ورحل بدوى شلبى شهيد صاحبة الجلالة، الإنسان عفيف اليد واللسان، بهى الطلعة طيب المعشر لين الجانب حسن الخلق، والذى كان مثالاً يحتذى به فى التواضع والوفاء والبشاشة والنبل وسمو الأخلاق.
فليست المحبة بعدد السنوات أو الشهور أو الأيام حتى يتعلق الأشخاص فى قلوبنا وأذهاننا بل بعدد المواقف وما أخفت السرائر لكل حبيب بشئ مكنون داخلها من إخلاص ووفاء ومودة.
والمؤلم عندما يفرقنا الموت عن أغلى الأحباب ولا ندرك حجم حضورهم فى حياتنا حتى نفقدهم فجأة فندرك حجم الفراغ الذى تركوه وراءهم وتخوننا المشاعر فى وداعهم وتختلط الدموع بالآهات فى التعبير عن ألم فقدهم.
ولأن فى الموت مواعظ وعبر فسأؤثر البكاء فى صمت عليك يا بدوى بكل صدق من أعماق قلبى كونه صبرى وعزائى الوحيد خاصة عندما سكنت القلب دون مقدمات فى وقت قصير.
وتقيدنا الحروف أيضاً عن وصف الفراق كعجزها عن وصف الحب فبعد رحلة عمر أمضاها الوفى الصديق بدوى شلبى إلا أنه رحل رحلة القدر المكتوب الذى تتألم منه القلوب وتذرف الدموع وتتعطل الجوارح وتذوب الأكباد حتى تسيل.
وتجرعنا مرارة الفقد وآلام الفراق وسيبقى عزاؤنا فيك هو الحب الذى تركته فى قلوبنا فعلى فراقك نثرنا دموع الأوفياء وعزاؤنا أنك تصالحت مع الموت كما تصالحت مع الحياة وستبقى فى ذاكرتنا خالدة أيامك الجميلة.
وسندعو لك فى مرقدك بأن يؤنس الله وحدتك وأن ينزلك منزلا مباركاً وأن يلهم أهلك وأحبابك وأصحابك الصبر والسلوان وأن يجمعنا بك فى مستقر رحمته ودار كرامته فى مقعد صدق عند مليك مقتدر.