مهما أكتب وأقول عمرى ما هقدر أوفيك حقك ولا هقدر أقول كل اللى جوايا ربنا وحده بس اللى يعلم ما فى قلبى لك ومش قادر أتخيل هيجى اليوم اللى أكتب فيه الكلام ده ولا إن مش هشوفك تانى ولا هسمع صوتك تانى ده انت صاحبى وأخويا من أول يوم ليا فى الكلية وأنت معايا فى الشغل معايا فى أى حاجة فى حياتى فى حزنى وفرحى فى كل حاجة معايا.
أول حد بيكلمنى يهنينى أو يواسينى.. جاى تسيبنى دلوقتى وتمشى بسرعة البرق.. خلاص مش هشوفك تانى مش هتضحكنى تانى.. دى رحلة عمرها أكتر من 22 سنة كان أول لقاء ما بينا لسه فاكره بكل تفاصيله لسه فاكر وأنت بتنده عليا زى عادتك باسمى الثنائى اللى أنت الوحيد اللى كنت بتندهلى بيه لسه فاكر وأنت بتنده وتقولى يا أسامة ياقاضى تعالى أنا حاجز لك مكان جنبى.
من أول ما اتكلمت معاك من أول يوم قابلتك فيه كنت حاسس أن لقيت صديق العمر أخويا التالت لآخر يوم كنت بكلمك وأسمع أنفاسك وصوتك خافت مش واصل لأذنى من كتر تعبك وأقول هيعافر وهيعدى وربنا هينجيه منها لأنى عارفك كنت قوى قد ايه وبتتحدى أى صعب مكنتش أى حد، وعارف مدى تعبك وشقاك فى الحياة دى علشان تحاول تعمل لك اسم فى الصحافة اللى درسناها، كان نفسك توصل لأبعد نقطة فى المجال ده، ودايما عندك هدف وطموح أنك توصل وتعلى اسمك مهما كانت العقبات.
فاكر آخر مكالمة لك معايا قبل تعبك تقولى يا أسامة يا قاضى شوف لى شقة جنبك أنا عاوز أجى أعيش جنبك وأنا من خيبتى أرد وأقولك يابنى انت ورايا ورايا فى الكلية وفى الشغل وبنتك رونزا فى نفس المدرسة مع تالين وكمان عاوز تيجى تسكن جنبى، ترد وتقولى بحبك يا أخى ده أنت فى كفة وكل صحابى فى كفة تانية.
ولما تتعب أكلمك علشان أجيلك تقولى ماتجيش غير لما أخف خايف عليا لا أتعدى.. كنت دايما بتقول احنا متغربين وهنرجع بلادنا فى صناديق وصدقت والله زى ما يكون قلبك كان حاسس إنه هيحصل.. كان نفسك تفرح ببناتك وكنت بتكافح علشانهم وعلشان زوجتك فى رحلة قاسية كنت بتعافر فيها بكل قوة يا حبيبى.
كده يا أخويا تسيبنى أكمل الرحلة دى لوحدى طب ازاى.. أنا مكنش بيعدى يوم غير وتكلمنى يا تبعت لى رسايل.. ده انت كنت أطيب قلب وأحن حد عليا والله العظيم.. انت الوحيد اللى كنت بتضحكنى من القلب كنت كفيل انك تغير أى حاجة مضايقانى وتقلبها لهزار وضحك وتخرجنا من الهم والحزن.
لما المرض اتمكن منك اتصل عليك وأنا منهار انت اللى تقولى اجمد ده أنا كويس وزى الفل وانت يا وجع القلب مش قادر تاخد نفسك من شدة التعب اللى عندك.. خلاص كده يا بدوى سيبتنى ومشيت خلاص يا اخويا الرحلة اللى بدأناها سوا بتنتهى بسرعة كده.. عزايا ان كنت آخر حد من أصدقائك وأصحابك اللى تكلمه وأن شوفتك قبل ما توارى الثرى واسلم عليك يا حبيبى.. استعجلت يا بدوى بس هى كده الحياة وهى دى الدنيا وهى دى حكمة ربنا سبحانه وتعالى الطيبون يرحلون سريعاً.
اللهم إنى أشهدك وأنت أعلم ولا أزكيه عليك سبحانك أنه كان باراً بأهله وبأصحابه وأنه كان سائراً سباقاً فى الخيرات ولا أملك له إلا الدعاء بأن تغفر له وترحمه وتجعله فى أعلى درجات الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلا خيراً من أهله واجعل قبره نوراً واجعله روضة من رياض الجنة اللهم اعف عنه وارزقنا الصبر الجميل على فراقه وبارك اللهم فى ابنتيه رونزا وروهان واحفظهما واجعلهما شفعاء له يوم القيامة.
سامحنى يا أخويا لو قصرت يوم معاك..