قد يأتيك الموت فجأة.. يسرق عمرك.. يُرمّل زوجك.. يثكل أمك.. يُيَتّم طفلك.. لا عزيز عند الموت.
الحياة أصبحت مخيفة يا صديقى.. لا أعلم من منا سينعى الآخر.. جهز رثاءك عنى وسأكتب رثاءك.. ربما أنا القادم أو أنت.. وربما يكون عزيزاً جديداً.. لا نموت حين نلفظ أنفاسنا الأخيرة.. نموت مرات ومرات.. نموت ببطء مع كل فقد.
حين نفقد عزيزاً يموت جزء بداخلنا، ثم تتوالى الأجزاء مع كل فقدٍ حتى يكتمل الموت، فيتسلمك الموت ميتاً.
بدوى شلبى.. كان يملأ الدنيا صخباً وبهجة وضجيجاً.. كان لا يكف عن الضحك والهزار.. لا أحد يستطيع إيقاف بهجة بدوى وصوته العالى المفعم بالحياة.. لا أحد يستطيع أن يجعل بدوى ساكناً هادئاً، إلا الموت.. فقط الموت.
الموت غدار وقاسٍ لا يناسب طبيعتك يا صديقى.. لكن أمر الله نفذ.. لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا غالب لأمره.. سبحان من له الدوام.
نُرثيك يا صديقى ونرثى أنفسنا، فلا أحد يشعر أنه بعيد عن الموت.. دنيا فانية.. لا تستحق الصراع والغضب.. لا تستحق الكره والحقد.. لا تستحق أى شىء يحول بينك وبين سلامك النفسى واستعدادك للحظة غدر من موت قد اقترب.