قدرت قيمة شركة «فى تيكس» (VTEX) بـ3.5 مليار دولار فى إدراج عام أجرى خلال شهر يوليو، بعد أن نجح مديروها التنفيذيون والمصرفيون فى استقطاب المستثمرين فى أكثر من 50 اجتماعاً.
وبدلاً من تسجيل آلاف الأميال الجوية والتسجيل فى الفنادق الجذابة، اعتمدت الحملة التسويقية لمجموعة التكنولوجيا البرازيلية على حل أقل بريقاً وهو مؤتمرات الفيديو.
لقد أوقفت الجائحة العروض الترويجية، التى كانت ذات يوم سمة مميزة لزيادة الديون والأسهم المعروفة بوجبات الغداء الكبيرة ووتيرة محمومة من الاجتماعات، التى كانت تعقد على مدار أيام متعددة وتمتد عبر المدن فى جميع أنحاء العالم.
ويقول المصرفيون المختصون فى الديون والأسهم فى الشركات المالية الكبرى، إنه بعد تفشى الوباء انتهت أيامهم المليئة بالسفر فى سعيهم لجمع المال بشكل مفاجئ.
وبعيداً عن الحداد على زوال الجولات الترويجية، يبدو أن المصرفيين والمستثمرين، وحتى بعض المديرين التنفيذيين فى الشركات، يستعدون لتقبل الطريقة الجديدة لفعل مثل هذه الأمور، حسبما ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.
وأوضحت الصحيفة أن إتمام الصفقات عبر الإنترنت وعبر مكالمات الفيديو يعتبر الوسيلة الأسرع والأرخص عموماً، وهذا يعنى أن المديرين التنفيذيين للشركات أمضوا وقتاً أقل فى الطائرات وفى الاختناقات المرورية ووقتاًً أطول مع المستثمرين المحتملين، كما كان الحال بالنسبة لشركة «فى تيكس».
وقالت ليز باير، التى أسست «كلاس فى جروب» (Class V Group) منذ 15 عاماً تقريباً لتقديم المشورة للشركات التى تتطلع لطرح أسهمها للاكتتاب العام: «إنه شىء لم يكن بمقدورهم فعله من قبل. يحسب لهم أنهم عقدوا اجتماعات أكثر من أى شركة عملت معها على الإطلاق».
يذكر أن باير أمضت عقدين من العمل كمستثمرة ومصرفية ومديرة تنفيذية فى عمليات الاكتتاب العام، فضلاً عن أنها كانت جزءاً من الفريق الذى طرح شركة «جوجل» للاكتتاب العام فى عام 2004.
وقالت كريس إسرائيلسكى من «إيماجينيشين» (Imagination)، وهى وكالة لتصميم التجارب؛ حيث عملت على أكثر من 800 اكتتاب عام، إنه عندما طُرح «فيسبوك» للاكتتاب العام فى عام 2012، حدث تحول ما، إذ كانت هذه المرة الأولى التى يتم فيها تنظيم حملة ترويجية عبر شبكات الإنترنت، وتم إنتاجها بشكل صحيح، لتصبح مكملة لما تم إنجازه على أرض الواقع.
منذ ذلك الحين، استثمرت العديد من الشركات فى العروض التقديمية عبر شبكات الإنترنت، لكن قيمة الإنتاج واسع النطاق لأمثال الظهور الأول للشركة الصينية «تينسينت ميوزيك إنترتينمنت» (Tencent Music Entertainment) فى عام 2018- مع عروض تنفيذية شخصية فى أربع مدن حول العالم- لم تتوقف تماماً حتى مارس 2020.
تعليقاً على ذلك، أوضحت إسرائيلسكى، أنَّ «الأمر تحول بشكل كبير، فقد كان يتحول قبل الوباء لكنه تسارع بعد ذلك».
بالنسبة للبنوك، عادةً ما تدل العروض الترويجية الافتراضية على توفير كبير فى التكاليف؛ حيث تتحمل الشركات قدراً أكبر من تكلفة الإنتاج عبر الإنترنت.
وقال بيير لابوم، رئيس أسواق رأس المال فى الولايات المتحدة لدى بنك «بى إن بى باريبا» فى نيويورك، إنَّ المناسبات والفعاليات التى تُعقد على أرض الواقع كانت باهظة التكلفة.
وحتى الحملات الترويجية البسيطة، يمكن أن تصل تكاليفها بسهولة إلى مئات الآلاف من الدولارات؛ حيث تتحمل نفقتها مجموعة البنوك المعنية، وفقاً للمصرفين.
كذلك، أدى الاستخدام المتزايد للجولات الترويجية الافتراضية إلى تقليل مقدار الوقت الذى تستغرقه للحصول على زيادة فى حقوق الملكية والديون على حد سواء؛ حيث استغرق الأمر هذا العام 11.8 يوم فى المتوسط منذ الإعلان عن صفقة قرض لتمويل عملية شراء شامل بالدين إلى عملية تخصيص الديون للمستثمرين، وهذه أقصر فترة مسجلة للبيانات منذ عام 2010، عندما كان المتوسط أقرب إلى 21 يوماً، وفقاً لبيانات «إس آند بى جلوبال ماركت إنتيليجنس».
بالنسبة لعمليات تمويل الديون رفيعة المستوى، فهى الحال مثل العديد من عمليات الشراء الشامل المدعومة من شركات الاستثمار المباشر، كانت الإدارة العليا تقوم فى السابق بجولة فى المدن الكبرى لمدة تصل إلى عشرة أيام قبل عودتهم إلى الشركة لإبرام الصفقة.
وفى عام 2016، عندما كانت الأرجنتين تتقدم لأول مرة فى أسواق الديون بعد أن تخلفت عن السداد قبل ذلك بأكثر من عقد من الزمان، أرسلت فريقين من صناع السياسات إلى خمس مدن على مدار خمسة أيام.
وأشارت «فاينانشيال تايمز» إلى أن التحول إلى الواقع الافتراضى ساعد فى عقد المزيد من الصفقات، مع تسجيل أرقام قياسية فى عام 2020 لكل من إصدار الديون وحقوق الملكية.
كما أن مصرفى أسواق رأس المال أصبحوا فى طريقهم لتسجيل أرقام قياسية مرة أخرى هذا العام.
وتقول إسرائيلسكى، إنَّ بعض المديرين التنفيذيين كانوا يخططون للعودة إلى العروض الترويجية التى تعقد وجهاً لوجه، لكن العديد من المشاركين فى الصناعة يتوقعون أن تكون هذه العروض أصغر حجماً وأكثر استهدافاً لزيادة إنتاج الوسائط الرقمية، فيمكن أن يكون هناك أشخاص يعتقدون أنهم أكثر إقناعاً على الصعيد الشخصى، وأن شركاتهم أو منتجاتهم يتم تقديمها شخصياً بشكل أفضل.
بينما ديفيد جيتزلر، وهو رئيس أسواق رأس المال فى الولايات المتحدة فى مصرف «سوسيتيه جنيرال»، يقول: «لا أعتقد أننا سنعود لذلك، فلا أحد يريد العودة لذلك، فنحن تبنينا جميعاً نظاماً جديداً».