منذ أن علمت بخبر وفاة الزميل بدوى شلبى، ويتردد فى ذهنى مقولة العراب أحمد خالد توفيق «الموت يختار ببراعة.. يختار الأنبل والأشجع».. تلك كانت صفاته رحمه الله.
منذ الوفاة تمر فى ذهنى صورته، وهو مبتسم وبشوش، استحضر صوته فى أذنى، وهو يمازح كل من فى المكتب، أتذكر حديثه لى وهو يقول «انتى شاطرة أوى يا فاطمة سيبك من قسم البورصة وتعالى اشتغلى معايا عقارات، وعلى فكرة أنا بعزك، عارفة بعزك أد إيه».
أتساءل: «أد إيه يا ريس»!.. يجيب مازحاً: «لدرجة إنك الوحيدة من الجورنال اللى بعتلك طلب صداقة على فيس بوك، ده حدث تاريخى إن بدوى شلبى يبعت طلب صداقة لحد».
الموت غير المتوقع قاسٍ، وموتك لم يكن يخطر على بال أحد، آهٍ لو رأيت حزن محبيك وأصدقائك عليك، حتى من لم يكن له علاقة بك قد تأثر برحيلك.
لقد بات خبر نعيك «تريند» على صفحات التواصل الاجتماعى، من كثرة محبيك، ومن يحبه الناس يحبه الله.
أعتقد أنك الأن لا تبالى بكل هذا، تصور لى مخيلتى، أنك أكثر راحة وتنعم فى جنة الخلد بعد رحلة حياة قاسية قهرتها بضحك وسخريتك.
كنت أتساءل دوماً.. لماذا نكتب رثاء لشخص مع أن المرثى نفسه لا يقرؤه، حتى تيقنت أن الكاتب يرثى نفسه أولاً قبل أن يرثى فقيده.
وها أنا أرثى نفسى وزملائى داعين المولى أن يتغمدك برحمته ويسكنك فسيح جناته ويرزقك مكانة الأنبياء والصديقين والشهداء.