“لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”.
الموت حق على كل حى، فحين يأتينا هذا المصاب الجلل فى من نحب تختلف ردود أفعالنا معبرة عما تختلجه صدورنا من الحزن والأسى ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميتُ الأحياء.
قد يرى البعض أنهم على قيد الحياة، من وجهة نظرهم مظلومين من غدر حبيب وخيانته لهم بالرغم من عمى أبصارهم وبصيرتهم والتى لطالما عبرت بداخلهم عن شعور ينتابهم بزيف المشاعر وضعف أنفسهم وقسوة قلوبهم.
وفجأة ودون سابق إنذار ترى من هم أحياء القلوب طيبى النفس بوجوههم البشوشة المعبرة عن ما بداخلهم يرحلون فى صمت وما بين ذلك وذاك بُعد السماء عن الأرض.
مصابنا عظيم وحدث جلل عندما فجأة نفقد أخاً وسنداً غالياً كان جميلاً ودوداً وضاحكاً مستبشراً بالخير يهوّن على كل من حوله أخى وسندى وتوأم الروح الأستاذ بدوى بك شلبى، ابن الشرقية الأصيل الكريم العفيف المحب للخير.
نعم بدوى بك شلبى لقب يستحقه بعفويته وتلقائيته وضحكته فهو من استطاع أن يجمع عليه الكل من حب واحترام ومساعدة الجميع وبشاشته وابتسامته الجميلة.. كان رحمة الله عليه يساعد الجميع بكل حب استطاع بدوى شلبى فى آخر أربع سنوات أن يضع اسمه فى سجل الموهوبين فى بلاط صاحبة الجلالة ولمَ لا، بنيته الصادقة بحبه وإخلاصه فى العمل ودعوة أم أشرف التى طالما دعت له بحب.
استطاع بدوى أن يتربع على عرش صاحبة الجلالة بأعماله عذراً لكل المنافسين هم زملائى وأحبائى ولكن كان وسيظل الرقم الأهم والأكبر فى قطاع العقارات فى مصر بل والوطن العربى “بدوى شلبى”.
قبل دخوله المستشفى بأيام قليلة كنا معاً نتحدث عما فات ونسترجع ذكريات مضت ونخطط لما هو آت فقد عرفته منذ 2012 ومنذ عام تقريباً لم نفترق يوماً إما بمكالمة هاتفية طويلة وجميلة تعلو فيها ضحكاتنا معاً تنتهى بيلا بقى قوم صلى الفجر وتحديداً فى هذا اليوم استأذن بدوى بك بالخلود إلى النوم فى بيتى فطبعاً يا مرحبا لطالما فعلنا ذلك وقبل الفجر بساعة وجدته يدخل غرفتى ويستأذن بالنوم بجوارى ويالها من حماقة لم أكن أتخيل أو أفهم أنه يريد التقرب وظهرت عليه أعراض المرض وشعر بحرارة مرتفعة وأنا أقول له شوية برد والسلام ولم أكن أعلم أنها “كورونا” الملعونة أحضر الدواء وقلت له هيا توضأ لصلاة الفجر فقام وصلى الفجر.
فى الصباح ذهبت للعمل وعندما عُدت إلى المنزل قال لى سأغادر إلى منزلى فقلت له انتظر سوف أحضر الغداء ونتناوله معاً، وكان رحمة الله عليه من المعتقدين بأنى أُجيد تحضير الطعام، ولكنه هذه المرة رفض وأستأذن بكل أدب أن يذهب إلى بيته؛ لأنه يشعر بالتعب لم أكن أتخيل أبداً أنها المرة الأخيرة التى سأرى فيها أخى وتوأم روحى بدوى بك شلبى.
رجعت إلى الإسكندرية مسقط رأسى وبعدها عرفتُ أنه دخل المستشفى، ولكنى لم أستطع التحرك والذهاب إليه؛ لأنه بعدها بيومين تمكنت منى الملعونة “كورونا” ودخلت على أثرها أنا أيضاً المستشفى لكن بفضل الله كانت حالتى مستقرة، وخفف الله عنى، ثم بعدها عرفتُ أن حاله توأمى تأخرت ودخل العناية المركزة، وتوالت الأيام إلى أن جاء خبر وفاته كالصدمة فى فقدان من تولى بنفسه تخفيف همومى وأحزانى وأوجاعى.
أشهد الله أمامكم أنه من كان يخفف عنى البعد عن أهل بيتى وبناتى لمدة عام كامل كان يقول لى ما أنت بتتعب عشانهم اصبر وربنا هيكرمك ويرزقك أنا بحبك أنت أخويا والله وإللى أنت عايزه تحت أمرك، حتى متاعبى فى العمل كان يساعدنى فيها بكل ما أوتى من قوة دون طلب مصلحة أو شىء ودائماً يقول لى أنت أخويا وأنا بحبك وأشهد الله أنى أُحبك يا بدوى بك لم أر منك سوى كل الخير، لا أنسى أفضالك، ولا أنسى كلماتك الرقيقة من أجل تخفيف ألم الغربة والشوق إلى الأهل والأحباب ولمَ لا وبدوى بك شلبى هو أصل الحب وكلماته على السوشيال الميديا كثيرٌ منها يدل على ذلك.
• خليك جدع مع الناس محدش واخد منها حاجة
• لطف الرد يُبنى قصوراً من الود
• واجعلنى خفيف على قلوب الناس فيقولون إننا نحب رؤيته
• والله يا جماعة نفسى أقابل كل الناس وده شرف ليا ربنا يحفظكم جميعاً
• أحبك فى الله أفضل ما تسمعه أُذنك من كلمات ناس لا تعرفهم
وغيرها كثير، نعم هذا أخى وتوأم روحى بدوى بك شلبى، المحب لكل من عرفهم عذراً يا من تنافستم معه فى هذه المهنة لن تصلوا إلى ما وصل إليه أخوكم بدوى أحبكم جميعاً وساعد الكل ولم يبخل على أحد وهو الآن بين يدى الله الواحد الأحد الفرد الصمد، لا نملك له سوى الدعاء بأن يسكنه الفردوس الأعلى برحمته وأن يتغمده فسيح جناته، وأن يربط على قلب والدته وزوجته ويجعل الصلاح والفلاح فى بناته رونزا، ذات الأربع سنوات ونصف، والصغيرة روهان ذات السنة ونصف والذى حارب الفقيد من أجلهما.
أجمل ما قرأت لأختتم به كلامى عن أخى وتوأم روحى بدوى بك شلبى ويظل الحنين فى قلبى للأبد أعاهد الله أمامكم أنى لن أنساك يا أخى وتوأم روحى
عند موتك سيحبك الجميع فجأة
وسيسامحك الحبيب بلا عذر
ويغفر الصديق غيابك
سيعلمون كم كنت جميلاً
ولكن فى الوقت الخطأ
فلا فائدة من قبلة اعتذار على حبيب فارقنا وغادر الحياة
استلطفوا بعضكم وأنتم أحياء
امحوا الخطأ لتستمر المحبة
ولا تمحوا المحبة من أجل الخطأ
فالشوق بعد الموت لا يطاق
“وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتُلِ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّاكِرِينَ” آل عمران/ .144
اللهمَّ إنا نسألك جنه الخلد بإذن الله والفردوس الأعلى برحمتك يا أرحم الراحمين لأخى وسندى وتوأم روحى عبدك بدوى شلبى.
سلام الله عليك.. ووعد بلقاء قريب عند حوض نبينا ومصطفانا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.