انتعش جزء كبير من قطاع صناعة مواد التعبئة والتغليف، لكن منتجى الكرتون المضلع ما زالوا يعانون من الآثار السلبية لجائحة كورونا التى رفعت أسعار الخامات محلية أو مستوردة.
قال عصام صفوت، رئيس مجلس إدارة شركة “كايرو باك” المتخصصة في مجال الطباعة والتغليف مواد غذائية، إن تأثير كورونا كان محدودا بشأن استمرار الإنتاج في مصنعه، لأنه يعتمد في التوريد على شركات التصنيع الغذائي، وهى من المنتجات الاستراتيجية وتم استثنائها خلال حظر التجوال وعملت بأقصى ممكنة وقتها.
وأضاف صفوت، أن تأثير كورونا السلبي ظهر في التصنيع بسبب الإغلاق في العديد من الدول المنتجة للخامات سواء في الصين أو الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية، ومازالت أسعار خامات البلاستيك متذبذبة، مثل البولي بروبلين والبولي إيثلين وهي خامات تنتج محليا بالإضافة لخامات مستوردة.
وتابع أنه لا توجد رؤية مُحددة بشأن الأسعار خلال المرحلة المقبلة، إذ أنها أصبحت تتحدد يوميًا وليس حسب فترة زمنية بعينها، وهي مسألة تُربك حسابات التكلفة داخل المصانع المعتمدة على خامات البلاستيك.
وتمتلك الشركة مصنعا مساحته 2500 متر مربع، يوجد به خط إنتاج واحد ويضم 10 ماكينات تحقق تكامل الإنتاج دفعة واحدة، بطاقة إنتاجية 190 طنا شهريا، وقيمتها الاستثمارية تبلغ نحو 20 مليون جنيه.
وقال صفوت، إن شركته استفادت من مبادرة البنك المركزي الخاصة بتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة بـ 5% في بداية المشروع، وتستفيد حاليا الشركة من مبادرة تمويل القطاع الصناعي بفائدة 8%.
وأضاف أن المبادرة ساعدت الشركة على تدبير السيولة اللازمة لها في وقت صعب عانى السوق خلال من ندرة السيولة ترقبا لأي مستجدات سلبية بسبب جائحة كورونا العالمية.
وأشار إلى أن سوق التغليف الغذائي بالمواد البلاستيكية لن يتأثر سلبا بدعوات التحول للتغليف الورق والاستغناء عن البلاستيك، لصعوبة استخدام الورق في عديد من الأصناف الغذائية خاصة المجمدات والمنتجات السائلة، كما أن تضمن توفير مدة أطول للمنتجات المعبأة.
قال أحمد فرحات الرئيس التنفيذي لشركة النيل للمنتجات الورقية، إن الشركة تعمل في السوق منذ 10 سنوات وتورد لشركات إدارة الفنادق، ولكن مؤخرًا أطلقت الشركة علامة تجارية تطرح بمنافذ البيع للمستهلك النهائي.
وأضاف فرحات، أنه تم إنتاج كل أصناف المناديل الورقية باسم العلامة التجارية الجديدة، وخلال جائحة كورونا تم التوسع في إنتاج المناديل والأكواب الورقية، والتي سيتم زيادة إنتاجها خلال المرحلة المقبلة بعد إضافة ماكينتين ومطبعتين جديدتين مخصصتين لهذا الغرض، لمواكبة زيادة الطلب.
ويقع مصنع الشركة في المنطقة الصناعية بمدينة 15 مايو على مساحة 1500 متر مربع، ويضم نحو 8 خطوط إنتاج، وتستهدف الشركة ضخ استثمارات جديدة في قطاع الورق والتغليف.
وأشار إلى أن سوق الأكواب الورقية شهد ارتباكًا شديدًا خلال جائحة كورونا، بسبب الاستيراد العشوائي للأكواب الورقية أو ماكينات تصنيعها، عندما اتجه تجار الأزمات للاستفادة من زيادة الطلب على الأكواب الورقية، وهو ما أربك السوق وقتها ولكن الأمور استقرت حاليا.
وذكر أن السعر قبل جائحة كورونا وبعدها ثابت حتى بعد ما زاد الطلب، أما عن زيادة الأسعار التي تزامنت مع بداية الجائحة كانت استغلالا لارتفاع الطلب وليس لارتفاع تكلفة الإنتاج، و الفترة الحالية، فإن ارتفاع أسعار الخامات يرجع لزيادة تكلفة الشحن من الصين، إذ زاد سعر الشحن إلى 7000 دولار فى الحاوية الواحدة، مما أثر على سعر الخامات.
وتطرق إلى أن الشركة اتجهت لشراء الخامات من الأسواق الأوروبية لمواجهة ارتفاع الأسعار من الصين.
وقال إنه يتم حاليا دراسة بعض طلبات التصدير إلى بعض الدول العربية والأفريقية، إذ يوجد طلب كبير في هذه الأسواق وسيتم ذلك تحت العلامة التجارية الجديدة للشركة، بينما كان يتم التصدير خلال الفترة الماضية من خلال التصنيع للغير.
وتستهدف الشركة المشاركة في بعض المعارض الخارجية في دبى والمغرب لبحث الفرص التصديرية المتاحة.
وأضاف أن الحملات التي أطلقتها وزارة الصحة في مختلف أنحاء العالم ساهمت في زيادة الطلب على المناديل بشكل كبير، ورفعت الوعي الصحي لدى مختلف الطبقات والفئات.
وقال محمد السيد مدير مبيعات بشركة توب باك المتخصصة في صناعة الكرتون المضلع، إن الشركة لها مصنع في مدينة دمياط الجديدة على مساحة 8000 متر مربع، يوجد به خط إنتاج واحد مميكن بالكامل بطاقة إنتاجية تصل إلى 3000 طن شهريًا، ولم يستغل بنسبة 100%، بإجمالي استثمارات نحو 15 مليون جنيه.
وتابع أن الفترة الماضية شهدت ركودًا ، لأن المنتج يتم توريده للمصانع ونظرا لتخفيض الطاقات الإنتاجية بالمصانع خلال جائحة كورونا، تراجع الطلب على الكرتون المضلع.
وأشار إلى أن الخامات المستوردة تمثل نحو 40% من مدخلات الإنتاج التى يعتمد عليها قبل جائحة كورونا ولكن انخفضت تلك النسبة إلى أقل 20% بعد الجائحة، لمواجهة ندرة الخامات العالمية وارتفاع أسعارها.
وذكر أن العديد من الخامات المستوردة نجحت الشركة في الوصول لبديل محلي لها، ولكن مازال السوق المصري يفتقد بعض الخامات مثل الكرتون “الفيرجن”، المستخدم في تخزين الفواكه لفترات طويل تصل إلى سنة في الثلاجات.
وأشار إلى أن الشركة تستهدف التصدير إلى الأسواق الأفريقية، وهو ما دفعها للإعداد للمشاركة في عدد من المعارض الخارجية، نظرًا لوجود فرص قوية يمكن للمنتج المصري استغلالها.
وقال عبد الرحمن سند ممثل شركة كاربونا المتخصصة في صناعة الكرتون، إن الفترة الماضية شهدت ارتفاعا في أسعار الخامات المُعاد تدويرها والتى تدخل في صناعة الكرتون ، بسبب تراجع المعروض في السوق المحلي مما أثر على تكلفة تصنيع المنتج النهائي، إذ أنه يعتمد بنسبة 100% على منتجات محلية.
وأضاف سند أن السوق لو شهد استقرارًا خلال المرحلة المقبلة سيضخ استثمارات جديدة، لتنفيذ توسعات في المصنع وزيادة الإنتاج، وتبقى عقبة اتخاذ قرار بشأن استثمار جديد هي تذبذب السوق واستمرار الآثار السلبية للجائحة مثل ارتفاع أسعار الخامات والنولون.