من أدوات وقطع غيار للماكينات من الخارج.
وأوضح أن المعارض السلبية ستتيح للشركات المحلية معرفة احتياجات السوق وخلق تواصل مباشر بين المصنعين لإحداث تكامل في الصناعة المحلية وتقليل الفاتورة الاستيرادية.
ولفت إلى أن نسبة المكون المحلي في منتجات الخام والجرانيت تسجل 80%، في حين يتم استيراد 20% من باقي المكونات ومدخلات الإنتاج من الخارج.
وقال أشرف الجزايرلي، رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية، إن الزيوت من أهم مكونات ومستلزمات الإنتاج التي يجب التوسع في تصنيعها بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة.
وطالب بالتوسع في الإرشاد الزراعي والتعامل الآمن مع بقايا المبيدات، إذ إن أي منتج غذائي يحتاج إلى فترة أمان بين رش المبيد وجمع المحصول.
وتابع: “عدم احترام تلك الفترة بين الرش والجمع، يؤدي إلى وجود بقايا مبيدات مضرة بالصحة في المحصول النهائي، ومن ثم في المنتجات النهائية للقطاع”.
وأكد الجزايرلي، أهمية تشديد الرقابة من قبل الجهات المعنية لمنع استخدام المبيدات الحشرية المحظورة.